الأستاذة عايدة الجعلي.. لك التحايا، والودّ، وقبل ذلك السلام.. ثم وفي روح ديمقراطية .. شاهقة.. أفسحنا المجال لكلماتك.. التي.. أعادتنا إلى.. حقبة من الزمن.. والوطن عندها.. في قبضة.. شمولية حديدية.. ورجل واحد.. يتحكم في مصير أمة.. وشعب.. يتخذ القرارات.. وهو يخطب في الهواء الطلق.. لا يرجع لأحد ولا يتراجع.. وها أنت تدافعين.. عن فاطمة عبد المحمود.. التي كانت جزءًا أصيلاً من ديكور السلطة.. وأكاد أجزم.. بل أنا أتيقن في صرامة حديدية.. في ثبات لا يزعزعه شك.. ويقين لا يخلخله ظن.. أنها ما نطقت بكلمة «لا».. أمام رئيسها القائد.. مرة واحدة.. ولكن لا بأس.. فها أنت تدافعين عن فاطمة عبد المحمود.. وهذا من حقك حتماً.. ستمنحينها صوتك.. وهذا أيضاً من حقك.. ومن حقنا نحن أيضاً أن نغضب لترشيحها. دعك من فوزها.. الذي إن حدث.. معنى ذلك أنّ القيامة سوف تقوم قبل أدائها اليمين الدستورية.. وإن لم تقم القيامة الوعد الحق.. فاعلمي أن قيامتي أنا شخصياً.. قد قامت.. وعندها ستجدينني أتوسد الثرى في «أحمد شرفي» ولك أن تعزّي أسرتي المكلومة.. ومن حقك أن تشمتي في رحيلي السعيد.. لأدعكم تأخذون.. دنيانا هذه، فدنياواتنا كثر.. ونعود إلى خطابك.. أو دفاعك عن الدكتورة.. فاطمة.. ونقرر سلفاً أنني لا أحمل لها بغضاً، أو كرهاً، أو حباً، ووداً.. لا شيء شخصي.. بيني وبينها.. فقط الوطن.. وفقط شعب الوطن.. وما أنبل وأجل وأعظم شيء مثل الشعب.. ومثل الوطن.. والآن استعدي يا أستاذة عايدة لطوفان الأسئلة.. وأولها.. ألم تكتف الدكتورة.. بستة عشر عاماً من الجلوس على هرم السلطة.. طيلة عهد مايو؟ وهاك هذا الاعتراف الشاسع.. بل الإقرار الموثق، وهي تدين الاتحاد الاشتراكي، الذي كان يمسك وحده بزمام السلطة.. وهي تقول.. : إنها ستأتي بالاتحاد الاشتراكي السوداني الديموقراطي في قالب.. جديد ضد الشمولية ومع الحرية والديموقراطية والشفافية!!.. وهذا الحديث هو اعتراف بل شهادة شاهد من أهلها.. أن الاتحاد الاشتراكي في عهد مايو.. كان شمولياً.. وضد الحرية.. ومصادم للديموقراطية والشفافية.. ونسألها أين الوفاء لزعيمها «نميري»؟؟.. ولم تجف الماء المرشوشة على قبره بعد؟؟ وضحكت حتى استلقيت على قفاي.. والدكتورة تقول.. إنها تعتذر لحزب الأمة والحزب الشيوعي.. لإزالة أية مرارة تكون قد علقت بالنفوس.. أضحك.. من هذه الكوميديا السوداء.. وأقول لها.. :وهل طلب حزب الأمة أو الشيوعي.. اعتذاراً من الدكتورة.. بل هل طلب الحزبان.. اعتذاراً حتى من نميري نفسه؟؟ «اعتذار شنو» لقد قاتل الحزبان مع أطياف الشعب السوداني.. نظام مايو حتى اندحر؟.. وهنا أسأل بقية المايويين الصامدين على ولائهم لمايو.. وأيضاً هذا من حقهم.. بل انا اعتبره ضرباً من الفروسية والثبات على المبدأ.. مهما كان المبدأ.. اسألهم واحداً واحداً: هل أنتم مع الاعتذار لحزب الأمة والشيوعيين.. وضحكت مرة أخرى.. حتى دمعت عيناي.. أما الآن.. الضحك.. عليك أنت، وليس الدكتورة وأنت تكتبين.. «إن نظام مايو لم يجرم في حق الشعب السوداني.. فقد ظل هذا الشعب حتى آخر أيام مايو، متمتعاً بالحرية، والعزة، والشعور بأنه صاحب رأي، وصاحب حق وأرض.. مما مكنه من القيام بالانتفاضة».. وتالله.. هذا الفاصل من المسرحية قد أضحكني.. أكثر من ضحكي.. على «عادل إمام».. وهو في «المحكمة» في مسرحية شاهد ما شافش حاجة.. ونسألك.. يا أستاذة عايدة.. هل قدم الشعب السوداني في ظلال تلك الحرية.. في آخر أسبوع من عمرها.. هل قدم طلباً مهذباً عليه دمغة من البوستة؛ لتسمح له الحكومة بالقيام بالانتفاضة؟.. هل قبلت الحكومة ذاك الطلب؟؟ ختاماً.. نتمنى للدكتورة الفوز في الانتخابات.. ليكون لنا شرف إسقاطها.. في الانتفاضة الثانية.. ضد الاتحاد الاشتراكي.. وبذا يكون التاريخ حقاً قد أعاد نفسه.. لك ودي..