حينما أعلن المذيع سعد الدين حسن ان الحلقة القادمة من برنامج ( سهران يا نيل) ، في صاحبتنا الحلوة فضائية النيل الآزرق ، سوف تستعرض أسباب نوم الأغنية السودانية في العسل المحلي المهبب بستين مليون هباب ، هاتفت احد الأصدقاء المبدعين والنافذين في الحقل الإعلامي وأبلغته ان استضافة متحدثين سودانيين فقط في هذه الحلقة مجرد تحصيل حاصل يعني بالمفتشر سوف يكون الطحن مكرور وعديم الجدوى وان العبد لله على استعداد لايصال معد أو معدة الحلقة أو حتى صاحبنا مقدم البرنامج ذات نفسه إلى الطرف الآخر سواء كانوا منتجين عرب أو فنانين أو ملحنين من المحيط إلى الخليج ، عفوا ليست هذه مسألة استعراض عضلات وانما محاولة من العبد لله إلى تأكيد معاناتنا من الانيميا المنجلية الحادة في التواصل مع الآخر ، عموما يبدو ان صاحبي النافذ حدثت له ظروف خارجة عن إرادته ولم يتمكن من ايصال الفكرة إلى معدي البرنامج وسارت الحلقة بوجوه سودانية اكن لها كل التقدير والتجلة اولهم استاذنا العراب الكبير وصاحب الذائقة الفنية الدكتور أبراهيم دقش والموسيقار الفاتح حسين والفنان عاصم البنا ( مشي حالك ) ، وصاحبنا الشاعر عفوا لا اعرف إسمه سامحوني عديل كده ، المهم رغم ان الدكتور دقش والفاتح حسين تحدثوا بالمنطق عن أسباب وكسة الأغنية السودانية وغيابها عن فضاءات الملتقي العربي من الأزرق إلى الأزرق غير ان صاحبنا الشاعر لم يكن موفقا في طرحه عن أسباب هذا الغياب وكان خارج الفورمة ، المهم مثل هذه الحلقة كانت تتطلب وجود الرأي الآخر اقصد مرئيات منتجين وفنانين وفنانات ومخرجين عرب على سن ورمح علاوة على استطلاع الذائقة لبعض الأخوة العرب في امكنة مختلفة ، وفيما لو استكملت تلك الحلقة لهذه العناصر كان بامكاننا التعرف على أسباب عدم وصول ثقافتنا إلى الآخر على طبق من ذهب ،المهم ، من وجهة نظري المتواضعة أننا مهما انتجنا آلاف أو ملايين الحلقات عن تكلس وضمور الأغنية السودانية ، سوف نظل نحرث في البحر ، فالمسالة يا جماعة الخير ليست رفضاً من الآخر إلى ابداعاتنا وانما جزء من هذه المسألة الازلية أصبحت فلوس في فلوس ، فضلا توقفوا برهة حكاية الفلوس اقصد بها ان المحطات الفضائية العربية بالمكشوف كده تبحث عن المطربين والمطربات ( البياعين ) الذين يجلبون لها غلة الأعلان ، وهؤلاء لا يهمهم بث منتج سوداني حتى وان كان لمين من المشهورين في السودان طالما ان ( الزول ) مش بياع ، وعلى هذا الأساس ان المنتج السوداني بحاجة إلى الدعم من منتجين لهم المقدرة على إنتاج مواد فنية تواكب الراهن ومواصفات المنتجات التي تبثها هذه القنوات ، إذن لا اتصور ان أي فنان سوداني يمتلك القدرة على إنتاج إعمال فائقة النكهة ومكلفة للوصول إلى الأخر فكل زول يريد ان يعيش فقط ويردد انا ومن بعدي الطوفان ،المهم كان الرأي الجمعي في السودان يتصور ان عدم وصولنا إلى الآخر بسبب السلم الخماسي أو ضعف إعلامنا وكل هذه الأسباب اصبحت من مخلفات الماضي ولي زمان ، خصوصا ان الموسيقى وطن للتجاوزات وان الذائقة حتى وان كانت في بلاد الواق واق تستطعم الابداع كما أننا بحمد الله وقدرته أصبحنا سادة للفضاء العريض ، آآآآآآآآآآآه ،اطبخي يا جارية كلف يا سيدي هنا الركة .