احتفظ للصديق، والصحفيّ الكبير، مبارك البلال - ملك الكتابة الساخرة- بالكثير من الحكم والأمثال، التي يقوم ب«إنتاجها»، كملكية فكرية «خاصة به»، من حين لآخر خصوصاً حين يكون مزاجه (رايق)والأمور تمام. أمس تذكرت مقولته الشهيرة: أنا شديد الوفاء لأجدادي -وهذه شرحها يطول- ولكنّها باختصار شديد، تعني الاحتفاظ بمسافة معقولة من التكنلوجيا الحديثة، وهذا ما أطبقه أنا أحياناً، فلا أحفل بهذا الوافد الجديد، مهما كانت المغريات، ومع ذلك، فتحت ضغط التطوّر، ومسايرة العصر، أصبحت أقترب أكثر من هذه العوالم السحريّة «الناعمة»، وبدأت الأيدي تقترب كثيراً من «الكيبورد»، و(الماوس) وأستعين على ذلك بمجموعة من المستشارين الفنيين من شبابنا في «اللاب» و«الإنترنت» -ففي الفترة النهارية هناك(منى محمدين) و(أحمد جادين) -لاحظ السجع في الأسماء- وفي الفترة المسائية هناك الشباب مؤمن مصطفى، وسامي إبراهيم، ولدنا (الطيب)، وزهدي (أنت أملنا) والقصة مشت من المكتب، حتى العربية، التي أدخلنا فيها في الفترة الأخيرة ما يعرف ب(mb3) وركلنا المسجل جانباً، وصدقوني قصة ال(mb3) ما «داخلة» في الرأس، فهو عندي مثل (الأكل المعلّب) ويسيطر عليه المزاج الحديث في اختيار الأغاني، ونادراً ما تجد في «فولدرات» الكمبيوتر أغاني الجيل القديم الرائع، وقبل أيام أهداني الأخ عبد العظيم عبد الدافع عثمان فلاشاً، يحوي روائع من أغنيات والده -الهرم الكبير- ولكنها يا للأسف، كانت في فلاش لا زال قابعاً في أضابير كمبيوتر تعرف مكانه «نازك» في اللاب!!ولا أعرف كيف انقله والسبب التعامل «البطيء» مع التكنولوجيا. نعم، لم تألف(أذني) لهذا ال(mb3)، وفي كل يوم أحدّث نفسي «بنزعه» نهائياً والعودة للمسجل، وإذاعات الإف إم حتى فاجأني أمس لصّ ظريف، جاء ماراً بالعربة التي أوقفتها عند الزقاق، والذي كنت أظنه آمناً -فقد تركتها مفتوحة لدقائق فأدخل يده الآثمة، ور«يّحني» منه، لغير رجعة، ومعه حذاء قديم كحذاء الطنبوري،فقلت في نفسي: الله لا عادك، اللص، وال(mb3)، والذي يؤلمني فيه فقط أنه هدية من الأخ مؤمن مصطفى، وما عدا ذلك فلا أسف عليه، ويا دار ما دخلك شر!! وتحية خاصة لهذا اللص الظريف، والذي للمرة الثانية، يمد يده «النجسة» داخل العربة، ويسرق أيضاً (mb3)، فهو ايضا «لا يخلو من فراسة»، يعرف بها نوايا الآخرين،فربما عرف نيتي في التخلص منه..! والتحية تنبع من أن هذا «الظريف» متخصص في صنف واحد، ولا يمدّ يده لأية أصناف أخرى، يا ناس الشرطة والمباحث انتباه فقد تكررت الشكوى، في هذه الشوارع الساكنة بالخرطوم شرق، فإذا كان هذا هو الحال في قلب العاصمة، فماذا عن الأطراف البعيدة؟. وتحية خاصة لفريق «المستشارين» حولي. وأقدر مجهوداتهم معي في ادخالي عالم التكنولوجيا ولكنني كما قال مبارك البلال : سأظل شديد الوفاء لأجدادي القدماء.