ينتظر ان يصدر مجلس الامن الدولي قرارا بالموافقة علي طلب للاتحاد الافريقي بتشكيل قوة اقليمية لمكافحة تنظيم بوكو حرام المتطرف، ستضم عشرة آلاف عنصر يكون مقرها في العاصمة التشادية نجامينا، وسيكون لهذه القوة الحق في «التحرك بحرية» لتنفيذ عمليات وتسيير دوريات، ويهدف تشكيل القوة علي حسب نص القرار الذي تحصلت عليه (آخر لحظة) الي القضاء علي التنظيم الذي مدد نشاطه حتي الآن الي الكاميرون وجارة السودان الغربية تشاد بجانب نيجيريا. وتستعد الخرطوم لدراسة ما اذا كان من مصلحة السودان الانضمام الي القوة المنتظرة، وكانت قد عقدت ندوة بالخصوص الاسبوع قبل الماضي حيث تباينت وجهات نظر الخبراء الذين شاركوا فيها ما بين مؤيد ومحذر من الاشتراك في تشكيلها. ويتخوف استراتيجيون سودانيون من تمدد نشاط بوكو حرام خاصة بعد اعلان مبايعته لتنظيم داعش الشرق أوسطي، الي منطقة دارفور التي تعاني من حربا اهلية منذ عقد من الزمان، ودعوا في استطلاع اجرته معهم (آخر لحظة) الي التنبه والتنسيق مع دول المنطة خاصة الجارة تشاد لجهة ان دارفور التي هدتها الحرب تمثل بيئة صالحة لانشطة المجموعات الارهابية مثل تنظيم بوكو حرام. ودعو صراحة الي الي احكام التنسيق بين الاجهزة الامنية في المنطقة بهدف رفع القدرات للتصدي للارهاب. ونبه الخبراء السودانيون الي ضرورة توفير الاموال اللازمة لمكافحة الارهاب العابر للحدود، واستحسنوا فكرة انشاء قوة اقليمية بهذا الشأن، يذكر ان مسودة الطلب التي رفها الاتحاد الافريقي لمجلس الامن تضمنت بندا يطلب من الامين العام للامم المتحدة اقامة صندوق ائتمان لتمويل قوة لمحاربة جماعة بوكو حرام فضلا عن مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المعلومات المخابراتية والعتاد. وفي الدوائر الرسمية نصح السودان الدول التي تعاني من نشاط التنظيمات الارهابية التي تربط فكرها بالدين الاسلامي بمحاربتها بالفكر وليس بقوة السلاح، وقال الرئيس عمر البشير في تصريحات نشرت ابان زيارته لدولة الامارات مؤخرا (إن تنظيم «داعش» و»القاعدة» وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى يجب أن تحارب بالفكر وليس السلاح ) وذكر بان السودان واجه تجربة مع (شباب صادق تبنوا هذا الفكر ناقشناهم وعادوا بل حولناهم لأن يعملوا على عودة باقى زملائهم). وما دعا الاتحاد الافريقي الي المصادقة علي تشكيل قوة اقليمية لمحاربة بوكو حرام، انتقال الجماعة التي بدأت نشاطها الاولي في نيجيريا الي الدول المشاطئة لبحيرة تشاد حيث دمرت ستة عشر بلدة على ضفاف البحيرة، والتخوف من تمددها الي كل من افريقيا الوسطي والكنقو الديمقراطية والسودان، والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيكون السودان ضمن تشكيلة القوة الاقليمية بايفاد عسكريين او بتقديم معلومات؟، وهل من مصلحته ان يكون ضمن تلك القوة؟. يقول البروفسير حسن الساعوري استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية ... بوكو حرام لديها علاقات تنظيمية مع داعش والاخيرة جزء من القاعدة والسودان جزء من الخريطة المعلنة لداعش وبالتالي يقع داخل خطة داعش ويضيف في حديثه ل( لآخر لحظة ).. في يوم من الايام سيقومون بإستغلال الظروف وعدم الامن في السودان خاصة وان مثل هذه التنظيمات لاتتحرك الا في حالة عدم الامن في البلاد. يتوقع استاذ العلوم السياسية بان يكون السودان ضمن القوة الافريقية المنتظرة (السودان سيقع في القضايا الامنية واتوقع ان يدخل ضمن الفجوة الامنية مثلما اتوقع ان يكون هناك سودانيين في داعش). نصح الساعوري حكومة بلاده بالمسارعة بتأييد بل والاشتراك في القوة الافريقية لمحاربة بوكو حرام ( عليه ان لايعترض على المشاركة في القوة لانه يقع داخل الدوائر المعلنه لبوكو حرام خاصة وان هذا النوع من المجموعات الارهابية تسعى لملء الفراغ الامني) . في المقابل يضع محلل آمني شهير رؤية مغايرة لجهة ان نشاط المنظمة الارهابية لن يجد الطرق سالكة لدخول السودان كما هو الحال في تشادوالكاميرون، يقول المحلل الامني المعروف حسن بيومي (لايوجد خطر على السودان من بوكو حرام خاصة وان للسودان قوات مشتركة مع ثلاثة من جيرانه ( تشاد وليبيا وافريقيا الوسطى) ويضيف في حديثه ل(آخر لحظة) ... طالما لدينا قوات في هذه الحدود فلا يوجد داعي للمشاركة في هذه القوة الا اذا كانت المشاركة رمزية خاصة وان الدول الموجود بها تنظيم بوكو حرام توجد بها قواعد عسكرية فرنسية ومدربيين تدريب خاص ولهم معرفة بالبيئه الافريقية ومن ناحيه اخرى فإن جيشنا يختلف من حيث التدريب والقاعدة القتالية. ودعا بيومي حكومة بلاده الي التأني في اتخاذ القرار بشأن المشاركة في القوة الافريقية ومناقشة الامر خاصة حول من يمول هذه القوة (هناك اسئلة يجب ان تطرح وهى من سيمول هذه القوة؟ ومن الذي سيقودها؟ واين ستتمركز؟ .. وشدد في ختام حديثه ل(آخر لحظة) بقوله .. لا بد من دراسة قرار المشاركة دراسة عميقة ومستفيضة وكيف سيقابل موقف السودان وهل سيقابل بالرفض ام بالقبول ..