ردت القوى السياسية المعارضة على دعوة ياسر سعيد عرمان رئيس وفد الحركة الشعبية «قطاع الشمال» للوفد الحكومي برئاسة البروفيسور إبراهيم غندور بالموافقة على منح الحكم الذاتي لسكان «منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق» في إطار السودان الموحد، وكان عرمان برر في لقاء مع «البي بي سي» المطلب باعتبار أن المنطقتين تضمان أغلب مسيحيي السودان والخصوصية الثقافية لهما. وعلى الفور أعلنت آلية الحوار الوطني «7 +7» وحزب الحقيقة الفدرالي رفضه القاطع للمقترح ووصفه بالمتوقع من قبل عرمان، وعزا إصرار الحركة على تطويل أمد التفاوض مع الحكومة إلى أنه مخطط مدروس لإعلانه كموقف تكتيكي محدد، فيما قطع حزب البعث بعدم السماح بتكرار نيفاشا «2» مرة أخرى أو في أي موقع من العالم، وطالب طرفي التفاوض «الحكومة والحركة» بالبعد عن ما وصفه بالمهاترات، وقال «إن حل المنطقتين ودارفور لن يتم إلا بالانطلاق من الإقرار بالوحدة الوطنية وسيادة البلد واستقلالها»، منبهاً إلى أن أي موقف يهدد وحدة الوطن مرفوض تماماً، بينما أبدى الحزب الشيوعي استغرابه من الدعوة للحكم الذاتي وقال وضع مثل الحكم الذاتي للمنطقتين مرتبط بالدستور، واصفاً المقترح بالسابق لأوانه، مبيناً أن القضية ليست من القضايا العاجلة بيد أنه اعتبر دعوة عرمان ب «الرؤية الشخصية». وقال صديق يوسف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في تصريح خاص ل «آخر لحظة» أمس نحن في قوى الإجماع الوطني نرى أن أي نقاش للدستور يتم في الفترة الانتقالية بمشاركة كل الناس وفي أجواء ديمقراطية، والآن لا توجد حريات ولا ديمقراطية، لذا فالحكم الذاتي ليس قضية عاجلة، وزاد «الأمر العاجل الآن وقف الحرب والمشاكل الاقتصادية، ما مشكلتنا الآن حكم ذاتي، دي مسائل دستورية».ومن جانبه شدد فضل السيد شعيب رئيس حزب الحقيقة الفدرالي والناطق الرسمى باسم «آلية الحوار الوطني» على عدم السماح بتمرير مخطط إعادة تكرار نيفاشا «2» وقال «يكفي انفصال الجنوب ومأساة أهله الآن»، داعياً الحركة الشعبية للتريث وعدم تكرار الأخطاء القاتلة، لذا نرفض بشدة التفريط في شبر واحد من التراب الوطني. ومن جانبه قال محمد ضياء الدين الناطق الرسمى باسم حزب البعث إن حل المنطقتين لن يتم بهذه المهاترات وإن القضايا يجب أن توضع وتحل في إطار الحل الشامل.