٭ أحزنتني التصريحات التي جاءت بها صحف الخرطوم أمس حول وجود «رشاوي» وسط التعليم..!! ٭ البعض لام الصحف حول النشر.. آخرون هاجموا «المسؤولة» بالوزارة التي أدلت بهذا الكلام وقالوا:إنها غير «مسؤولة». ٭ نعم أنا حزين.. رغم أننا نشرنا الخبر ولكننا خفّفناه، ولم «نبرزه».. أدخلناه بالداخل، ولكنه أيضاً معد للنشر وسيقرأ مع بقية محتويات الصحيفة ومع ذلك قمنا بما يمكن القيام به من «تخفيف» وهنا ينطبق علينا المثل البقول: «البرقص ما بغطي دقنوا»!! ٭ الصحافة من واجبها النشر.. والعكس تماماً يجب أن تعاقب إن لم تفعل ذلك..!! هل نعاقب المسؤول إن خرج من السياق أم ماذا يا ماذا؟!! ٭ قبل الإجابة سأسرد على مسامعكم هذه القصة: أيام الشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية عقدت وزارة التعليم العالي مؤتمراً صحفياً تحدث فيه الوزير والذي كان يمثل الحركة و«كال» هجوماً لا مثيل له على الجامعات السودانية، وقال فيها ما لم يقله مالك في «المريسة»!! ٭ عندما قرأنا الخبر ليلتها شعرنا بالاستياء من مثل هذه التصريحات غير المسؤولة.. قلنا لماذا لا يعالج الوزير الخلل وبيده القلم.. وإن لم يستطع فليذهب في حال سبيله غير مأسوف عليه!! كان قرارنا حجب الخبر حفاظاً على حال جامعاتنا من جهل الوزير .. ٭ أما تصريحات «المسؤولة» فالأمر مختلف لأنه يتعلق بعملية «التعليم» وارتباطها بشأن الأمة وتطورها.. فما الفائدة إن انتشرت «الرشوة» وسادت بين الأستاذ وتلميذه؟!! ولا يهم إن كانت المعاملة في الأساس أو الثانوي أو الماجستير.. كما أفادت بذلك مسؤولة التعليم وهي تتحدث عن أخطر «التحديات» التي تواجه العملية التعليمية بالبلاد. ٭ هل «الخلل» في العملية التربوية أم في المناهج والتي وصفها خبير تربوي في ذات الندوة التي أقيمت بالجامعة الإسلامية بأم درمان.. وقال فيها إنها مناهج «صاخبة متضاربة» أوقعتنا في «هرج» و«مرج»؟!! ٭ إنه ذات «الهرج والمرج» الذي أحدثته مسؤولة التعليم وهي تتحدث عن «الرشوة» في حقل التعليم.. إنه أمر يبعث على الحزن.. ونحن نعرف تماماً أن الأغلبية الغالبة من معلمينا شرفاء ونبلاء ولكن «الشر يعم والخير يخص»..!!