جاء في الأخبار أن المطربة الشابة حرم النور قد تأهبت للترشح لرئاسة الاتحاد العام للمهن الموسيقية، اتحاد الفنانين أسوة بالدكتورة فاطمة عبدالمحمود ورفيقتها العقيد شرطة معاش بنت التازي اللتين رفعتا سقف الأمنيات عالياً وترشحتا لرئاسة الجمهورية. هذا الحراك النسوي في الفن أو السياسية يجئ بمثابة إنذار أولي لمعشر الرجال في سوداننا الحبيب بأن المرأة تمضي في ثبات نحو غاياتها دون الخوف من ذوي الشوارب واللحي وأنها قد خرجت من جلباب (حبوبتها) وأصبحت لا ترضى بغير الثريا مقعداً ومقاماً. ولكن ليس كل ما يطالب ينال، فاتحاد الفنانين الذي تنوي حرم النور نيل رئاسته ليس وردياً وطوباوياً كما يبدو من لافتته الأمامية، فقد سبق أن قاده عدد من رموزنا الفنية، منهم من أجاد ومنهم من أخفق دون تدخل أي عنصر نسائي، لأن قيادة الاتحاد تحتاج لشخص متفرغ جزئياً أو كلياً وله كاريزما القيادة ومتابعة شؤون الأعضاء العامة والخاصة وفض النزاعات التي تنشب من حين لآخر مع متابعة أمور الاتحاد في أضابير الدولة المختلفة مع الاتصال الخارجي بكافة الاتحادات الإقليمية والعالمية ذات الصلة، وهذا لا يتأتى إلا لرجل قوي مثل الدكتور عبدالقادر سالم والدكتور محمد سيف علي رئيس الاتحاد الحالي أو القامة كمال ترباس إن جاءت به صنادق الاقتراع بجانب عدد من المطربين والموسيقيين من لديهم ذات الكفاءة، غير أن العنصر النسائي ليس لديه القدرة للصمود أمام هذه المهام الجسام وإلا لفعل هذا الأمر العديد من الرائدات الأحياء منهن والأموات مثل عائشة الفلاتية مهلة العبادية، ثنائي النغم، منى الخير، فاطمة الحاج، سمية حسن حنان بلوبلو، عابدة الشيخ، د.منال بدر الدين وغيرهن، لأن أولئك النسوة أدركن بفطرتهن أن قيادة الاتحاد ليست نزهة بل لا تقل مكانة عن أي قيادة محترمة في هذه البلاد خاصة بعد أن أصبحت الموسيقى والغناء أسلوب حياة وموجهاً مهماً لاستنهاض الهمم، عليه نقول للمطربة الشابة حرم النور ارضى بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد إن نلتِ ثقة الأعضاء ويمكنك تكوين جمعية للمرأة بعد أن فاق عدد المطربات نظرائهن من الرجال بحسب ساحة الغناء، إلا إذا ثبت أن هذا الجيش من المطربات لا يحملن عضوية الاتحاد.. وتبقى حظوظ الدكتور المسويقار محمد سيف الدين عالية، فهو منهجي ومنظم في عمله وجاد ويسعى بجد نحو اتحاد عالمي ويمكن أن يشرف البلاد في أي محفل، وهذا رأي العقلاء. خروج أول: لازالت الحركة المسرحية ضعيفة جداً ودراما التلفزيون أندر من (لبن الطير) فاتجه الشباب إلى (اليوتيوب) لبث تجاربهم الدرامية، والرأسمالية تستثمر في الأسمنت والبصل وزيت الطعام وتفتيح البشرة، والدولة تبحث عن المال لكهربة الريف وإكمال الطرق وحصاد المياه، وهذه حياة الناس ومن ثم تتجه للدراما وغيرها والمواطن أدمن الأعمال الدرامية التركية والمصرية والصينية وغداً الروسية والماليزية، والإذاعة أعادت دكان ود البصير، وغداً الحاج متذكر ولا جديد.. فهل عجز أهل المال عن تمويل فيلم سوداني واحد؟ فلو استثمر السادة صلاح إدريس، أشرف الكاردينال، أسامة داؤود وأولاد البرير أموالهم فيها لجادت لهم بالمليارات التي يهدرونها في الهلال أو المريخ دون تحقيق نتائج.. خروج أخير: «قام اتعزز الليمون» فازت مؤخراً ببرنامج إذاعي، رحم الله المطرب محمد سلام فقد تفوق ميتاً على إبراهيم حسين وعمر إحساس.