سيدي المشير البشير.. أنا معك وحتى إشعار آخر، وربما ينتهي مدى هذا الإشعار الآخر إذا لم تستغن الدولة عن خدمات صاحب التصريح الصدمة (باقون بالانتخابات أو بغيرها).. أريد فهامة الكترونية كي أفهم كلمة (بغيرها) هذه.. يقودني فهمي المنهك المحدود الذي يحتاج الى فهامة الكترونية الى أن أفسر كلمة (بغيرها) باندلاع انقلاب عسكري في صبيحة إعلان نتيجة الانتخابات إذا كانت النتيجة سالبة، ومن ثم يتم تعليق الدستور وحل المجلس الوطني وإعلان حالة الطواريء وقفل الكباري.. من باب التأكيد أقول حل المجلس الوطني وأضيف وإعلان المؤتمر الوطني حاكماً أعلى للبلاد مثلما كانت حكومة 17 نوفمبر تحكم البلاد بوساطة المجلس العسكري الأعلى. سيدي المشير البشير.. لك أن تلحظ أنني قد استخدمت الرتبة العسكرية وأنا أخاطب فخامتكم ب (سيدي المشير البشير) ولم استخدم جملة (سيدي الرئيس) المعهودة.. فالفرق كبير وخطير ياسيدي (المشير).. الرتبة انقلاب.. الرئيس انتخاب وللأسف الشديد إن صاحب التصريح الصدمة (باقون بالانتخابات أو بغيرها) يدعو للانقلاب وليس الانتخاب، يرغب أن تكون فخامتكم والى الأبد المشير البشير وليس الرئيس البشير.. يرغب أن يكون المجلس الوطني القادم المجلس العسكري الأعلى وأن يكون النادي الكاثوليكي سابقاً.. المؤتمر الوطني حالياً ثكنة عسكرية تحكم البلاد عبر فوهة البندقية.. يريد صاحب التصريح الصدمة (باقون بالانتخابات أو بغيرها) إجهاض ربع قرن من الزمان هو عمر الإنقاذ الذي شهد تطورات دستورية شاهقة وانتخابات رئاسية وجغرافية ومؤسسات دستورية وتشريعية وتنفيذية رفع شاغلوها شعار (هي لله .. هي لله .. لا للسلطة ولا للجاه) ونأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، وشدا الشباب وغنت الحرائر وعلى حناجر الرجال والأطفال اتكأ نشيد (في حماك ربنا) أيذهب كل هذا.. ياهذا؟ ياصاحب التصريح الصدمة (باقون بالانتخابات أوبغيرها) مازلت احتاج الى فهامة الكترونية وقرص اسبرين لكي أفهم واستبين. سيدي المشير أنا معك بلا رتبة وليس مع التصريح الصدمة.. الرتبة انقلاب .. الرئيس انتخاب. اعود الى أصل التصريح الصدمة.. أنه في صبيحة الفاتح من فبراير الجاري جاء في صدر صحيفة (آخر لحظة) تصريح لا انزل الله به من سلطان.. يحض على الفوضى غير الخلاقة والزملاء في (آخر لحظة) وعلى رأسهم الصحفي الشاهق الاستاذ عبدالعظيم صالح رئيس التحرير بالانابة الذي أتمنى أن يصبح رئيساً للتحرير، فهو يتكئ على تجربة صحيفة شاهقة وبذلك يكون خير خلف لخير سلف هو الأستاذ الصحفي المهول مصطفى ابوالعزائم.. أتمنى له النجاح في الزميلة القادمة صحيفة (السياسي).. أقول إن الزملاء في المطبخ الصحفي في (آخر لحظة) قد نشروا التصريح الصدمة بحيدة وتجرد صحفي وبمهنية بحتة غلب عليها طابع التفوق والامتياز وليس الانحياز لرأي دون الآخر.. جاء التصريح يحمل سياقين متداخلين ومتباينين الأول عقلاني والثاني غير ذلك..الأول للدكتور الفاتح عزالدين رئيس البرلمان وعضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني، جاء فيه أن استعدادات حزبه للانتخابات تمكنه من الاكتساح وتحقيق فوز ساحق، مشيراً الى أن المؤتمر الوطني لايخشى من الحوار الذي يملك عناصره الجادة، ويشير سيادته الى أنه سيأتي يوم لن تجد فيه الدولة أحداً يقبل الصدقة تماماً، والحديث لي مثل دولة الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز.. أما السياق الثاني الذي شكل التصريح الصدمة (باقون بالانتخابات أو بغيرها) للأستاذ أحمد كرمنو، حيث أشار سيادته الى أن حزبه باقي بقيام الانتخابات أو بغيرها، ثم ناقض نفسه بنفسه وقال إن حزبه يحتاج لكل الأصوات في الانتخابات.. ثم أشار الى أن عضوية حزبه لا تملك البقالات والدكاكين وأنهم يأكلون مع الناس في الأسواق.. منعاً للحرج لا أريد ياسادتي أن أعلق على ختام تصريح كرمنو (وخلوا الطابق مستور) فأنا لست في محل تجريح وتجريم لأحد دون تقديم الوثائق مجمل القول إن التصريح الصدمة قد جاء (كجلمود صخر حطه السيل من علٍ) يعني (دراب) كده عديل وماكان من المناسب أن يتفوه به صاحبه حتى لايضار نظام الحكم القائم ويدخل في الدائرة الجهنمية والأسئلة الصعبة.. الإنقاذ.. ثورة أم انقلاب؟ .. الإنقاذ.. ديمقراطية أم شمولية؟.. الإنقاذ.. نعمة أم نقمة. عموماً أن كل أنظمة الحكم في كافة جهات الدنيا الاربع تتعرض لاطلاق التصريحات الصدمة من نفس رموز تلك الأنظمة، وفي السودان ليس ببعيد تصريح (وزير الكسرة) الذي طالب الناس باكل الكسرة، وهو لايعلم أن أكل الكسرة أكثر كلفة، وكذلك تصريح أحد مدراء شرطة المرور الذي قال إن (اورنيك 15) ليس مقدساً، وذلك فيما يشبه الترويج لأخذ المال الناس بدون اي مسوغ قانوني، وهذا مامنعته رئاسة الجمهورية. مثال آخر لتصريح صدمة خرج به أحد كبار الصحفيين في عهد حكم الرئيس الراحل نميري، حيث قال الصحفي الكبير (نحن معك ياسيدي الرئيس القائد فيما قلت وفيما ستقول) وعلى الفور استدعى الرئيس نميري الصحفي الكبير وقال له: أفهم أنتم معي فيما قلت ولكن كيف أفهم أن تكونوا معي فيما سأقول وأنا نفسي لا أعرف ماسأقول وأضاف الرئيس قائلاً: الزم دارك ياخي حتى يفتح الله علي بما سأقول. فيا سيدي كرمنو.. أكرمك الله وأبقاك لك أنت أيضاً أن تلزم دارك حتى تأت نتيجة الانتخابات وبعدها وكما يقول الشاعر الجميل والصحفي النبيل سعد الدين ابراهيم (أنشوف اخرتا).