نفحة خفيفة طرحاً لعلها تخفف هواجس «يا ويلنا» المزعجة من دواخل نفوس ما يقارب الخمسة والثلاثين اسرة مقيمة بمربع احد عشر بحي ام ضريوه بالدروشاب جنوب في الريف الشمالي لمحلية الخرطوم بحري، بعد ان نقلت اليهم اللجنة المكلفة بترقيم المنازل، والمنبثقة من اللجنة الشعبية، معلومات «مخيفة» ومستفزة لمشاعرهم بخصوص تحريلهم الى منطقة مدينة الخوجلاب شمالاً!؟ وحرمت بعضهم من حق شهادة الحيازة السكنية الاهلية، والتي لها اليد الأولى في الاستقرار، وزيادة نشاطهم لتحقيق ما تصبوا اليه هذه الاسر وتجنيبها ما مؤلماً ومتعباً ومريراً!؟ وهذا ما يمنح اللجان الشعبية مرتبة «محترمة» ويجعلها سلطة ذات نفوذ قوي، اذا تعاونت مع مواطنيها وكفتهم الازمات والنكبات، بإتخاذ قرارات اثبت وارشد!؟ فلماذا إتباع الهوي والمزاج المنحرف في التعامل بهذه المستندات، وتجاوز اللوائح والتشريعات التي صارت اعرافاً في مفاهيم العامة!؟ قطعاً للشك باليقين والتماساً للحقائق، نستأنس في هذا المقام، بالنموذج المرير والخطير للمواطنة المكافحة «بائعة الشاي» عند المدخل الشرقي لكبري الحلفاية/ كرري، الحاجة سعدية محمد زين يوسف، القادمة من منطقة أم كردس «السياحية» بجنوب كردفان، وزوجة العامل الحرفي البسيط، حولي حسن الشريف «البديري الدهمشي» من شمال كردفان، وهي صاحبة تضحية عظيمة بكل نهارها، للمساعدة في تربية الابناء الخمسة، وتخفيف اعباء المعيشة!؟ فقد امتلكت قطعة ارض بمربع «11» أنف الذكر، شراءاً بوثيقة قانونية، وبحدود معلومة، ومعترف بها جواراً بين منازل مشيدة، ومعالم ثابتة لا تتبدل، واقامت بها عشرة اعواماً، آمنة مطمئنة، وقبل شهور قليلة سلمت ملف منزلها للجنة المكلفة بالترقيم، فرفضوا ان يمنحوها شهادة الحيازة بحجة ان المربع المقيمة به قابل للازالة والترحيل!؟ ففجروا في دواخلها «هوساًَ» حملها على تكرار ذكر مأساتها لكل من يجالسها لإحتساء كوبٍ من الشاي أو فنجال من القهوة!؟ فقلت لها إن شطط اللجان الشعبية بولاية الخرطوم متشابه، وقد سبق أن كتبت فيه بصحيفة «الوفاق« بتاريخ 21/5/3102م وبصحيفة «آخر لحظة» بتاريخ 11/5/3102م ومن فوق هذا كله وصف السيد رئيس المجلس التشريعي لولاية الخرطوم الاستاذ الخبير القانوني محمد الشيخ مدني، المنشور بصحفة «آخر لحظة» بتاريخ 61/21/3102م بأنها «سجمانة» وتحتاج للتغيير حتى تمنح مواطنيها حيوية قوية صارخة ليكونوا منتجين، ويخرجوا لنا اجيالاً قوية ذهنياً وبدنياً! وقد ذكرت لي لي ان هذه اللجنة قد منحت البعض شهادات حيازة بنفس المربع، وضحت بعضاً غير مقيم به، فقلت لها لقد وقع مثل بمنطقتنا بالجيلي، فهذه العينة من اللجان لا فقه لها بمبدأ العدالة الاجتماعية التي اقرها القرآن الكريم في سرد قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع اعظم خلق الله بعد الملائكة في ذاك الزمان قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بألفي عام تقريباً، مع النملة اضعف خلق الله تعالى، والتي تقع خارج دائرة البصر من مسافة غيرز بعيدة.!؟