وما زال الحديث يتواصل بدون فواصل عن الأزمة الحقيقية التي تعيشها الأغنية السودانية وأثر ذلك على المجتمع بأكمله.. وحتى نصل إلى تشخيص واضح ودقيق تحدثنا إلى الكثير ممن يعنيهم الأمر والمهمومين به.. وحقيقة أن أكثر ما آلمنا هو الفهم الفقير لدى بعض الذين كنا نرى فيهم الوعي والإدراك وكنا نحسبهم كباراً. من يصدق أن فناناً كبيراً يرى أن ترديد المغنواتية لأغنيات الكبار في الحفلات أمر أكثر من عادي.. وأن ملاحقة من يغنون دون أن تكون لهم البطاقة الخاصة بعضوية نقابة المهن الموسيقية.. هو قتل للمواهب.. والأغنيات التي لا ترقى لمستوى الذوق العام هي تعبير عن حياة جيل وعصر حديث. بالله عليكم بماذا نصف هذا الكبير «أوي» وهل عرفتم لماذا استمرأ الصغار اللعب بإبداع الكبار.. مرة أخرى نقول إن الغناء.. حسنه وقبيحه له أثره الكبير في المجتمع وفي تشكيل وجدان الشعوب.. ولا نظن أن المقولة الشهيرة «أسمعني موسيقى شعب ما.. أخبرك عن مدى تحضره».. قيلت مزاجية. نعلم أن محاولاتنا لإصلاح حال الساحة، هي كمحاولات من يحرث في البحر ولكننا لن نمل ولن نكل وسنواصل التحريض والتشجيع للجهات المعنية إلى أن ينصلح الحال و«يطلع كل قرداً جبلو». أما الكبير «أوي» فيؤسفنا والله أن نقول له إنه واحداً من أسباب تراجع الأغنية السودانية.. وأقول تراجع لأنني لا أريد أن أقول وصفاً يؤذي مشاعر القراء.. فاخترت أخف الأوصاف مع علمي أنه وصف أبعد ما يكون عن «الشيء الحاصل». أما أخواننا في نقابة المهن الموسيقية الذين تحركوا متأخراً.. فنتمنى أن تكون الخطوة التي خطوها نحو إصلاح الحال «المايل» هي خطوة جادة وأن تتبعها خطوات أكثر جدية.. ونتمنى صادقين ألا يكون هدفهم من الإجراءات التي اتخذوها هو تحصيل رسوم البطاقات فقط. خلاصة الشوف: اتصال هاتفي كريم تلقيته من المستشار القانوني لمجلس المصنفات الفنية والأدبية الاتحادي طمأننا عبره مع وعده أن نسمع ما يثلج صدرنا خلال الأيام القليلة القادمة.. ولأنني استشعر حرص مولانا عبد المنعم وثقتي الكبيرة في شخصه رغم أنني لم ألتقه من قبل.. لكن استبشرنا خيراً.