يتسابق على رئاسة الجمهورية في هذه الانتخابات ستة عشر مرشحاً، وربما تكون المرة الأولى التي يصل فيها عدد المرشحين هذا العدد في تاريخ الانتخابات في العالم.. وبالرغم من كثرة المتسابقين إلا أنه يبدو أن هناك فتور في الحملات الانتخابية التي تنتهي في العاشر من الشهر الجاري، لتدخل مرحلة الصمت الانتخابي، ومن ثم يفتح باب الاقتراع ليفوز بالسباق من يختاره الناخبون لقيادة البلاد في المرحلة القادمة.. والتنافس في هذه الحملات ليس بالقدر المطلوب لطرح البرامج الانتخابية للمرشحين.. كما كان في انتخابات 2010م باستثناء بعض منهم ومحمد احمد عبد القادر الأرباب واحد من المرشحين المستقلين لرئاسة الجمهورية بدا غير متفائل في حواره مع (آخرلحظة) حول فرصة فوزه لأسباب، إلا أنه عاد وأكد بانه لو لم يفز برئاسة الجمهورية سيكون الثاني في الترتيب، وبالرغم من الهجوم الذي شنه على المؤتمر الوطني طالب الأرباب مرشحه لرئاسة الجمهورية بعدد من المطالب حال فوزه.. ماهي!! هذا ماسيكشف عنه الحوار التالي. ٭ تتنافس مع خمسة عشر مرشحاً للرئاسة على ماذا يستند برنامجك الانتخابي لضمان الفوز في السباق؟ - يستند برنامجي أولاً على وقف الحرب بالبلاد، والجلوس مع المتمردين للوصول لحل سلمي، وتوجيه الامكانات التي كانت تصرف على الحرب الى التنمية والخدمات، بجانب تصحيح بعض السياسات الخاطئة للحكومة السابقة التي دمرت الخدمة المدنية، وجعلتها بالمحسوبية والقبلية وسأعمل على قوميتها.. بالإضافة الى مجانية التعليم والعلاج، فقد عملت الحكومة السابقة على التوسع في المدارس والمستشفيات الخاصة، وأصبحت تهتم بشريحة واحدة، وعملت على التوسع فى الأبراج، وإذا ماقدر لي الفوز سأعمل على محاربة الفساد والمحسوبية التي استشرت في البلاد والاهتمام بقضايا المهمشين، والعمل على غرس الروح الوطنية في نفوس المواطنين التي ماتت فيهم، وتدريس التربية الوطنية منذ الروضة، وسيكون همنا الأول العمل على تبسيط معيشة المواطنين الذين أصابهم الإحباط طوال خمسة وعشرين عاماً.. مما أدى لضعف الولاء الوطني وغيرها كثير من البرامج التي تصحح كثيراً من الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة السابقة. ٭ هناك فتور وعدم تفاعل مع الحملات الانتخابية للمرشحين الى ماذا تعزيه؟ - الانتخابات تأتي هذه المرة في ظروف معقدة شديد وصعبة نسبة لمقاطعة القوى السياسية الكبيرة، والتى لها وزنها الجماهيري، ولو كانت هذه الأحزاب في حلبة المنافسة لكان الوضع اختلف في الحملات الانتخابية، ولكن أصبح الآن هناك لاعب واحد في الملعب للمنافسة ويتمتع بالامكانات، في حين أن جميع المنافسين له لا يتمتعون بنسبة 1% من امكاناته.. هذا بالإضافة الى حملة المقاطعة- (ارحل)- التي قادتها أحزاب المعارضة والتي تركت أثراً حتى لو لم يكن كبيراً، إلا أن هناك شيء يدعو للإحباط بجانب ظروف المواطنين الذين لم يروا جديداً في أحوالهم منذ خمسة وعشرين عاماً، وارتفاع تكلفة الخدمات من تعليم وصحة وعدم الشعور بالمساواة بين أبناء الوطن الواحد، مما أدى الى ضعف الولاء. ٭ ماهي فرص الفوز بالنسبة لك في هذا السباق؟ - فرص الفوز بالنسبة لي ضعيفة وأخشى أن يحدث تزوير في الانتخابات، وبالرغم من ذلك تحدث مفاجأة وأفوز بالرئاسة، وأن فرصتي قوية بالفوز أو أن أكون في المرتبة الثانية من حيث الأصوات، ويرجع ذلك لخلفيتي الأنصارية وانتمائي لحزب الأمة، وقد كنت وزيراً ولائياً في سنار، وكنت في الجبهة الشرقية خمس سنوات، ومستشار ملتقى عموم قبائل السودان، ولدي انتشار جماهيري واسع، والناس مقتنعين ببرنامجي، ولو كنت أملك 5%من امكانيات المؤتمر الوطني لفزت في الانتخابات، لأن برنامجي الانتخابي نال رضا الشعب السوداني، وكان لسان حال آلامهم وآمالهم وتطلعاتهم، وفيه شفافية وأول خطاب قوي، ولكن مقاطعة المعارضة لهذه الانتخابات زادت فرص الفوز بالنسة للمؤتمر الوطني، وحدث استقطاب وتأثير الجماهير، وكان ينبغي لها أن تشارك وتتفق على مرشح واحد. ٭ هل أنت راضٍ عن اداء المفوضية تجاه المرشحين؟ - لا أشك لحظة في قومية المفوضية القومية للانتخابات وكفاءة رئيسها والأمين العام، ولكن هناك أيادي في جميع أنحاء السودان تعمل على يأس المواطنين ويقولون مافي داعي للانتخابات، ولماذا تضييع الأموال واعتقدأن هناك مؤامرة من المؤتمر الوطني ضدنا كمرشحين، وهو في الحكومة الآن، وقانون الانتخابات ينص في المادة 67على أن الحكومة تمول المرشحين، ولم نستلم جنيهاً واحداً منها حتى نقوم بتغطية تكاليف الحملة الانتخابية، ونحن كمرشحين لا نشعر بأن هناك مناخاً صحيحاً للانتخابات لا إعلامياً ولا غيره، وأشدد على ضرورة أن تكون هناك رقابة دولية واقليمة للانتخابات، وادعو المعارضة نفسها أن تراقب هذه الانتخابات وأطالب المواطنين بالتحلي بالوعي وعدم الانقياد وراء سماسرة الانتخابات والبلطجية، والتوجه لصناديق الاقتراع دون تملية من أحد، ٭ لماذا ترشحت مستقلاً وذكرت أن لديك خلفية أنصارية ومعلوم أن حزب الأمة مقاطع الانتخابات؟ - أنا لدي موقف من حزب الأمة وفيه خلافات كثيرة وبه تجاوز للمؤسسية، ولكن ليس لدي اي خلاف حول قيادة الإمام الصادق المهدي للحزب، والحزب محتاج لانتفاضة واصلاح في المؤسسات، وترشحت مستقلاً لإيماني بالتداول السلمي للسلطة، وقد ترشحت في انتخابات 2010م وانسحبت منها. ٭ ماهو رأيك في القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية الخاص بمشاركة السودان في عاصفة الحزم؟ - هذا هو القرار الوحيد الصائب الذي اتخذه الرئيس منذ أن استولى على الحكم، والمفروض كان يكون منذ أن احتل صدام حسين الكويت، وظل السودان طوال الخمسة وعشرين سنة الماضية غير متفاعل مع قضايا الأمة العربية، وأنا اتفق معه الآن في السياسة الخارجية، ولا اتفق معه في الداخلية، وإذا ماقدر له الفوز في هذه الانتخابات فأنا أطلب منه أن يخلع جبة المؤتمر الوطني، ويعلن أنه سيرتدي الكاكي رمز سيادة البلاد، ويكون رئيساً لجميع أهل السودان وأن يكون فوزه لكافة الشعب وليس للإسلاميين فقط، وعند ذلك سيرحب به حتى حاملي السلاح ويتبعوه ولو كان اتخذ مثل هذا القرار من زمان ماكان عارضنا ولا كان حملنا سلاحاً..