اجراه عبر الانترنت : لؤي عبدالرحمن : شهدت الأيام الماضية تباعداً في المواقف بين رئيس حزب الوسط الإسلامي يوسف الكودة، وبين تحالف المعارضة والجبهة العريضة التي يقودها علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الأصل بالرغم من أن الكودة التحق بالمعارضة إبان توقيع وثيقة الفجر الجديد في كمبالا وانضم إلى قائمة أحزابها. آخر لحظة اتصلت على رئيس حزب الوسط الإسلامي الموجود في منفاه الاختياري ببلجيكا حيث طلب اللجوء السياسي هناك، وأجرت معه حواراً قصيراً بشأن مواقفه من القضايا التي تملأ الساحة السودانية، بجانب رؤيته لمستقبل حزبه السياسي وتحالفاته مع المعارضين، وكعادته لم يتأخر وأجاب عليها بكل شفافية. ٭ ما هو السبب الرئيس لمغادرتك السودان؟ - السبب الرئيس لمغادرتي هو ضيق النظام بمعارضتنا له المشروعة، فقد وصل به الأمر إلى إعداد سجون للرأي يحبس فيها من يخالفه الرأي، فقد تم حبسي «48» يوماً في زنزانة انفرادية فيها من ألوان التعذيب ما يفوق الضرب والركل، وذلك بتسليط إضاءة عليك طوال الأربع وعشرين ساعة ولمدة ثمانية وأربعين يوماً، ليل نهار مما يمنع الشخص من النوم ويصيبه بأرق فظيع، هذا إضافة إلى تحريض الجهات التي أتوظف عندها لفصلي من الخدمة، وأنا داخل السجن استلمت خطاب الفصل فلم يصبروا حتى أخرج. ٭ حدثنا عن مصير حزب الوسط الإسلامي بعد غياب الكودة؟ - حزب الوسط أخي الكريم لم يتمكن من العمل كما يريد قبل مغادرتي البلاد، فكيف تتوقع أن يكون له وجود بعد غياب رئيسه. ٭ الكثيرون يرون أن الحزب هو الكودة وأنك المتحكم في كل شؤونه وغيابك غيابه والعكس؟ - إذا كنت أنا الحزب والحزب هو الكودة كيف يتسنى لهذا العدد الكبير المزعوم أن يخرج من حزب الوسط وينضم للوطني، والعجيب أن النظام كان يتندر بالقول إن حزب الوسط هو حزب الرجل الواحد ثم يعود ليقول أتت إلينا أعداد غفيرة من عضوية حزب الوسط وانضمت إلينا. ٭ منذ مغادرتك ليس هنالك أي منشط لحزب الوسط؟ - إن الحزب منذ تكوينه ظلت السلطات تلاحق عضويته وأنشطته فالذي كلما أتذكره لا أعرف أضحك أم أغضب هو أن عدداً من المعلمات انضوين تحت راية الحزب فتم نقلهن إلى أماكن ومناطق عجزن عن الذهاب إليها، كما أن كثيراً من أصحاب الوظائف الحكومية ممن اختاروا عضوية الحزب تمت مضايقتهم حتى آثر الإبتعاد بعض منهم. ٭ إلى أي مدى ترى أن حزب الوسط له مستقبل؟ - إذا كان المستقبل لا يكون ولا هو من حليف أحد من الجهات إلا من كان مرناً ومنفتحاً، فإن الحزب قام على هاتين المسألتين وله بإذن الله نصيب من النجاح. ٭ خروجك السريع يجعل البعض يقول إنك اتخذت النضال مطية لتحقيق مآرب الهجرة لأوروبا؟ - الهجرة لأوروبا ليست هي في مقدور كل من يدعي أنه سياسي ومتضايق من نظام ما، فعند منح اللجوء السياسي في أوروبا يدققون تدقيقاً يجعلني أنصح كثيراً ممن يشاورونني في نيتهم الحضور وطلب اللجوء بالعدول عنه. ٭ الفجر الجديد.. أين هي وهل التزمت بها الجبهة الثورية؟ - الفجر الجديد هو فكرة وورقة تصور كيف يحكم السودان بعد ذهاب النظام، ليست هي جماعة ولا تنظيم سياسي يسأل عنه مثل هذا السؤال. ٭ لماذا غاب الكودة عن مفاوضات أديس؟ - غيابي عن مفاوضات أديس أبابا أنهم لم يدعوني، وللأسف هناك من المعارضين المتنفذين من هم أسوأ من كثير ممن يسمون إسلاميين في مرض ما يعرف بالإقصاء، إنهم يظنون أن هذا ممكن لهم حتى بعد التغيير ولكن هيهات، ونحن لهم بالمرصاد. ٭ ما هو موقفك من اتفاق نداء السودان الموقع بأديس أبابا؟ - أنا مع كل هبة ضد النظام وتسعى لإسقاطة سواء كنت فيها أم لم أكن، لكن ينبغي أن يعلم الجميع أننا لن نسمح بأي نوع من المزايدات سواء كان من إسلاميين أو كان من علمانيين. ٭ حزب الوسط نفض يده عن الجبهة العريضة لماذا؟ - حزب الوسط نفض يده من الجبهة العريضة لأننا لا نتحالف مع جهة مسلحة ولكننا يمكن أن نتفاهم معها في ما لا علاقة له بنضال مسلح، والجبهة العريضة أعلنت عن تحالف وصفته بالوشيك مع جهة مسلحة وتم ذلك دون أن نخطر به. ٭ ما تقييمك لتحالف قوى الإجماع الوطني؟ - قوى الإجماع والمعارضة جمعاء مسلحة وغير مسلحة ضعيفة جداً ومتفرقة ولكننا نحن معها. ٭ على ماذا يعكف الكودة الآن؟ - الكودة يعكف على تكوين رأي عام وإحياء لحس سوداني جماعي بأن السودان يمكن أن يكون أغنى من دول الخليج والغرب بما في ذلك أمريكا. ٭ متى يعود رئيس حزب الوسط للسودان؟ - سيعود رئيس حزب الوسط السوداني إلى السودان قريباً في الوقت المناسب. ٭ رسائل للآتي: المؤتمر الوطني؟ - رسالتي للمؤتمر الوطني كفاية لقد كثرت ضحاياك على كافة المستويات. ٭ أنصار السنة والسلفيين؟ - أنصار السنة قولي لهم إن القيادة والنخب والصفوة هم من يقودون الجماعة لا عوامها. ٭ السلفيون؟ - إن كنتم تحبون السلف فاعكفوا على مراجعات شجاعة وجريئة. ٭ تحالف المعارضة؟ - أقول لتحالف المعارضة وكل المعارضة ما تكرهونه وتذمونه في النظام فلكم منه البعض، ابتعدوا عن الإقصاء.