للأسف انتشر الكذب عبر الواتساب بصورة مقرفة تجافي كل القيم النبيلة والأخلاق الحميدة، وأصبح من السهل على كل موتور أو حاقد أو غاضب أن ينفث سموم نفسه على الملأ، ليجد من يحبون أن تشيع الأنباء الكاذبة وسط الأمة، لتفت في عضدها وتثير من الفتن والمخاوف ما يهدد السلام الاجتماعي، ويبث القلق والرعب في نفوس الناس، ويجعل الكل ينظرون في ريبة لكل الأخبار حتى تضيع الحقائق وتصبح الإشاعات هي سيدة الموقف. لا أعرف لماذا ينسى بعضنا في غفلته أن كلمة يلقيها ولا يلقى لها بالاً قد تقذف به في جهنم سبعين خريفاً وهو غير منتبه !! والركون الى مقولة ناقل الكفر ليس بكافر هي في حد ذاتها فتنة مكتملة الأركان، والمحزن أن بعض الناس يتداولون تلك الإشاعات باعتبارها حقائق قطعية وينسجون من خيالهم المزيد من الأكاذيب، حتى لا يقال إنهم يتداولون الإشاعات التي لا تفوت على فطنة المتابع اللبيب، لكن من المعلوم أن كثرة تداول الإشاعات وكثرة تكرارها تجعل منها مع مرور الوقت شيئاً من المسلمات وهي بذلك قنابل فتنة موقوتة. لقد أصبح من المعلوم دولياً أن الوسائط الأسيرية أو الإسفيرية هي أرض خصبة لزرع الفتن ونثر الأكاذيب، والترويج للباطل، فالأخبار فيها لا يتم التحقق منها، وإذا شككت فيها انبرى لك من يقول إنه متأكد من المعلومة، ولايستنكف أن يدعي أنه شاهد عيان أو يدعي معرفة وثيقة بالأبطال الوهميين لتلك الشائعة أو الكذبة. من المهم جداً أن يعرف الناس أن الوسائط الإعلامية المحترمة من صحف وإذاعات وقنوات فضائية تبذل جهداً علمياً للتحقق من ما تقوم بنشره وبثه من معلومات، وهي لا تجرؤ على التلفيق والكذب، لأنه من السهل تتبع ماتنشره والتحقق منه من مصادر أخرى، ثم أن أي تجاوز يعني النيل من مصداقيتها على عكس الأسافير التي يكتب كل إنسان فيها على هواه. لقد أحسنت تركيا وهي تحد من هذا الخطر الداهم الذي يستهدف الدولة والنسيج الاجتماعي فيها، ويكفي أن هذه الوسائط قد كان لها تأثير سالب على الأمتين العربية والإسلامية دون سائر الأمم، وهذا دليل على استهداف ممنهج، فهل نحذو حذو البرلمان التركي في سن تشريعات تحد من هذا الخطر الداهم؟