هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعوة إلى عموم أهل السودان وبخاصة السياسيين والحركات المسلحة
نشر في الراكوبة يوم 26 - 12 - 2013


دعوة إلى عموم أهل السودان
وبخاصة السياسيين والحركات المسلحة
للالتفاف حول كلمة سواء وإلى زرع ثقافة الحب بين أبناء الشعب الواحد
لبناء دولة عملاقة
الناظر للأحداث التي توالت على السودان منذ استقلاله عام 1956م سواءً كان ذلك في المجال السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، وما صاحب ذلك من أحداث، فإنها لم تصل بالسودان وأهله إلى أفاق التقدم والازدهار والاستقرار، وهذا كله كان له انعكاس سلبي على تقدم السودان ورفاهية أهله، وإن الحراك السياسي على الخارطة السودانية كان له انعكاس سلبي على الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وما الصراع أو الصراعات الماثلة أمامنا ونعايشها اليوم والحروبات التي بدأت من قبل الاستقلال وما زالت بين أبناء الوطن الواحد، والكم الهائل من الخسائر المادية والنفوس البشرية التي ازهفت أرواحها والتي لا يمكن أن تعوض ولا تقدر بثمن، كل ذلك يصب في تهديد وحدة الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي. وما تكنه النفوس اليوم من ضغائن وعدم قبول الآخر، ما هو إلا نتاج للصراعات بكل أسف على الحكم والسلطة وعدم تداولها سلمياً، وفي نفس الوقت نجد أن الأحزاب السودانية لم تقنع المواطن بأهليتها وقدرتها ببرنامجها السياسي وفي ممارسة العمل السياسي بشفافية عالية وبنزاهة كاملة من اجل تقديم خدمة تنهض بهذا المواطن المغلوب على أمره من حال العسر إلى حال اليسر، وإلا لما كان الشعب السوداني يسارع في تأييد الانقلابات العسكرية التي أطاحت بتلك الحكومات المنتخبه.
وإذا رجعنا إلى برامج الأحزاب الانتخابية، فإنها لم تلبي أشواق المواطن السوداني البسيط في توفير الخدمات الأساسية والاحتياجات المعيشية لأبسط مقومات الحياة، وان معايير الأحزاب لاختيار الناخب الذي سيمثلها في البرلمان، بانها كانت ترتكز على معايير غير أمينة وغير صادقة، فيها هوى النفس والمحسوبية والمجاملات وهو المعيار الحقيقي في ذلك، والدلالة على ذلك احتكار بعض الأحزاب لدوائر جغرافية بعينها بغض النظر عن أهلية ذلك المرشح أم لا, بالرغم بان المرشح الآخر والمنافس يملك من المؤهلات والكفاءة والمصداقية في تنفيذ برنامجه الانتخابي، وان الوسائل التي تنتهجها الأحزاب من أجل كسب صوت المواطن لصالح مرشحها غير نزيهة بتاتاً وان القائمين
على الأمر من مندوبي الأحزاب وبرغم معرفتهم بعدم قدرة وكفاءة وأهلية مرشحهم يسعون بكل الطرق الغير شرعية بالترويج لهذه البضاعة المنتهية صلاحيتها والغير مطابقة للمواصفات والمقاييس الديمقراطية، لينال مرشحهم الفوز وبالتالي تمثيل الدائرة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم الأمانة والمصداقية، ولم يراعوا أسط مقومات الأمانة ولم يلتزموا بالمصداقية وسلكوا طريق مظلم ليتواروا عن أعين الناس والقانون بالتحايل والغش، وبكل أسف هدفهم الأول والأخير هو الوصول إلى مقاعد البرلمان وخدمة أنفسهم والآهل والأقارب. فالنائب الذي يتم انتخابه بهذه الوسيلة لا يؤتمن وبالتالي فإنه ليس مؤهلاً وغير جدير بتمثيل الشعب، وتناسوا أن الله سبحانه وتعالى يراهم ولا يقفل عنه شيء في الأرض ولا في السماء، وبذلك يتم تسليم مصير ومستقبل السودان وشعبه إلى أناس لا يخافون الله عز وجل وباعوا ضمائرهم وقتلوا الأخلاق والتي بها تبنى الأمم والتي من أجلها أرسل الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم ليكمل مكارم الأخلاق،
وتكريساً لهذا النهج والسلوك السلبي لكسب صوت المواطن والذي فيه إخلال في موازين الأمانة، يكون المرشح قبل وأثناء سير الانتخابات قريباً من المواطن كالحمل الوديع بتواجده اليومي بين المواطنين مع فتح أبواب منزله للجميع وبدون فتح باب قلبه، وانه فارس هذا الشعب ومحقق أحلامه وبلوغ غاياته وذلك قبل وبداية الحملات الانتخابية، ولكن ماذا تكون الصورة بعد الفوز؟ بناء جدار عازل معنوي وتتباعد المسافات والخطى بينه وبين المواطن الذي كان يتودد إليه بالأمس من أجل صوته وتتبدل صورة الحمل الوديع وتتلاشى أحلام الشعب بكسر زجاجة السمن، وبعد ذلك يقوم النائب بأداء القسم الغليظ وحلف اليمين، بعد إلباس الحق بالباطل وكتمانه وفي قرارة نفسه بأن البرنامج الانتخابي ووعوده للمواطن لن تجد النور وبالتالي التنفيذ، نائب بهذه المواصفات السلبية، هل يؤتمن؟ ولهذا ضاع عمر السودان مع عمر أهله، فمن المسئول عن حالة البؤس والشقاء التي عاشها الشعب ولا زال منذ الاستقلال، وهل يمكن أن يتم تعويضه عن السنين التي هدرت وذهبت سداً ؟ وأما الذين آثروا الاغتراب والبعد عن الوطن والذي إمتدَّ لعقود من الزمان، ومن أين لهم العمر عندما يكون قرار العودة إلى الوطن والاستقرار فيه، وهل يمكن تعويض سنوات اغترابه؟ يستحيل ذلك أبداً، معاناة ما بعدها معاناة بالشوق والحنين، فيها بح الصوت من صرخات الأنين وألم الفراق والحسرة وانقطاع التواصل والمعايشة اليومية، ومن خلال مسيرة الاغتراب تتوالى الأحداث والمناسبات منها ما يكون فرحاً ومنها ما يكون حزناً.
ولهذا كان الإخفاق كبيراً جداً في ترسيخ مبادي الحكم الرشيد من قبل الحكومات الوطنية المتعاقبة على حكم السودان، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. ومن هنا كان الأثر السلبي على الجانب التربوي أكبر والذي هو صمام الأمان لوحدة وسلام واستقرار واستقلال السودان وتقدمه وتطوره وازدهاره، وهذا الإخفاق الفادح تقع مسئوليته على جميع الحكومات التي تعاقبت على السلطة وأيضاً المعارضة والسياسيين واللذين لم يولوا اهتماماً خاصاً وكبيراً لهذا الجانب التربوي الهام والخطير، وكان من الأجدى لتلك الحكومات أو بالأحرى المسئولين الذين تعاقبوا على الحكم أن يوضعوا اللبنة الأولى أو المسار الصحيح لقاطرة السودان للسير قٌدماً نحو الازدهار والتطور والانطلاق، وأن تعطي الأهمية القصوى والأولوية لعربة التربية والتعليم.
يا أهل السودان
الآية " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" [الرعد:11]. لذلك ما من سبيل من ذلك إلا بالرجوع إلى النفس الأمينة والكلمة الصادقة والقلب المؤمن والعقل المبصر والصدق في التعامل والمحافظة على الأمانة ولن يتأتى ذلك إلا بالرجوع بصدق إلى الله سبحانه وتعالى وشرعه وألا بذكر الله تطمئن القلوب،
وفي تقوى القلوب وزرع الإيمان والتقرب من تعاليم الإسلام السمحة، أو الديانات الأخرى لغير المسلمين ونشر ثقافة العدالة وبسطها على الجميع، ينزل الله سبحانه وتعالى البركات من السماء ويخرجها من الأرض، وهي البداية الصحيحة لمسار التقدم والقوة والرخاء الاقتصادي وعمارة الأرض بكل ما هو نافع، وهذا مطلب شرعي.
ومن أجل بناء وطن عملاق لشعب عملاق لأبد من الاهتمام بالجانب التربوي لأنه مهم وخطير لذلك فله الأولوية في الاهتمام والتنفيذ وهذا يقع على عاتق رئاسة الدولة ومجلس الوزراء والمجلس الوطني بصفة عامة ووزارات التربية والتعليم والشئون الإسلامية والثقافة والأعلام وأي جهات أخرى لها صلة بهذا الجانب بصفة خاصة، لأن الوزارات المعنية لها دور كبير وخطير ومهم في تجسيد هذا الأمر وتفعيله بمنهجية علمية مدروسة، ولن يتأتى ذلك إلا بوضع منهج دراسي شامل لجميع أوجه الحياة يشرف على وضعه أهل العلم والمتخصصين والخبراء والعلماء والدكاترة والمفكرين في مجالات التربية والمناهج بالإضافة إلى دكاترة الطب النفسي وأهل السياسة بجميع أطيافهم والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني والتجمع النقابي للعمال والموظفين والطلاب والجهات الأمنية بجميع قبائلهم والمنظمات النسائية والشبابية وكل من له صلة من قريب أو بعيد بهذا الأمر فرداً كان أو منظمة أو مجموعة. ومقترحي بأن يكون
من ضمن تلك المناهج، منهج ( ثقافة الحب والحوار ) ويكون لهذه المنهج معلمين أكفاء متخصصين قادرين على تحمل مسئولية هذه الرسالة السامية وأدائها بأمانة وصدق، وأن يتم مراجعة هذه المناهج من المختصين كل اربع سنوات، أو حسبما يتم الإتفاق على ذلك بالنسبة للفترة الزمنية من أجل التجديد والتحديث لمواكبة التطورات التي تطرأ مستقبلاً وذلك من أجل الوصول إلى تعليم يكون ثماره من شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ويستظل بظلها جميع أهل السودان في أمن وسلام وتنمية وتقدم وازدهار ورفاهية.
ومن أجل تثبيت وترسيخ هذا المفهوم التربوي، لا بد أن نبدأ بالإنسان السوداني منذ مولده والاهتمام به منذ نعومة أظافره ورعايته صحياً واجتماعياً وتعليمياً وتنشئته في بيئة إيمانية وروحية بحسب عقيدته متشرباً بمكارم الأخلاق، لأن كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية متفقة على ذلك وتدعو لها، وفي ظل الاهتمام بالمراحل المبكرة في التعليم تكون الرعاية وفق منهج تربوي سليم ومعلم كفء وصادق ومؤمن برسالته بجانب تعاضد الأسرة مع المجتمع المدرسي ومنظمات المجتمع المدني تحت ظل ومتابعة وزارة التربية والتعليم.
يا أهل السودان
من أجل حكم رشيد مثالي مفعم بالحب، لابد من قيام مفوضية الحكم الرشيد لها سلطتها القانونية والشرعية وأن قراراتها تكون ملزمة للجميع، وأن تكون هناك مؤتمرات متخصصة في جميع المجالات، فتكون عضويتها من أهل العلم عامة والعلماء والمفكرين والمثقفين وأهل السياسة جميع قبائلهم ومنظمات المجتمع المدني وتجمع النقابات والطلاب وجميع من له صلة بهذا الموضوع بالإضافة إلى الجهات الأمنية بجميع قبائلهم والمنظمات النسائية في كيفية إدارة حكم السودان لتكون ثوابت ملزمة للجميع في التنفيذ والالتزام بها وعلى ضوئها توضع البرامج والمناهج والآليات التي تساعد في عملية التنفيذ لكل من يتولى الحكم ولا تتغير هذه البرامج والمناهج بتغير الحكومات، على أن تعقد تلك اللجان مؤتمرات دورية كل في مجال تخصصه لمتابعة التنفيذ وإزالة أي معوقات تعترض التنفيذ على أن تراجع هذه البرامج والمناهج من قبل اللجان المتخصصة كل أربع سنوات لمتابعة التطورات والمستجدات التي تطرأ في جميع المجالات.
لأن في وجود الأمن يكون هناك استقرار وفي ظل الاستقرار تكون التنمية التي تنعكس على المواطنين بالرخاء والتقدم وراحة البال وراحة الجيب وعودة الطيور المهاجرة من أبناء الوطن، ومن هذا المناخ الإيجابي تتفجر الطاقات في شتى النواحي بالإبداع والفكر الثاقب لينطلق المارد الإنساني السوداني ليفجر طاقاته الفكرية والإبداعية والعلمية والتعليمية والصناعية والزراعية، لتروي ظمأ أرض الجهل الجرداء لتبعث فيها الحياة لتنبت
وتخضر سنابل الخير وأن نزرع في دواخله أي في دواخل الإنسان السوداني حب الإله لأن في ذلك تعلق بالشرع والانقياد لأمر الله والامتثال لدينه والتقرب منه، ومن هذا الحب يكون العلو والرفعة والكرامة والحياة المستقيمة والمستقرة، ومن هذه البيئة الروحانية ينشأ المواطن السوداني طاهر القلب وعفيف اللسان وصادق النفس, لأن بالحب صارت النار للخليل برداً وسلاماً وبالحب نجد أن أوراق البغضاء تتساقط ونزعات البشر تتلاشى وقطعان الضغينة والأحقاد ترتحل والعش يحضن الطائر وريح الصفاء تهب ونسيم الوفاء يسري وأسارير الوجوه تهلل وشموس الأيام تشرف، وفي ظل هذا الحب تتوقف الحروب وتسكت أصوات البنادق ويعم السلام وينعم الجميع بالأمن والاستقرار ويبدأ البناء. لأن من مقومات قيام الدولة العملاقة بناء وتنمية الإنسان أولاً ورفع قدراته وتسليحه بالإيمان والعلم ، بهذا نستطيع أن نؤسس دولة عملاقة لا يختل فيها ميزان العدالة أبداً، ولا مكان فيها لمن يأكل مال السحت بسبب باطل كاليمين الكاذب والسرقة والرشوة والربا، ولا مكان للحجج الباطلة إلى الحكام من أجل أكل أموال طائفة من الناس أو أخذ حقهم. ولا مكان إلى إلباس الحق بالباطل وكتمانه. وهذا يترتب عليه قيام مجتمع متعايش ومتجانس ومنسجم ومتسامح ومتحابب برغم تعدد الثقافات والأديان والآثنيات، لأن الحاجة للتسامح تشتد مع إتساع رفعة التنوع الإثني والديني لامتصاص تداعيات الاحتكاك بين القوميات والثقافات والأديان أياً كان الاختلاف ثقافياً أو دينياً أو سياسياً والخروج بها من دائرة الظلام والمواجهة إلى دائرة النور والتعايش والانسجام. لأن التسامح ضرورة حياتية وهو حق لجميع الأفراد على أساس الاعتراف بالآخر وحماية حقوقه، حق تفرضه الحقوق المشروعة لكل إنسان في الحرية الشخصية، وحرية الاعتقاد، وحرية التعبير،
يا أهل السودان
وفي حب الوطن يكون المواطن جندياً وفياً ومخلصاً يرتاد المنون، ويشتري مجد الوطن بأغلى الأثمان ليرفرف علمه بين الأمم خفاقاً عالياً في ساريته بألوانه وأبعاده الأربعة التي تحكي عن الكفاح وشهداء الحق في لونه الأحمر، وفي لونه الأسود يمثل الوطن والثورة المهدية، وأما الإسلام والسلام والتفاؤل والنور والمحبة يتمثل في لونه الأبيض، وأما الرخاء والخير والزرع يتمثل في لونه الأخضر. وبالحب يدق الشعب الصخر حتى تخرج منه ينابيع الخير لتتولد منه تيارات الحب لتسري عبر الشبكة القومية المتمثلة في وجدان الإنسان السوداني المرتبط بأرضه الطيبة ليمتزج النسيج الاجتماعي وتدور محركات التنمية والتقدم والازدهار، وبالحب والوفاء نروي صحراء الوطن لتخضر ربوعه بمشاتل الأزهار والورود والأماني والتمني. لينعكس ذلك على حياتنا السياسية إزهاراً
ووروداً وسنابلاً.
يا أهل السودان
لما لا نجعل حياتنا كلها أمن وإستقرار وتنمية وعلواً ووحدة ونماءاً، أما حب سواءه فمنافع متبادلة وأهواء مشتركة وأغراض مادية يشوبها الخلل والزلل والإسراف وعدم الإستقرار والعيشة الضنكة.
ومن هذا المنطلق فإني أدعوا عموم أهل السودان للالتفاف حول كلمة سواء لبناء وطن عملاق لشعب عملاق تسمو فيه رايات التسامح والمحبة وتناسي جراحات الماضي وقبول الأخر والاحتكام إلى الشعب وقبول النتائج برحابة صدر وقناعة كاملة وأن تكون مشاركة الجميع برؤى ثاقبة ونقد بناء الهدف منه إصلاح الاعوجاج وإماطة المطبات من على الطريق، ليمضي الجميع معاً حكومة ومعارضة وشعباً بأيادي متشابكة من أجل أن تبحر سفينة السودان إلى بر الآمان.
ويا أهل السودان، الله سبحانه وتعالى كتب على نفسه الرحمة، في قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه : إن رحمتي سبقت غضبي) رواه البخاري ومسلم. فلماذا نحن أهل السودان لا نكون رحماء فيما بيننا خاصة في المعترك السياسي؟ ولماذا الغضب يسبق الرحمة؟ ولماذا لا نملك أنفسنا عند الغضب؟ عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه. لأن الرحمة هي الهدف الأسمى والغاية العظمى للرسالة الإسلامية كما جاء ذلك في القرآن الكريم في قول الله لنبيه : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " الأنبياء 107، فلماذا لا نثبت قيمة هذه الرحمة في النفوس لتكون حاضرة باستمرار في وعي الناس؟، ولكن للأسف الشديد نفتقد هذه القيمة العظيمة في كثير من تعاملاتنا اليومية. فالقسوة حلت محل الرحمة في كثير من علاقات الناس اليومية وتعاملاتهم الحياتية في شتى ضروب الحياة وخاصة السياسية، وقد شبه الله قلوب هؤلاء الذين قست قلوبهم ونزعت منها الرحمة بأنها كالحجارة أو أشد قسوة، فاندثرت قيم التسامح والمحبة والرحمة ومن هنا نفهم لماذا كان الإسلام يركز على هذه القيمة بالذات أكثر من تركيزه على أي قيمة أخرى لأنها المفهوم الجامع لكل قيم الحق والخير في هذا الوجود وقد أكد عليها النبي (صلعم) تأكيداً واضحاً في العديد من الأحاديث النبوية ومن ذلك قوله (أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وقوله : (الراحمون يرحمهم الرحمن) رواه الأمام أحمد في مسنده وكما أكد في الوقت نفسه على التمسك بهذا الخلق في التعامل، والرحمة هي الخلق الذي يمثل سياجاً منيعاً لحماية الحياة في شتى صورها من مختلف الأخطار وهي الصخرة التي تتكسر عليها سهام أعداء الأمة بإذن الله تعالى.
ومن هنا أدعو جميع السودانيين في داخل وخارج الوطن وأيضاً اللذين يحملون جنسيات أخرى. لإبداء مرئياتهم ومقترحاتهم، بتكوين لجنة تمهيدية جامعة لأهل السودان لتشرع في المتابعة وتجميع الأفكار والمرئيات والاقتراحات لنساعد في بناء دولة عملاقة.
المواطن / محجوب عثمان
المملكة العربية السعودية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.