أنا كأي مواطنة عادية.. لا أعيش فقط في حدود منزلي بل يهمني كل ما حولي.. إبتداءً من وطني الكبير.. الذي أُغار عليه وأحبه.. حباً يحملني إلى البكاء.. في أغنية (سوداني الجوه وجداني بريدو) سواء بصوت زنقار.. أو طلاب الدورة المدرسية.. لذا يصعب عليّ مفارقته أو السفر خارج حدوده.. ولا أعرف كيف يمكن للمقيمين في الخارج أن يفعلوا ذلك.. والمكان الوحيد الذي أتمنى أن أفارق (بلدي الحبوب) لأجله هو بيت الله الحرام.. والذي أسأل الله لي ولكم ألا يحرمنا من زيارته.!. ويهمني بصفة الخصوص الحي الذي أعيش فيه.. وقد أثلجت صدري فعلاً الأعمال التي تمت فيه قبل هذا الخريف ( الذي أشفق علينا).. وقد أشرت إلى ذلك في مقال سابق (بكثير من التقدير والامتنان- مثل رصف الشوارع الداخلية وردمها.. وإنارة معظم الطرقات، فنحن فعلاً نقدر ونثمن... ونشكر كل ما يقدم ونراه بعين العرفان.. إلا أن الإنسان.. إذا وجد البعض بحث عن الكل..! فقد ساءني منظر الأنقاض ومخلفات البناء المتراكمة في الشوارع والمساحات الخالية... فالشاهد يرى ثورة العمران التي تنتظم البلاد.. وهذا أمر محمود.. إذا اشترطت المحليات.. والشؤون الهندسية بالاّ تمنح تراخيص البناء إلا بشرط إزالة الأنقاض.. ومخلفات الحفر.. ( والتي يمكن أن تساعد في ردم كثير من البرك).. فلا يستقيم أن تنهض عمارة شامخة بزجاجها الملون الأنيق وحولها أكوام من الحجارة والأتربة والأوساخ.. تسد الطرقات وتمنع السيارات والناس من المرور وتشوه المظهر العام.. ما دور المحليات؟.. وهل يعملون فقط داخل المكاتب المكيفة.. ولا تجد في الطرقات إلا عمال الجبايات؟.نظمت نفيراً لنظافة الحي المكدس بالأوساخ في أواخر شهر رمضان.. ( والسكان لهم دور أيضاً في هذا التردي) وحقيقة لقد استجاب جل السكان (خصوصاً النساء) إلا أننا عجزنا فعلاً.. عن إزالة ولو جزء من الانقاض فاستأجرنا القوي الأمين- الذي بدوره استعان بآخرين.. لكنه استنزف منا ( كل ما هو مدكن تحت البلاطة) وكلكم تعلمون أن ما من شئ أقسى على المرأة من إخراج النقود.. ولا أخفيكم سراً أنني لازلت حتى اللحظة أتحسر على قريشاتي.. وأتساءل بوجه. أين المحليات.. أنا طالباها قروش..من المسؤول عن إزالة الأنقاض؟.. ولماذا يبني الناس ويعمروا دورهم دون الاهتمام.. بما حولهم.. على الولاية.. أن تفعِّل دور المحليات.. وألاَّ تصفق بيد واحدة.. أخرجوا هؤلاء الموظفين من مكاتبهم.. حاسبوا المقصرين.. أرفدوا المتخاذلين.. وحفزوا المثابرين.. (المتابعة.. لا شئ ينجز الأعمال سوى المتابعة). زاوية أخيرة: إن كثيراً من أهل السودان سيدي الوالي لا يشعرون بالمسؤولية إلا بالترهيب والعقوبات.. أفرض عقوبات على تاركي المخلفات والأنقاض كما فعلت سابقاً وغداً لن تجد كوم تراب واحد في أحياء الخرطوم!.