وما زلنا حضوراً بين يدي وأمام.. وعلى يمين ويسار تصريح السيد حسبو عبد الرحمن نائب السيد رئيس الجمهورية.. وانعاشاً لذاكرة احبابنا القراء نعيد كلماته نصاً وكما وردت على لسانه وترجمها أو نقلها احبتنا في العزيزة الانيقة «اليوم التالي» فقد قال السيد الاستاذ «حسبو» اليكم كلماته: «أكد إن الانقاذ هي النسخة الثانية للثورة المهدية.. إن الهدف واحد ويتمثل في تمكين دين الله في الأرض ونحن لا نقاتل اعداءنا بالقوة المادية لوحدها إنما بالروحانيات والايمانيات» انتهى حديث السيد الاستاذ «حسبو». والانقاذ- سعادتك- ما كانت يوماً ولن تكون هي النسخة الثانية للثورة المهدية.. و «هاك الدليل».. نورد لك دليلاً واحداً ولكنه اطول من سارية المركب.. وأشد ابهاراً من «كشافة» قطار.. عندما تكالبت قوى الاستعمار واشتد عداء الكفار الأبالسة من استعماري أوروبا.. ولأن التنافس كان مشتعلاً وملتهباً بين بريطانياوفرنسا.. وكل دولة تبذل ما تستطيع وما لا تستطيع.. للسيطرة الاستعمارية على الأوطان والأقطار.. قدمت فرنسا عرضاً للخليفة عبد الله التعايشي والذي كان يقود الدولة بعد وفاة المهدي قدمت له عرضاً ماكراً ظاهره العون والمساندة والمؤازرة وباطنه التنافس المحموم بينها والانجليز.. كان العرض يعلن للخليفة أو يتعهد لخليفة المهدي بأن ترفع فرنسا عَلَمها على مدينة «فشودا» حتى تكون في حماية فرنسا وحتى لا يصل الانجليز إلى التراب السوداني المهدوي.. وفي اللحظة والتو رفض الخليفة ذاك العرض جملة وتفصيلاً رفضه في حزم وعزم وغضب.. بل قال قولته التي ما زالت مكتوبة على صفحات التاريخ بمداد من نور.. قال «والله إني لا استبدل «خرقة» نصراني «بخرقة» نصراني.. وامعاناً في التحقير والاذلال فقد استخدم خليفة المهدي كلمة «خرقة» وهو يعني عَلَم الدولة.. دولة فرنسا وعلم دولة الانجليز.. هذه صفحة من صفحات الثورة المهدية.. وطبعاً الانقاذ لا ولن تكون النسخة الثانية من الثورة المهدية لأنها لا تملك مثل تلك الصفحة.. و«هاك الدليل».. الدليل إن الأحبة في المؤتمر الوطني.. وهو حزب الانقاذ.. وايضاً هو حزب الأحبة الاسلاميين.. وبمعنى ادق هو الذي نبع من الحركة الاسلامية.. والمؤتمر الوطني.. يقيم توأمة «عديل كده» مع الحزب الشيوعي الصيني.. أرأيتم كيف هذه الدنيا.. اسلاميون ينفقون أنضر وأبهر وأجمل أيام شبابهم وهم يقاتلون في شراسة وبأس مواطنيهم «الشيوعيين» والذين هم من بني جلدتهم.. بل أن رأس الرمح في حركتهم الاسلامية هي التصدي للشيوعيين في كل منعطف في كل طريق.. ويصبحون «توأماً» للحزب الشيوعي الصيني.. وبالمناسبة إن اخوتنا الصينيون ظلوا وحتى «فك» آخر صامولة في جسد الاتحاد السوفيتي ظلوا يطلقون صباح مساء على الشيوعيين الروس «التحريفيون» ولعلم أحبابنا الاسلاميين إن الحزب الشيوعي الصيني تقوم كل ركائز بنيانه على الالحاد ذاك الذي لا تحجب شمسه كل سحب الدنيا.. وبالمناسبة وهذا خارج الموضوع.. أقول إن كانت لي أمنية أبتهل إلى الله أن يحققها.. هو أن يعود صديقي واستاذي وحبيبي البروف «حربي» إلى العمل التنفيذي في دولاب الانقاذ مرة أخرى وان يقود وفداً من «المواصفات» أو أي مصلحة أخرى إلى الصين وان تكون احدى فقرات الرحلة وبعد انجاز المهمة أن يصطحبه قادة الحزب الشيوعي الصيني تصحبهم الكاميرات إلى (ضريح ماو) لوضع باقات الزهور على القبر.