قلت أضرب الهم بالفرح!! وأروح عن نفسي بشراء «MB3» (تاني) بعد السرقة الشهيرة قبل شهور!! ü قلت أقصد سوق ......!! فهو في نظري - سوق مبروك وأسعاره هادئة والغش والخداع هنا مقدور عليهما - أكثر من أي مكان آخر في هذه العاصمة المترامية الأطراف!! العواصم هي في الغالب ملاذ آمن!! والناس لا يخافون كثيراً فيها بسبب وجود القانون و(عين )الدولة القوية الحمراء، ومع ذلك يبقى الخوف قائماً هنا والسبب كل هذا الخداع والغش والمتوفر في الأسواق!! أدخل للعمارة العتيقة!! هل هذا سوق المعلومات في السودان؟! الآن كثير من الدول يدر عليها هذا السوق الإلكتروني ملايين الدولارات؟ - ما يظهر هنا ينحصر في أسواق (البليستيشن) وبيع النغمات وبعض الصور «الجميلة» ولا تطلبوا مني تفسيراً أكثر!! يا شباب داير إمبثري رخيص!! وكذلك صناعته رديئة وهذا المهم في الأمر!! ضحكوا (بسعادة)!! فالأسواق والطرقات في السودان لا تجد من ينتج النكتة أو يوزعها بالمجان بين الناس!! أنا لم أكن أمزح!! فالكل يعرض عليك بضاعته ويقول إنّها أصلية!! ü يا عمك!! الجهاز + الفلاش ب 60 جنيهاً قلت له هل يشمل التعبئة بالأغاني التي أريدها؟ قال لي الأغاني + ال chek في العربية ده سعر تاني ! ضحكت قال لي داير أغاني (حديثة) أم جلاكين!!؟ أم عربي.. أم؟! قلت له جلاكين!! أمس حدثني عبد الرحمن جبر وهو سيد العارفين عن أغاني (المغارز) وهي الموجة التي تغزو الأسواق هذه الأيام.. الفلاش يحمل 200 أغنية والأغنية ب «500» جنيه فكم الناتج الإجمالي؟! سألت أحدهم هذا السؤال فقال يا عمك «الكشات» ورسوم المحلية وارتفاع الايجارات إنتو ما عارفين حاجة!! دخل واحد في الخط!! تمشوا الحفلات تسجلوا وتجو تربطوا البضاعة في الجهاز وهاك يا «رضاعة»!! «إنتو يا مرطبين»!! جاءني صوت صلاح بن البادية ينساب في هدوء من خلال الجهاز والذي كان أيضاً شغال بلاستيشن!! كلمتي المسّت غرورك!! تعاتبني وأنا غلطان!! هذه نوعية البضاعة التي أطلبها!! يدخل أحدهم ويسألني مباشرة الموبايل الصيني بكم؟! كان يظنني صاحب المحل!! قلت له إنت قروشك كم!! رد عليّ «بصلف» لا تستحقه حالته الراهنة الظاهرة!! وانصرف سريعاً ضحك الشباب!! يا عمك إنت ظريف قلت لهم الناس أخلاقها أصبحت ضيقة!! قالوا لي ده جاي من مناطق الحرب!! تساءلت مع نفسي!! هل هناك منطقة في سوداننا العزيز والذي سيصبح بعد أيام ليس هو بلد المليون ميل مربع لم تطأها أقدام الحرب!! دفعت النقود وذهب معي صاحب البضاعة و«فني التشغيل» للعربة »الواقفة» في الظلام. ü تم ضبط الموجة بعد جهد جهيد على الرقم 87 قريب من اذاعة الرابعة حسب ما سمعت.. وانساب صوت صلاح بن البادية بنعومة ودفعت للفني «حقو» وزيادة انبسطت أساريرهم فهذا زبون تمام!! ودعوني بكلمات «الرضا» قائلين!! المحل محلك يا عمك في أي لحظة تشرّف!! وتحركت بهدوء في ليل بحري الحالم وعند استوب المؤسسة ضاع مرة أخرى صوت صلاح بن البادية واختفت الموجة تماماً!! وأعطاني الجهاز «شخيراً» لازمني حتى تقاطع الدروشاب!! ü ماذا أفعل مع ال (MB3) ؟ !!