في القلب غصة ، غصة على فقد الاحبة ، تسأل شوارع الحزن عن وجوه الغائبين ، تلمحهم خلف سرادب الزمن ، ترفع عقيرتك بالصياح ، يأتيك الصدى يرتدي جلباب اللاشيء ، قبل أيام دهمتني نعم دهمتني وليس داهمتني حالة من الحنين والجنون معا ، عندما تداهمك موجة الجنون والحنين الفارط تركض حافيا في دروب الماضي ، تجلس على طاولة الهم تحتسي قهوتك المرة مثل بحار خذله البحر ونامت في دفاتره بقايا الملح ، بدأت تبحث في دفاترك القديمة ، عن أرقام اصدقاء وأحبة هاجروا الى بلاد الله الواسعة ، هربوا من شوارع الامس بحثا عن ملاذات تلم شتاتهم ، تبحث عن أرقامهم وتكتشف أن دفاتر الأرقام راحت مع الأيام و ولاشت مع تطبيقات آخر تقنيات وسائل التواصل الإجتماعي تبحث عن رقم هاتف الدكتور عبد الرحيم عبد الحليم محمد، تحاول إجهاد ذاكرتك الخربة مثل غربال الزمن وتعود بخفي حنين من رحلة البحث المضنية ، تبحث في قاع الذاكرة مرة أخرى يآآآآآآآآ الله تطلق آهة من أقاصي القلب بعض الاشخاص لا تدري أين ذهبوا، تشعر بالحنين إلى الكثيرين منهم تسأل عن عناوينهم ، أرقام جولاتهم ، تكتشف أن ذاكرتك أصبحت رملية تفتقد الكثير من الذكريات ، صارت تعاني من جرثمة النسيان ، بعض الاشخاص المسجلين في دفاترك القديمة لا تدري من هم اصلا ومتى وكيف التقيت بهم وكيف كانت ظروف ذلك اللقاء ؟ انها معادلة غريبة تفقد العقل توازنه ، تشعر بشيء من الابتهاج حينما تجد ارقام تلفونات الصديق الشاعر الجميل عزمي احمد خليل ، احد هذه الارقام لمنزله في شارع الحجاز بالرياض ، يووووووه من تلك الأيام لا زلت تتذكر تفاصيل ذلك البيت ، كانت هناك نخلة تشمخ في الساحة التي امامه ، وثمة رقم آخر لعزمي في الدمام حينما كان محررا بمجلة الشرق ، ورقم ثالث لحضرته في منزل بحي الكندرة في عروس البحر الأحمرجدة ورقم رابع وأخير حينما كان عزمي يسكن في زقاق ضيق بحي الهنداوية بجدة ، تمسك بموبايلك تتصل بجميع تلك الارقام ، يأتيك الصدى ، تتأكد لحظتها انك لم تفقد احبتك فحسب، وانما فقدت عقلك في رياح السنين، ما يفرق ياناس فقدت عقلي ولكن في المقابل نجد أن السودان فقد كل شيء وأصبح في دائرة اللاشيء لأن السلطة عايزه كده روحوا جاكم الهم .