لؤي عبد الرحمن : في الوقت الذي فشلت فيه كل المبادرات الوطنية في جمع القوى الوطنية، نجح حراك الجزيرة الموحد للتغيير والتنمية الذي أعلن عن ميلاده في الأسبوع الأخير من العام الماضي كنتاج لتوحيد العديد من الكيانات الهادفة إلى نهضة وإعمار مشروع الجزيرة، وفي مقدمتها منبر نهضة الجزيرة وصحوة أبناء الجزيرة إلى جانب حراك أبناء الجزيرة للتغيير والتنمية الذي استقر عليه الاسم، نجح في جمع أبناء الجزيرة بمختلف تنظيماتهم واستقطب عضوية كانت محسوبة على تحالف المزارعين وأخرى كانت تابعة للاتحاد المتهم من قبل الحراك بالمساهمة في تدمير وتخريب المشروع. مدينة فداسي الحليماب الواقعة على طريق الخرطوم مدني كانت في تحدٍ لجمع عضوية الكيان لعقد المؤتمر العام. خاصة وأن حراك الجزيرة يجد معارضة شرسة من تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، إذ يمثل مكونات المعارضة فقط واتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل الذي يضم المنسوبين للمؤتمر الوطني. ولكن يبدو أن المنطقة التي كان لها دور بارز في الحركة الوطنية قدر التحدي حيث استضافت حشداً ضاقت به جنبات السرادق المنصوبة للمؤتمر جاء من محليات ومناطق الولاية المختلفة على أنغام غناء فنان أفريقيا الراحل محمد وردي. كان التوافد إلى خيمة الاحتفال وتحت أهازيج المديح النبوي الذي فاضت له أعين الكثير من الحضور.. بدأت فعالية المؤتمر العام الأول ليشكل ذلك لوحة زاهية عكست التنوع وبينت بجلاء ومنذ الوهلة الأولى أن حراك الجزيرة الموحد ليس محسوباً على تيار سياسي أو أيدلوجي، وإنما جسم مطلبي هدفه وفقاً لنظامه الأساسي تنمية ولاية الجزيرة وتعزيز قدراتها الاقتصادية وإصلاح المشروع وإعادة إعماره بالإضافة إلى تقوية النسيج الاجتماعي والاهتمام بقضايا البيئة والموارد الطبيعية. المهندس عمر يوسف رئيس اللجنة التمهيدية للمؤتمر العام لحراك الجزيرة الموحد للتغيير والتنمية كشف أن الحراك عقد 6 مؤتمرات بالجزيرة والمناقل، بالإضافة إلى ملتقيَين نوعيين للمهنيين وأستاذة الجامعات و 100 لقاء يتراوح عدد المشاركين فيها من 10 أفراد إلى 50 شخصاً، موضحاً أن التركيز على المشروع جاء لأنه يحتاج إلى معالجة عاجلة، واتهم جهات لم يسمها بممارسة تخريب ممنهج لمشروع الجزيرة ومحاولة بيع أراضيه، كما حذر من ما أسماه تحولاً ديمغرافياًَ، قال إن المشروع يتعرض له منذ حين نتيجة هجرة المزارعين لحواشاتهم بسبب تردي الأوضاع. وأوضح المهندس خلال مخاطبته المؤتمر العام الذي شارك فيه مئات الأعضاء أن تقريراً حكومياً صدر في وقت سابق كشف أن 50%من الباعة الجائلين فيالعاصمة هم من الجزيرة، مشيراً إلى أن إصلاح المشروع يتم عبر انتظام المزارعين في جمعيات إنتاجية وإدخال التقانات الحديثة. وتابع أن من مطلوبات إصلاح المشروع التخلص من الذين خربوه، واصفاً قيادات اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل بأنها أكبر معوق لعملية الإصلاح، واعتبر وجودهم غير شرعي، لجهة إهمالهم للمزارع وانشغالهم بكنز الأموال. من جانبه قال منصور مصطفى ممثل قطاع الجزيرة إن المشروع عانى إهمالاً متعمداً، وأن هنالك جهداً قوياً بذل لتحطيمه حتى يتركه المزارع للشركات الاستثمارية، حاثاً المزارعين على التمسك بالحراك باعتبار أن قياداته خبراء في جميع المجالات، وأفاد أن حراك الجزيرة ليس تنظيماً سياسياً وأنه يضم كل ألوان الطيف السياسي، وهو شخصياً حزب أمة قومي وأتى كحراك لإنقاذ المزارعين مما حاق بهم من إهمال، وزاد نهضة المشروع تحتاج إلى جهد وصلابة. من جهته قال ممثل قطاع المناقل حسن مصطفى إن الحراك أصبح حقيقة واقعة، وإن إهل المناقل كلهم معه إلا شخص له مصلحة، مردفاً أن هنالك عمليات شراء ذمم تمت وسط المزارعين. وشن هجوما عنيفاً على تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، وقال إنه يقاد بواسطة «خمسة نفر» ولهم إعلاميون مستنفعون في المركز ينشرون لهم، مطالباً المؤتمر الوطني بعدم معارضة أنشطة حراك الجزيرة.