زووم ابوعاقلة اماسا المريخ.. أم وادي أم القرى..! إذا كان الهدف الأول من كتابة المقالات والنقد أن يصل الكاتب إلى مرحلة الحب والشعبية الجارفة.. فهذا في رأيي يؤثر بشكل مباشر في نزاهة وحرية الرأي.. وقد أجبرنا على إبقاء أنفسنا في حالة تفكير مستمر حول ما نكتب وضرورة تلك الآراء التي قد تكون قاسية في كثير من الأحيان في الشأن الرياضي، ولكن عزاءنا أنها تأتي منسجمة تماماً مع واقع الحال، حيث لا نتائج يعتبرها الإنسان رداً عملياً على آراءه، ودليلاً على خطأ رأيه، فكل شيء يحدث في الوسط الرياضي الآن من ممارسات إدارية وفنية وإعلامية، وصولاً إلى النتائج والتصنيفات ترتبط بشكل مباشر بما يجب أن يكتب في الصحف وما يجب أن يكون عليه (الناقد) ومن ثم تكون الكلمة الفصل بينه والمادح.. وشتان ما بين الكلمتين (المادح) و (الناقد) .. فليست هنالك أمور متشابهات بينهما، فالمادح لا يرى خطأ يستحق التقريظ، وكل الأشياء أمامه (وردية).. أما الناقد فيعني بمعناها الأشمل والمعاصر أنه ذلك الذي يميز بين ما يستحق المدح، وما يستحق النقد والهجوم من أجل هدف واحد وهو الإصلاح، ويجب أن يكون المدح بقدر ما يستحق، والنقد بقدر ما ينسجم مع حجم الممارسات التي تستحق ذلك، وفي رأيي أن ما يحدث في الوسط الرياضي الآن.. وتعكسه النتائج العامة وموقف الدولة من قضية الرياضة بصفة عامة لا تستحق أكثر من النقد والنقد المركز حتى ينصلح الحال ونعود إلى جادة الطريق، وهنا لا أرى مجالاً للحب والعواطف وأن يقول أحدهم أنا أحب الكاتب الفلاني لأنه يعبر بشكل جميل عن الحقيقة، وذاك يعبر بشكل خشن، فالحقيقة وجهها واحد دائماً – في تقديري – ، أما الكلمات والعبارات التي يعبر بها الإعلام عن مواقفه تجاه بعض قادة العمل الرياضي الآن، وما يطلبه منا بعض القراء في حق رؤساء وأعيان الأندية الرياضية، ومثال لذلك جمال الوالي وغيرهم من نجوم الإدارة، وأنهم أعطوا الكثير ولم يستبقوا شيئاً، وأنه لا يستحق النقد، وما يذهب إليه بعضهم في تفسير الأمر بالإستهداف، إنما هو شيء يعبر تماماً عن مستوى الفشل الذي نعيشه.. فهو يبدأ بالمفاهيم أولاً قبل أن تظهر نتائجه، لأن بعض العبارات التي يعبرون بها هي أصلح لأن تعبر عن مشاعر تنشأ بين العشاق.. أما النقد الرياضي فطريقه واحد لا يتفرع.. قد تختلف فيه الكلمات والتعبيرات ولكنها تؤدي في النهاية إلى هدف واحد.. فهذا هو نادي المريخ وليس وادي أم القرى. أسوأ ما في المريخ خلال السنوات الأخيرة وبالتحديد في عهد الوالي هو سهولة إقصاء وإعدام الرأي الآخر، وإن كان يهدي إلى الطريق الصحيح، وقد عايشنا ذلك في أكثر من حالة، أولها وليس آخرها عندما كان محمد إلياس محجوب يجاهر برأيه في الصحف، ولا يتردد في قول الحقيقة لأي صحفي مهما كانت قاسية، ونحن نثق في أن تلك الآراء تحمل قدراً من الحقائق لا تقبل التماري، ولكن بعض الأٌقطاب والزملاء كانوا يواجهون ذلك بنوع من القمع الغريب، ذلك لأنه يتعارض مع مصالحهم ومنافعهم وهي الأهم حتى لو كان على حساب الكيان، وبعد أن إكتشف الرجل أنه أصبح (دروة) يتعلم فيها الرماة إطلاق النيران قرر الصمت وعدم التصريح لأية جهات إعلامية.. وفي هذا العام رأينا أنهم إختاروه ليرافق الفريق إلى الدوحة في رحلة الإعداد، وكنت أعرف أنه لن يفعل ذلك، لأنه لم يوافق بعد على كم الأخطاء العجيبة التي ترتكب في هذا النادي، وأن سكوته ليس علامة رضا كما يعتقد البعض. كثيرون من أهل المريخ تركوا الجمل بما حمل، وجلسوا في منازلهم حفاظاً على مكانتهم بعد أن أصبحت الساحة أضيق مجالاً ورحابة من إحتواء آرائهم.. وفي المقابل تسلل عدد من الإنتهازيين وسيطروا على الساحة فكان ما كان..!