رحيل مفاجئ : نجتمع اليوم في ذكرى المرحوم نبيل صبحي إبراهيم ،الذي رحل عنا رحيلاً مفاجئاً، ويبدو أن مفاجأة الموت أمر عادي جداً ،إنه يأتي بغتة، يأتي مفاجأة، سبحان الله الذي أخفى عن الإنسان متى يموت؟ أو كيف يموت؟ أين يموت؟ وليس لنا هنا سوى التسليم لإرادة الله الحي الذي لا يموت، المقتدر الذي لا ضعف فيه، ونشكر الله لأنه عندما يفاجئنا بالموت، إنما يطلب منا أن نكون مستعدين في كل وقت لملاقاته، ويرن في آذاننا نداء عاموس بني العهد القديم، وهو يقول استعد للقاء إلهك، ولقد ودعنا شقيقه الحبيب على قلوبنا ناجي صبحي، الذي كان ناظراً لكنيسة الشهيدين، وكان يدفع ويساهم من دخله الخاص في حب وإخلاص. نحن نجتمع في الذكرى، والذكرى للإنسان عمر ثان، ونحن نسجل هنا في ذكرى نبيل تفوق هذا الرجل العظيم في الإشراف والوكالة للطيران العالمي، إنه يضيف إلى تميز الأقباط في الميادين الكثيرة تميزاً من نوع جديد ، هو تميز يعني بالطائرات، ويمثل فيه هذا القبطي السوداني أعظم تمثيل، ويقود موكبه، ويروج له، وينجح في إدارته الرشيدة، لقد بدأ نبيل بإدارة الطيران التونسية، ثم الطيران القطرية التي تفوقت وازدهرت ونجحت، واشتهرت على يدي هذا الرجل العملاق المميز، وأيضاً الطيران الكويتية، وكانت كل شركة طيران عربية أو عالمية تنوي فتح خط في السودان يقع اختيارها على نبيل صبحي وكيلاً لها. ابن ساعدة: وأضع أمامكم جميعاً مسلمين ومسيحيين بعضاً من حديث قس بن ساعدة عن الموت والحياة، وقس هذا هو اسمه، ولكنه كان أسقفاً عربياً، كان من أساقفة الخيام، أو أساقفة الوبر كما يقولون نسبة إلى وبر الجمال، وكان أسقفاً على كنيسة نجران باليمن، ولكنه كان يأتي إلى مكة في أيام مكة، ويركب على ناقته، ويستند على عصاه، ويبشر بالاستعداد للموت الذي يجري على اللحم والعظم، وكان قس ابن ساعدة محبوباً لدى الرسول الكريم، وكان يحب أن يسمع إلى عظاته التي يحفظها العرب عن ظهر قلب، وقد كتب عنه الخليفة أبوبكر الصديق، وجاءتنا بعض خطبه من حفظ أبوبكر الصديق، الذي كان خليفة عادلاً، وكان أديباً وخطيباً مفوهاً وحكيماً حاكماً. لقد كان الأسقف قس بن ساعدة هو أول من قال: أما بعد، ولقد توفى عام 600م قبل الإسلام، ولكن كبار المسلمين كانوا يذكرون تقواه وحماسته، لقد كان هذا الأسقف قاضياً يفصل في أمور الخلافة، وهو أول من قال :البينة على المدعى، واليمين على من أنكر، كما جاء في كتاب الأمثال للميداني. قال هذا الأسقف الجليل عن الموت !أيها الناس إسمعوا وعوا، وإذا وعيتم فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آتٍٍ، مطر ونبات، وأرزاق وأقوات، وآباء وأمهات، وأحياء وأموات، وجمع وشتات، وآيات بعد آيات، ليل موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تغور- أي تغيب- وأرض تمور أي تثور وتضطرب، وبحور تموج، وتجارة تروج، وضوء وظلام، بر وآثام، ومطعم ومشرب، وملبس ومركب، ويقودنا هذا الحبر الجليل إلى أبلغ العظات فيقول: إلا أن أبلغ العظات، السير في الفلوات، والنظر إلى محل الأموات، وإن في السماء لخبراء، وإن في الأرض لعبرا. سيدي الأسقف نحن اليوم نجتمع في ذكرى نبيل صبحي إبراهيم ، ونجتمع لنطلب له الراحة في السماء، ونذكره رائداً من الرواد الأقباط في إدارة الطيران، ونرجو له ولكل أفراد أسرته العزاء، عزاء الله الذي وعد بأن يمسح كل دمعة من عيوننا، وعزاء لكل محبيه، ولكل تلاميذه، ولكل عارفي فضله، ولتكن إرادة الله هي النافذة ونحن لها خاضعون، لكم أحبائي تعزيات الرب الفائضة، وسوف نظل نذكر أن نبيل هو القبطي الرائد في مجال الطيران، لدينا من الأقباط من عندهم طائرات مثل البرت زكي ورقيقة فتح الله قرنفلي، ولدى البعض وكالات طيران مثل مكرم وموريس ، وسيمون مكرم INTER-conteneNTAL ، و أولمبيا التي أمسسها لمعي عياد، ويشرف عليها منير، ووكالة عاطف برسوم، ووكالة هاي فلايHihg ?fly ، ولكن يظل التاريخ يذكر ريادة نبيل صبحي إبراهيم ، ونتمنى لزوجته المحترمة وأولاده بركات مسيرة قافلة نبيل صبحي.