يتجه مجلس الولايات علي ما يبدو لفرض هيبته علي الولايات وحكامها بشكل لم يكن مسبوقا ، بعد ان تم تعديل الدستور الذي اعطي الرئيس حق تعين الولاة بدلا عن انتخابهم، لم يكتف المجلس بذلك بل سيتمدد في دوراته اللاحقة حتي تحديد عدد المعتمدين في الولاية المعنية. وقال الدكتور امبلي العجب رئيس مجلس الولايات في حوار مع آخر لحظة إن مجلسه لن يترك الحبل علي الغارب للولاة لخلق محليات جديدة علي امزجتهم، وسخر من الآصوات التي تنادي بحل المجلس لجهة عدم فاعليته قائلا من ينادي بذلك جاهل بالقانون ، وتاليا نص الحوار { كنت أول قيادي أعلن رسمياً زهده في الترشح لأي منصب تنظيمي بالمؤتمر الوطني .. لم نلحظ أحداً إقتدي بك ؟ ضحك .. هذة مسألة شخصية وكل له تقديراته لكن في إعتقادي أن التغيير مهم وإتاحة الفرصة للآخر أكثر أهمية. {رغم مرور سنوات علي قيام مجلس الولايات إلا أن دوره لم يوضح بالشكل المطلوب ؟ مجلس الولايات من مخرجات إتفاقية السلام الشامل التي تحدثت عن الحكم اللامركزي والذي في إعتقادي هو الأمثل لحكم السودان صحيح جاء مجلس الولايات بمهام فضفاضة وكأنما قضي علي عجل وجلس معنا الأخ الدرديري محمد أحمد من فريق نيفاشا المفاوض وكانت رؤيته ألا يعقد المجلس جلسات راتبة إسوة بمجلس اللوردات في لندن حيث ينعقد عند حدوث طارئ. لكن المهم في صلاحيات المجلس رعاية شؤون الولايات. { لكن القانون لم يحدد كيف تُرعي تلك المهام ؟ صحيح القانون لم يذهب كيف ترعي تلك الشؤون لكن خبرة أعضاء المجلس جعلته يقوم بدور مقدر طيلة السنوات المنصرمة. وكانت رؤيتنا كيفية تقوية الحكم الفدرالي. وعندما مضينا في هذا الإتجاة تحاشي الولاة الحضور إلينا حتي لا يتم تشريحهم. و المجلس يقوم بمهام معلومة ومراجعة وتعديل اي قانون له مهام وفاعلية في الولايات. { لكن التشريع مسؤولية المجلس الوطني ؟ هذا صحيح . نحن يلينا مايتعلق بالولايات وقد قمنا بتعديل قانون السياحة . {وهل المجلس سيستمر بحالته الراهنة بعد الإنتخابات ؟ خاصة وأن هناك أصوات تطالب بالغائه ؟ في إعتقادي كل من يطالب بالغاء دور المجلس جاهل بالقانون ولا علاقة له بالتشريع والرقابة . وبالعكس فالمجلس في دورته الجديدة سيكون أقوي بعد أن تمتع بصلاحيات أوسع وسيبرز دوره الحقيقي ، والآن تم زيادة عضوية المجلس وسيصبح ثلاثة من كل ولاية بدلاً عن إثنين .كما أن التعديلات الدستورية ، كانت سانحة لذلك التمكين ومن الآن سيتم تشكيل المحليات وفق أسس ومعايير محددة وصارمة بعد أن عالج المجلس مشكلة الهياكل ، ولن نسمح بإنشاء محلية عشوائياً ، خاصة وأن المعتمدين سارحين دون رقيب وليس هناك مساحة لوالي كي يؤسس محلية بناء علي مزاجة أو ترضية لإبن عمه ، بل أن الولاة أنفسهم سيمثلون أمام المجلس رضوا أم أبوا وذلك بحكم القانون. {كأنما تعتقد أن بعض الولاة يتحاشون المثول تهرباً من المساءلة أو وقعوا في المحظور ؟ ليس ذلك صحيحاً. لكن بعض الولاة يأخذون أموالاَ من المركز بغرض طرق علي سبيل المثال لكن يقوموا بتحويل الغرض لشراء سيارات علي سبيل المثال. .المجلس مهمته تبصير مواطني الولايات بأماكن صرف تلك الأموال. {مشكلة الولايات في الإيرادات وحجم ماتناله من المركز .. خاصة أن بعض الولايات تشكو من ظلم ؟ هناك مفوضية خاصة بالإيرادات وهذا دورها ، لكن بالمقابل نحن نقوم بدور رقابي بذات الخصوص ، والمجلس قام بمسألة مهمة حيث مكن المحليات من (8) سلع ستقوم بإنعاش خزنتها متعلقة بالزراعة والثروة الحيوانية ولكن أنوه ان أي ضريبة تفرض يجب أن تجاز بقانون يمرعبر مجلس الولايات. والشرطة كانت تمثل عبئاً علي كاهل خزينة الولايات والآن المجلس جعل المركز يتحمل ذلك العبء كما أن كل الكوادر المؤهلة ستنتقل إلي الولايات وهذة كلها من شأنها تقوية الولايات. أما القوة الحقيقية للولايات ستكون من خلال مجالس المحليات التي ستراقب أداء المعتمدين الذين يعملون الآن دون حسب أو رقيب وهذة المجالس سيتم إنتخابها. {كيف ومتي سيتم إنتخاب تلك المجالس ؟ عقب الإنتخابات المزمعه في أبريل إن شاء الله. {ولماذا يبدو أن الامر سراً؟ هاهو قد أبلغنا به الرأي العام عبر صحيفتكم {البعض يعتقد أن شروط عضوية المجلس ضعيفة وقد تأتي بعناصر هشة ؟ وضعنا شروطاً جديدة ممثلة في ألا يقل عمر العضو عن (40) عاماً ،و لا يقل مؤهله الدراسي عن الشهادة الثانوية ، ويفضل من له خبرة في العمل التنفيذي أو التشريعي. كما أن الاختيار لن يترك للولاة. {ومن سيختار أعضاء مجلسكم الجدد ؟ فيما يلينا كمؤتمر الوطني الحزب هو من يختار الأعضاء. {شهد البعض للمجلس بدور خارجي ملموس .. ماهو الذي قمتم به بالضبط ؟ نسعد أن يٌقدر دور المجلس والذي قام بمساندة الخارجية في مهمتها خاصة وأن كثير من الملفات الخارجية معقدة ، وقد كسرنا بعض الحواجز الخارجية خاصة علي الصعيد الأفريقي من خلال عضويتنا في برلمان دول البحيرات العظمي والتي نحظي فيها بتقدير كبير ، وقد أشادت الخارجية بدور المجلس وعلاقاته مع كل ٍ من كينيا ، يوغندا ، الجنوب ، رواندا ، بورندي وهذة دول مهمة وتؤثر علاقاتنا بها علي مجريات الأحداث في المنطقة وقد أبرمنا مذكرة تفاهم مع كينيا ويوغندا. كما لنا مشاركات في مؤتمرات برلمانية بالمنطقة وقد قام المجلس بنقل التجربة الرواندية كاملة للرئاسة وكذلك أثيوبيا. وهي تجارب مهمة وجديرة بالإطلاع. {ماهو اللافت في التجربة الرواندية ؟ يكفي أن رواندا داوت جراحاتها بعد المجزرة العرقية بين الهوتو والتوتسي ولكن اللافت في تجربتها أن الأحزاب في الحكومة والمعارضة إتفقوا علي سبعة نقاط وتعاهدوا بألا يتجاوزوها مهما بلغ بينهم الخلاف ، وتم الإتفاق على أن الحزب صاحب الأغلبية في الأصوات ينال الرئاسة والثاني يترأس مجلس الولايات والثالث المجلس الوطني . وحكام الولايات يختارهم الرئيس . {بمناسبة الولاة مارأيك في خطوة تعيين الولاة بواسطة الرئيس ؟ هي خطوة صائبة وقد ذكر لي رئيس مجلس الولايات الكيني أنهم إختاروا الولاة ورفضوا الإنصياع للرئيس وهذة تذكرني بما قاله مالك عقار دون إعتبار لمؤسسة الرئاسة عندما قال : " الرئيس بي جيشو وأنا بجيشي ". وكذلك فإن رئيس مجلس الولايات الجنوبي عند زيارته لنا قال لي نريد تطبيق ماينوي السودان الإقدام عليه بتعيين الرئيس للولاة. وكل القيادات البرلمانية التي إجتمعت بها قالوا لي إن إنتخاب الولاة كارثة وقد إنفصلوا تماماً عن المركز. لكن أود أن الفت إنتباهك لأمر هام وهو أن التعديلات الدستورية التي تمت أحدث معالجات مهمة لم يفطن لها الكثيرون ، ويكفي أن التعديلات منحت المحليات قوة. {لماذا لا تترك تلك المسائل للحوار ؟ حينما إنطلق الحوار كان الهدف منه الوصول لثوابت للدولة وليس الهدف منه المشاركة في الحكم وتعيين الولاة الذي أقره الدستور مؤقتاً لأن مخرجات الحوار قد تفضي لواقع جديد ، ويحسب للأخ الرئيس أنه تعهد بالإلتزام بما يسفر عنه الحوار وقطعاً بما في ذلك الدستور ومحتواه. {وإن كان الامر كذلك لماذا الإستعجال علي الإنتخابات ؟ لا يمكن أن تبقي الدولة دون مؤسسات. والإنتخابات حفظ لهيبة الدولة ولا أحد يقبل أن يحل بالبلاد ماحدث لليبيا واليمن . أما بشأن الحوار ، فالرئيس قال إن الحوار للناس كل الناس فلماذا لا تقبل إليه المعارضة {لكن المعارضة ضاقت ذرعاً بالوطني ؟ الاخ الرئيس أعطي الجميع الأمان بما فيهم حملة السلاح ناهيك عمن يعارضون سلمياً وخرجوا الآن لدول الجوار. {لا يبدو لكم دوراً بائناً في الحوار ؟ كيف ذلك والحوار بدأ من البرلمان والأخ عوض حاج علي عضو مجلس الولايات ، كان حاضراً للقاء ، هو نائب رئيس اللجنة العليا البرلمانية للحوار. وهمنا نجاح الحوار وليس من يقف خلفه أو يدير ماكينته.