هل المطلوب منا كصحافة أو بالاصح كأصحاب أقلام أن نترصد الآخرين ونبحث عن أخطائهم، هل من الأمانة أن نقول للمسيء أسأت، وعندما يحسن نغض الطرف عن إحسانه، ولماذا يعني دائماً عند البعض أن المديح والثناء يعني التقرب الى الممدوح زلفى الأمانة تقتضي علينا أن نعطي كل ذي حق حقه، وألاَّ نتحرج في الثناء على كل صاحب عمل يستحق، مثلما لا نتحرج عندما نلهب بسياط النقد ظهور من يستحقوه. ومن هذا المنطق اسمحوا لي أن أقول إن ما قدمه السيد جمال عبد الله الوالي للرياضة السودانية عبر نادي المريخ الذي يرأس مجلس إدارته لا يحصى ولا يعد، وأن الرجل ظل يحلم لأكثر من عشر سنوات أن يحقق السودان والمريخ حلم الوصول الى (العروسة السمراء) كأس الأندية الأبطال، ودفع في سبيل ذلك ما دفع، بالعملة الصعبة والمحلية، وما دلوه على محترف أو مدرب أجنبي يمكن أن يساهم في تحقيق الحلم إلا وجاء به. نحمل الرجل الكثير من النقد ومن التجريح وأحياناً السخرية، ووضعت أمام طريقه الكثير من المتاريس حتى لا يتحقق الحلم (حسداً من عند أنفسهم).. وحتى لا يفهم البعض خطأ، فأنا لا أقصد أهل الند التقليدي للمريخ، وإنما بعض من يزعمون أنهم (مريخاب..) هذا غير مناكفات بعض أهل القبيلة الزرقاء، وما بين هذه وتلك ضاعت الأحلام وضاعت الكثير من الأموال والسنوات، لكل ذلك فليسمح لي الأخ جمال أن استعير كلمة جافة (ثقيلة) يستخدمها المعارضون في كل دول العالم، وليسمح لي أن أدهن هذه الكلمات ببعض كريمات التجميل وألبسها ثوب الرجاء بدلاً عن الأمر. (ارحل) اخي جمال عن مجلس المريخ وعن الوسط الرياضي بأكمله، لأن الوطن يحتاجك في مواقع أخرى كثيرة، ونحن على يقين بأنك ستحقق النجاح تلو النجاح، وما أكثر المواقع التي تحتاج الى أمثالك، وأمثالك هم قلة. (ارحل) فقد أعطيت للرياضة ما لم يعطها أحد من قبلك، ولا تحسب أنه سيعطيها ما أعطيت من سيأتي بعدك. رحيلك عن الوسط الرياضي أخي جمال سيتيح الفرصة لأن تعتمد الأندية على نفسها، وأظن أن هذا سيسعدك، ويسعد كل حادب على أمر الرياضة عندنا (ارحل) لأنك رجل قومي، ويمكنك من موقع آخر يمكن أن تقدم لكل السودان وليس المريخ وحده. هذا مع كامل احترامي وتقديري لنادي المريخ وجماهيره على امتداد الوطن وخارجه.