٭ عندما ورد في خاطري، اسم حسن عبد القادر هلال تذكرت حينها مجلس الفقراء في نادي الهلال الأمدرماني السوداني العريق.. أرسلت إلى دواخلي بسمة فيها الكثير من الإشادة.. لأن مجتمع الهلال في تلك الفترة أشهروا الرضا التام لمزايا هذا المجلس، لأنهم وجدوا ضالتهم الإسعادية ومقصدهم الإمتاعي وهم ينتصرون على ندهم التقليدي المريخ بمتواليات لازالت جاثمة في جوف الذاكرة الرياضية، حيث كان يترأس مجلس الفقراء الوزير الحالي حسن هلال. ٭ إذاً سوابق الإطراء قد نالت من معهم الإنجاز قدراً من الاعتراف الأميز وألهبت في حينها حماس المشهد بمفاصل العرفان والإشادة.. مما جعلني اليوم استجمع القول المعروف رجل تعرفه بمواقفه ولا تتركه المواقف إذ ابتعد.. أقول المخزون النفسي يضع المرء في أعظم الأحيان في خيارات الجذب والشد، وذلك لخلق عنصر الترغيب والترهيب في آن واحد فقد تنتصر عوامل الترغيب إذا توفرت معينات العطاء، وقد ينال الترهيب موقعه السالب من الأعراب العملي.. هنا تتأرجح الموازنة وتختفي المناظرة ويصبح الإنسان تائهاً في حالة الضعف الإداري ويصبح بعيداً من واجهة التقييم والاختيار فتكون النتائج وخيمة وعقيمة والعائد منها مرود لموقع السلبية الغامضة. ٭ حتماً المقصد عندي ليس اعتداءً وتشبثاً لكي أرمي زهرة الياسمين في صدر أخي وصديقي حسن هلال.. المقصد عندي في هذا المقام هو مذاقات التوازن النفسي حين ألتقي بهذه الشخصية.. تترأى عندي المثل الرفيعة في العرف السوداني.. فكلما وجدته لم أجده مترفعاً عن الآخرين، دائماً ما يبحث عن الجميع برغبة جامحة وملحه، بل وبفهم تربوي عميق وسليم تتبعه متلازمات التواضع الذي نشأ منه وتعلم عليه مما كان فيه صدق العلاقات ونزع الإفساد من خلال القلب وتلك هي مزايا الإنسان الصالح الذي ينعم بالقبول ومسرحه وموقعه الاجتماعي لا نبفض له سامر وعطاء مسكوب بالنجاح، لأن مافيه هو ما قبله مسدول بالقناعات متزين بالسماحة الدنيوية، وتلك هي منابع الإيمان في فصول الرجال.. ٭ أقول .. علمت قبل أيام قلائل أن السيد.. حسن عبد القادر هلال سيخوض التجربة الانتخاببية المقبلة، حينها توقفت قليلاً عند هذا الرغبة.. أصابني شيء من الإشفاق والإسعاد في آنٍ واحد.. التمست منافذ النجاح لهذا الرجل فوجدت أن له إضاءات ذاتية وتحتويه مرئيات الوطنية الصادقة فهو مجيد في فواصل الانتقال الذاتي مدلولاته النظرة الهادئة لذاك الأفق البعيد لمقاسم الوجد الوطني.. حدوده الفكرية هي استقراء شامل بفهم هو قادم من خارطة تجربته الوطنية والاجتماعية الشاسعة.. وأكثر ما يعجبني في شخصية هلال هو كمية التفاءل، وهو يدير وزارة مرتبطة بالبيئة والتخطيط.. فالتخطيط في حياته أحسبه متناسق ومرتب بحكم البيئة التي نشأ فيها.. فأنا أدركها جيداً والمتمثلة في المصداقية في أسمى مسمياتها «أصدق تُصدق». ٭ أقول أتحدث عن هذا الشخص ليس لمدح ورجاء وانتظار على مشاهد الحياة.. بل يمليني ضميري بقول الصدق عندما أحس بقدر الرجال وهم بين الناس تواضعاً وتأدباً، واحترام.. ولا أسعى لمنفعة ارتقي بها مطالب الحياة ومشبعات النفس سقوطاً للقيم الفاضلة ويحسبها «الآخرون» استجداءً وتقرباً.. بل ما جاء هو سؤال كيف يخوض هذه التجربة عبر منظور المسحة التفاءلية كرجل له موسوعات التعامل ورجل رياضي تتبعه الصورة المضيئة وهو يعتلي مجلس الفقراء في الهلال لزمان مضى دون ثورة إعلامية أم أنها تطلعات منبعها الإخلاص الوطني للمرحلة القادمة يلاحقها صدى النفس الأبية في حب الوطن. ٭ كل هذه الأسئلة مشروعة لرجل ممتلئ بالقناعات، وفي تقديري هي تجربة لها ما بعدها من إشارات.