لا يمكن لرئيسي المباشر، الذي لا يعرف الكتابة، أن يدرك مرامي هذا المصطلح، إنه مثل جماعة «الإصلاح» فى اليمن السعيد، يوشك الواحد فيهم أن يفضح نفسه فيقول، أن مثالهم المقدس هو دولة الإسلام فى السودان..! هذا المروكي لا يدري، ما إذا كانت كلماتي هذه، أهيَّ شتيمة أم هي شكرٌ جزيل..! بيني وبين هذا المروكي فوارق «أبستملوجية». إنه من شاكلة الذين يبتغون خبزاً من سائقي الدبابات..! إنه يُعنفُني، ويمضي آمراً: يا سوداني، سيب هاي الدُوَّة.. حُطْ الواحِد عا «الواحِد»..! «أخُتْ شنو فوق شنو يازول..؟ يا زول، قول لي كلام أفهمو، قول لي كلام بالعربي»..! ويمتلئ رئيسي المروكي بالغيظ لكون أحد «النوق العصافير» ،من بر السودان، يطلب إليه أن يتحدث بالعربية فى بلاد «أمين القومية العربية»..! يقول لي مرة بعد أُخرى: خيرك،يا سودانى ، حُطْ الواحِد عا الواحِد ، سوداني ال «....» ، سوداني رُبع دماغ..! أنا رُبع دماغ يامروكي ؟ تالله ، لو لتقيتنى فى غير هذا المكان، لألقيت عليك مقاطعاً أحفظها عن ظهر قلب من عوالم جان جينيه، و كيتس..! لو قابلتني يا مروكي فى غير هذا المكان، لسمعت مني، كيف كان يحيا محمد شكري فى طنجة..! إنني الآن، اتطلع الى وجه جبان. هذا رئيسي المباشر، يخاف إنقطاع رزق لا يقطعه إلا الله..! قلت هذا فى بلدٍ كان ذكر أسماء الأعاجم فيها حراماً، مثل لبس البنطلون فى دولة قطبي المهدي..! قلت له، حتى أراه يرتعش.. فقد أحرقت اللجان الثورية قبل شهور كل ما هو مكتوب باللغة الانجليزية فى بلاد الجماهيرية..! صمته يغريني بمزيد من الكلام.. قلت: ربما يأتى عليك يوم أيها المروكي الجميل، وتكون أنت ، بحذاءك اللامع هذا، أبطالاً فى روايتي التى سأكتبها بعد هدوء العاصفة..! فقط حين تهدأ العاصفة..! لكن، لا تصدقوا يا سادتي، أننى خرجت منتصراً فى تلك المعركة الأبستملوجية، فقد كان المروكي ، مُعززاً برهطه من المروكيين والتوانسة.. إنه هنا يأمرني بغرور أمراً واجب النّفاذ : « يا سوداني ال.... ، حُطْ الواحِد عا الواحِد»..! أنا لا افهمه، وهذا ما يستهويني لشراء الوقت،، وهكذا تفعل الإنقاذ مع كل معجبيها ، من تصالحوا معها ، ومن يتفاوضون، ومن يشاركون....! قلت له: « يازول، ياتو واحد يختوهو فوق أخوهو»..!؟ أخيراً فهمت أمره، أنه يريدنى أن أمسح خبز الفرن كلّه بزيت الطعام، حتى يبدو « باهياً « و أكثر إحمراراً..! أيها المجاهدون فى توريت، ومِنْ أجل حلايب، وغادي..! هذا المروكي يلاحقنى بالعار..هذا المروكي يلاحقني، أن افعل ذلك قائلاً: «ديرها هِكي ، وهِكي، وخلاص»..! أيها الإنقاذيون..! ما ألطفكم..إنني في حال من يمكن أن يستنقذ بكم..!!..هذا المروكي يريدنى أن أستغل شغل الحريم..! ، ماذا أفعل إذا طاف أحدكم هنا، ووجدنى أبيع شرف السودان بحالة من ال « تِمِسِح بالزيت»..!؟ ماذا يقول أهلي عني، إذا عدت إليهم هكذا..؟ هل أقول لهم أن المروكي قام بترقيتي «من فرَّان إلى زيَّات»..؟! قلت له بحسم: « شوف يا زول، أجيك من الآخر.. الزيت دا شغلانة حريم ، و أنا ما بسويها ، لو جاء الملك الحسن بتاعك داك ، وقال لي أسوي الشغلانة ، دي ما بسويها»..! نطّط المروكي عُويناتو.. فقد نطق عبدٌ أجير، إسم الذات الملكية مبرءاً من عبارات التبجيل ..! نطّط عويناتو ، ومضى يشكونى لربي، المؤمن قطعياً بالكتاب الأخضر..!