امتلأت شوارع حاضرة شمال كردفان عروس النهضة- كما سمتها وزيرة الرعاية مشاعر الدولب- في مؤتمر المسؤولية الإجتماعية الخامس الذي احتضنته الابيض - بلافتات كتبت عليها عبارة محدده تقول (شكراً ياريس ) وأخرى حملت كلمات (كتر خيرك ياريس) واللافت أن جل الصور كانت تحمل الرئيس البشير، والذي وصل الابيض صباح الجمعة لتدشين حملته الانتخابية، وبجانبه الرئيس الاسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب، وهما يرفعان وثيقة نهضة الولاية وقليل من الصور والي الولاية أحمد هارون، الذي قال له المجتمعون في مؤتمر المسؤولية الإجتماعية الذي احتضنته الابيض يومي الخميس والجمعة- (كتر خيرك)- وقال مدير سوداتل المهندس طارق حمزة في المؤتمر «ليت فمي بيدي لأحيي كل اهل كردفان وأشكرهم». لكن الشكر الحقيقي والمستحق لأهل كردفان كان من الرئيس في اللقاء الجماهيري الحاشد الذي يعد الأضخم في كل لقاءاته بالولايات حتى الآن، عقب خروجهم لاستقباله منذ صباح الجمعة، وصلى معهم الجمعة بالمسجد العتيق بعد إعادة تشييده ليسع لنحو ستة آلاف مصلي، والذي امتلأ تماماً بل أن آلاف المصلين أدوا الفريضة خارجه، وكان البشير قد زار الابيض قبل عام ونصف، وأعلن إعادة بناء المسجد في عام ونصف وقال لهم: «ولو الله حيينا نجي نصلي معاكم فيه» والمفارقة أن فترة الإنشاء كانت أقل من المدة المحددة ب (22) يوماً، ممايدل على قوة إرادة أهل كردفان. لكن لو حاول البعض البحث عن كلمة السر في الأمر تأتي الإجابة سريعاً ممثلة في كلمة (الإرادة)، فالولاية الكردفانية دب فيها حماس وعزيمة غير عاديتين منذ قدوم هارون، والذي قال في كلمته القوية في اللقاء الجماهيري: «ما عجز بدن عن عمل عقدت عليه النية».. وقدم شكره للرئيس :قائلاً: «كتر خيرك ياريس ودي المحرية فيك لأنك مثلت القاطرة للنفير وجريتا بعزم، وأهلنا اتحركوا معاك ورموا قدام» وزاد: «هاماتهم فوق وصفهم موحد ونفيرنا أحيا فينا الهمة والإرادة». وهنا مربط الفرس عندما أكد هارون أن الإرادة حركت النفير.. جعلت هلال الابيض يتفوق وطلاب الولاية يتفوقون في الدورة المدرسية، وقبلهم المهدي يترك كل ولايات السودان ويأتي لكردفان، وهي (الجابت) كاس الرماية للهجانة.. وقال هارون دي الهجانة أبو ريش البتعجن بدون تفتيش، ومعلوم أن الرجل حماسه فوق، ويرفع شعارات بذات الروح وهو صاحب الشعار المحبب للعساكر (أكسح وأمسح)، وقد افترى عليه خصومه وقالوا إنه يقوله هكذا «أكسح وأمسح وماتجيبو حي» ولعل هارون مستهدف بطلب الجنائية له كما قال الرئيس في اللقاء الخاص مع هيئة ترشيحه بشمال كردفان. كانت زيارة البشير فريدة ورافقته وجوه شبابية من الهيئة القومية لترشيحه، منهم الأمين السياسي للوطني مقرر الهيئة القومية لترشيحه، حامد ممتاز، ونائب أمين أمانة المنظمات بالوطني د. لمياء عبد الغفار خلف الله، ووجوه جديدة مثل الفنان جمال فرفور، والكابتن طارق أحمد آدم.. ورد البشير الشكر لأهل كردفان بالقول : «جينا عشان نقول ليكم شكراً، والزول البنلقاه متقدم بندي دفرة قوية إنتو عملتو وثيقة مكربه مابتخر موية منها وإحترام ليكم عملنا إنتباه». وتعهد البشير بالوقوف معهم حتى إكمال مشروعات النهضة، ليس من باب المحاباة- كما قال - بل لجهة أن الخطوة من واجب الحكومة، وطالب المواطنين بمواصلة السير في طريق الوحدة.. وهي بالفعل وحدة لا مثيل لها، حيث تواثق كل أهل الولاية وخلعوا جلباب أحزابهم وقالوا كردفان أولاً وأخيراً.. كما قال رئيس هيئة ترشيح البشير بالولاية الامير/ الزين ميرغني زاكي الدين، ويكفي أن كل أحزاب الولاية بلا استثناء تواثقت وتعاهدت. وبذكاء بائن قال الرئيس للمواطنين «لو أحمد قصر ليكم اللحم ولينا العضم»، مما يدل على ثقته في هارون خاصة أنه قال في اللقاء الخاص المذكور أعلاه: «أحمد ما عمل حاجة في الولاية ودا ياهو أحمد هارون من يوم عرفناهو». ومنذ إعلان نفير النهضة بالولاية والذي أطلقه رئيس الجمهورية رفع (الكردافة)- هارون في اللقاء قال للرئيس كل الكردافه في أنحاء العالم والسودان بقولو ليك شكراً ياريس- منذ الإعلان ظل شعار أهل الولاية (موية طريق مستشفى.. والنهضة خيار الشعب)، ولكن منذ مجئ الانتخابات تغير الشعار وأصبح (موية طريق مستشفى.. والبشير خيار الشعب)، وردده هارون ومن خلفه مواطنو الولاية وقال أيضاً «البشير والنفير وجهين لعملة واحدة». وكان البشير كلما يتحدث عن ملف يسأل المواطنين تاني عاوزين شنو؟ والبعض يجيبه بهتاف (عاوزين هارون)، ويواصل الرئيس حديثه بإنزال توجيهات جديدة ومستقبلية لهارون مما يعني بقاء الرجل في منصبه، لكن أولئك سبقهم شاعر الولاية المفوه الوسيلة عبد الرحمن الذي امتدح الرئيس بقصيدة جميلة جاء فيها مايلي هارون : (بدل نملأ المنصة كلام .. أحمد فجر النفرة ورمي قدام ) وقال في الرئيس: «ياقائد الإسلام وإسلامنا حامي عرينا .. نحن سعيدين بي جيتك لينا ولاية النفير قالت مرحب حباب القائد .. لو علينا ماكان انتظرنا تجينا وعشانك يا الأسد الليلة كلنا جينا. بالفعل جاءت كردفان بكل قطاعاتها وفعالياتها وهي تردد شكراً ياريس، وقررت ترد له الدين بتعهد مولانا بأن تصبح ولايته برنجي على الولايات والأولى في تحقيق فوز البشير.