٭ جاء في الأخبار أن وزير الإعلام أحمد بلال عثمان.. هدد بسحب تراخيص قنوات تلفزيونية خاصة وإذاعات إف إم وإيقاف بث برامجها إذا استمرت في مخالفة توجيهات الوزارة وواصلت في بث الغناء الهابط والمواد الخادشة للحياء، وأعلن عن قرار مرتقب لمراقبة محتوى تلك الإذاعات لما تشكله من تهديد للأمن المجتمعي، كما وجه نواب برلمانيون خلال زيارتهم لوزارة الإعلام.. الوزارة بتشكل جسم لمراقبة تلك الإذاعات إن دعا الأمر.. وقالت نائب رئيس لجنة الإعلام والشباب والرياضة والسياحة بالبرلمان روضة الحاج «تعبنا من هذا الغناء».. واستنكرت اهتمام بعض القنوات وإصرارها على بث الغناء في الوقت الذي تنشغل فيه كافة الأوساط السياسية والاجتماعية بالبلاد بالحوار الوطني. ٭ هذا الخبر والذي حملته صحف الخرطوم أمس.. هو من وجهة نظرنا كان من أهم الأخبار، وكانت سعادتنا به كبيرة لأننا ظللنا ولفترات طويلة وحتى يوم أمس نتحدث عن هذه النوعية من الغناء وتهديدها للأمن المجتمعي، وتحدثنا عن الفوضى التي ضربت الساحة الغنائية، وإذاعات « الإف إم» العايرة وأدوها سوط، وبعض الفضائيات دون أن تجد من يلجمها، والخبر يعني في ما يعني من معان كثيرة أن وزارة الإعلام انتبهت أخيراً لخطورة ما يحدث في ساحة الغناء وتأثيره الخطير على المجتمع، لذلك ثقتنا كبيرة بعد هذه الصحوة أن تضطلع الوزارة بمسؤوليتها، وأن تتبع وتقرن قول السيد الوزير بالفعل خاصة وأن هناك تحركات مماثلة من المجلس الإتحادي للمصنفات الأدبية والفنية ونقابة المهن الموسيقية والتمثيلية التي قامت بنمرة «4» في هجمة شرسة على كل مغن ومغنية يمارس المهنة دون أن يملك الترخيص الذي يخول له ذلك من النقابة.. ٭ وبكل تأكيد هذه كلها خطوات تجد منا كل الدعم والتشجيع والاحترام وإن جاءت كلها متأخرة.. فهذا القلم ومنذ سنوات وحتى تاريخه كان ولا يزال شغله الشاغل هو مجابهة الغناء الهابط ومرتزقة الفن، لإيمانه التام بخطورة الغناء والموسيقى الهابطة على المجتمع وعلى شبابه بالوجه الأخص، ولن نبالغ إن قلنا إن خطورة ذلك لا تقل عن المخدرات.. وما أدراك ما المخدرات الرقمية. ٭ ما نتمناه هو أن تتوحد جهود كل الجهات المعنية حتى يعود الغناء كما كان عليه سابقاً.. أدباً وتحضراً وذوقاً ورسالة وغذاء بلا سموم للأبدان والوجدان. ٭ خلاصة الشوف: العشم والأمل يحدونا ألا يتمخض الجبل فيلد فاراً.. وألا يكون لسان الحال «أسمع جعجعة ولا أرى طحناً».