توقفت الكلمات في حلقي الناشف عندما استقبلت طبلة أذني المصابة بالطرش دعوة مذيعة في صاحبتنا الجميلة قناة النيل الأزرق إلى تغيير السلم الخماسي للأغنية السودانية إلى سباعي لتتقبلنا الذائقة العربية ، بصراحة المذيعة إياها كانت ( تسبح ) عكس التيار وتتحدث بلغة العامة الذين يكيلون الاتهام للإعلام العربي من البحر إلى البحر بأنه مقصر تجاه الطرب والدراما وكافة مكونات الفعل الإبداعي في السودان ، طبعا هذا الاتهام شماعة مائعة وكلام فضفاض نخدر به أنفسنا ونعتقد ان هناك نظرية مؤامرة عربية من المحيط إلى الخليج ضد الإبداع السوداني ، اسمعوني ، ولا ترموني بالبيض الفاسد ، نحن المقصرون في تقديم أنفسنا للآخر على طبق من ذهب ... ليه ... وكيف ... وعشان شنو ... ربما يصيح أحدكم ؟ أولا ... بالتبادي أقول وأمري إلى الله أن أجهزة الإعلام الناجحة في الوطن العربي تبحث عن مصالحها نعم عن مصالحها وخصوصا فيما يتعلق بالمادة الإعلانية فليس من المنطق مثلا أن تخصص وسيلة إعلامية عربية رائدة مساحة لفنان سوداني أو لمسرحية أو مسلسل سوداني لعدة أسباب منطقية أولها ان المشاهد ربما يقوم صوف ويضغط على أزرار الرموت كنترول للانتقال إلى محطة فضائية اخرى ليس بها مطرب سوداني يلعلع أو مسلسل سوداني يسد النفس . ثانيا : ان بث مادة سودانية على المحطات العربية لا يجذب المعلن حتى وان كان معلنا جرباناً وناشفاً ، وفي الوقت ذاته ترحب هذه الفضائيات بالمواد اللبنانية والمصرية والخليجية المغاربية والعراقية لأنها جالبة للإعلانات ففنان مثل المفعوص تامر حسني أو كاظم الساهر أو مقصوفة الرقبة هيفاء وهبي ... محفزون للمعلن العربي من البحر إلى البحر ، إذن ما الحل لجعل الفضائيات العربية تستقطب الابداع السوداني أقول الابداع السوداني وليس إعمال جربندية الغناء والتمثيل هذا السؤال ظل يجلد عقلي الخربان ، المهم اعتقد ان الفنان السوداني يفترض ان يكون متفرغا للعطاء ومهمة تسويق المادة الفنية السودانية ايا كان نوعها للفضائيات العربية يجب ان يكون عبر رؤوس أموال سودانية مستنيرة لها خبرة في تسويق الابداع وفي نفس الوقت جني الأرباح من وراء ذلك ، طيب كلام حلو جدا، إذن المعلومة المتركزة في الوعي الجمعي للسودانيين ان هناك تجاهلا من الإعلام العربي لإبداعاتنا بسبب عدم فهمهم للهجة السودانية أو ان الذائقة العربية لا تستسيغ السلم الخماسي المعمول به في السودان كلها أقاويل لا تستند إلى الحقائق ، خذوا مثلا ان هناك أعمالاً شامية مغرقة في المحلية ولكن تستقبلها الذائقة العربية بصدر رحب منها على سبيل المثال المسلسل السوري باب الحارة في أجزائه الأربعة ، علاوة على أغنيات فيروز وعاصي الحلاني إلى غيرهم من المطربين اللبنانيين ، بصراحة أعجبني ثقة فنان الشباب الأول في السودان طه سليمان في نفسه والتأكيد من خلال فضائية النيل الأزرق أيام عيد الأضحى المبارك ان العرب يتفاعلون مع المفردة السودانية بشكل ايجابي ، إذن نحن مش بعاعيت حتى تهرب الفضائيات العربية من أمامنا وتهمش عطاءنا ، لكن للأسف نحن لا نعرف كيف نستثمر طاقاتنا ونسوق أنفسنا في سوق الله اكبر حسب معطيات الواقع قال بعاعيت قال