نحن لا نمارس الظلم كما يمارسه الآخرون، ولا نريده للناس أن يمارسوه ولا نرغب في إن نرده إلى أصحابه الذين يمارسونه بصوره المتعددة، التي تمزق الأوصال الإنسانية والاجتماعية والوجدانية، لأن إي ظلم يقع على الآخرين بدون جرم أكيد وقعه عليهم سيكون أليماً وغير مقبول، لأن الحياة ممزوجة بين الناس بالتسامح، لأن المحبة بين كل هؤلاء وأولئك مقرونة بالمشاعر الرقيقة الشفافة التي لا تتحمل التجريح، ولذلك الظلم دائماً وأبداً إذا مورس وأصبح يغوص ويتعمق في تلك الممارسات تجدها بدون شك أو ريب تصور بشاعة الحياة وقباحة الظلم عندما يتوغل في نفوس الذين يمارسونه كهواية ذات لون وطعم، ليشبعون هوايتهم الجامحة، لأن أفعال الظلم لا تتوغل ولا تتعمق إلا في النفوس الشريرة، وتلك العادة عندما تمارس كهواية تصبح عادة قبيحة ممزوجة بالغل في حياة المجتمع السليم. وثانياً تصبح مرضاً وبيلاً لأن أفعال الحقد لا تليق بالمشاعر الإنسانية التي تجمع بين المسلم والمسحي وبين المجوس، الذي لا دين له.. وهذا من جانب إطاره الإنساني الذي يلتقون فيه بتلك الأطر وبكل عناصره السامية التي تسمو بأصحابها أعلى الدرجات السمو الإنساني الرقيق الشفاف الهفهاف.. وبدون شك إن تلك العناصر الإنسانية تربط العالم الواسع الأرجاء بوشائج اجتماعية كبيرة. ولذلك عندما نقول أو نكتب بين فجوات الحروف نحن لا نمارس الظلم، لأن إنسانيتنا ووضعنا الاجتماعي والأخلاقي منيع لا يسمح لنا بتلك الممارسات الظالمة، لأن هناك سياج إنساني يحول بيننا وبين ممارسة الظلم، لأننا نحمل في نفوسنا وأعماقنا الود العميق في نفوسنا ممزوج بالمحبة والسلام والتسامح بيننا وبين أفراد المجتمع، ولذلك هذا السياج المنيع يحول بينا وبين ممارسة الظلم الذي يخلق في النفوس البريئة الأحقاد والحسد. وإحقاقاً للحق هذا أن يحدث في بعض المرات التي يطل فيها عمل جيد من الذين يعملون بإخلاص، وهذا لا يحدث في حالات متباعدة بل متقاربة، وفي تلك الحالات وجب علينا أن نحارب ذلك المرض بكل الوسائل، وهذا المرض لا ينتشر في وسط المجمعات السليمة، لأن وقوع الظلم على أفراد المجتمع نحس بألمه ونشعر بمرارته، وبدون شك إن تلك اللحظة التي يقع فيها الظلم لغيرنا نحاول أن نحول بينه وبين وقوعه، ونسعى لمحاربة هذه الظاهرة من المجتمع وندفعها عن المواطن العادي البسيط، وحقيقة نحن لا ندرك الظلم إلا إذا وقع فعلاً، أما أن نتوقعه فهذا شيء لا وجود له في أنفسنا، لأننا نعيش في رحاب الصفاء وأحضان الوفاء، وهذا هو المطلوب من أفراد المجتمع، لأن الإنسان يعيش على سمعته ويموت على سيرته. وغداً ساواصل بإذن الله