تعيينه والياً لولاية الخرطوم كان مفاجأة.. فالرجل من وزير للدفاع إلى والٍ.. قال عنه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير إنه «هدية لمواطني ولاية الخرطوم».. ذلكم هو الجنرال الفريق ركن أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين. تقول السيرة الذاتية لعبد الرحيم إنه من مواليد كرمة البلد بدنقلا في العام 1949م.. درس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في البرقيق وتلقى تعليمه الثانوي بمدرسة دنقلا الثانوية العليا ثم نال دبلوم الهندسة الميكانيكية من معهد الخرطوم الفني.. والده أسس مشاريعاً زراعية ووصل إلى وظيفة «الخولي» بمشروع الجزيرة ومناطق المناقل وغيرها.. وقد عمل عبد الرحيم بالزراعة في بعض الفترات، كما أنه عمل معلماً ببربر ثم التحق بشركة الحديد والصلب ببحري حتى صار مهندساً بسلاح الطيران، ثم عمل مهندساً ميكانيكياً وقبل ذلك كان ناشطاً في اتحاد الطلاب في منطقة كرمة البلد. انخرط في السلك العسكري عام 1973م وتلقى تدريباً عسكرياً بالكلية الحربية لمدة عام وتخرج ضابطاً وعمل بمعهد القوات الجوية بمنطقة وادي سيدنا العسكرية.. حيث تلقى عدة دورات تدريبية أبرزها دبلوم صيانة المقاتلات بالاتحاد السوفيتي وماجستير لتصميم الطائرات بإنجلترا بجانب حصوله على ماجستير للعلوم العسكرية من كلية القادة والأركان.. لم يقتصر دور الرجل على الجانب العسكري فقط وإنما تولى عملية الاتصال والتنسيق بين العسكريين وقيادات تنظيم الحركة الإسلامية وذراعه السياسي الجبهة الإسلامية.. باعتباره أحد منسوبي الحركة الإسلامية الذين التحقوا بالجيش، ولاحقاً تم تعيينه في موقع الأمين العام لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ بعد أن أدى مهمة استلام منطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان يوم الانقلاب على أكمل وجه. عبد الرحيم كلف بوزارة الداخلية وقدم كثيراً من الخدمات للوزارة وأحدث فيها نقلة واسعة من حيث بيئة العمل وشهدت فترته قيام عدد من المنشآت قدم بعدها الرجل استقالته لرئيس الجمهورية في العام 2005م على خلفية انهيار مبنى جامعة الرباط.. وحينما تلقى البشير استقالته قال تلك هي إستراحة محارب.. وبعد نصف عام من ذلك تم تعيينه وزيراً لرئاسة الجمهورية وظل طيلة فترة وجوده بالقصر ملازماً للبشير في تحركاته المحلية والخارجية بحكم موقعه الوزاري كوزير لشؤون الرئاسة.. وفي التشكيل الوزاري عقب الفترة الانتقالية في سبتمبر 2005م تم تكليفه بحقيبة وزارة الدفاع التي استمر فيها إلى يوليو المنصرم. أهم الإنجازات التي ارتبطت بالرجل خلال شغله لموقعه بالوزارة إجازة القوانين الخاصة بالقوات المشتركة المدمجة والقوات المسلحة بجانب إعادة تنظيم وهيكلة الجيش السوداني بشكل جديد يقوم على إنشاء هيئة أركان مشتركة تنضوي تحتها ثلاث هيئات لكل من القوات البرية والجوية والبحرية.. وأهم الأحداث التي وقعت إبان تولي الرجل للوزارة هجوم العدل والمساواة على أم درمان في مايو 2008م، واحتلال أبو كرشولا من قبل الجبهة الثورية قبل أن تتمكن القوات المسلحة من استعادتها.. وغيرها من الأحداث. السكرتير الصحفي الأسبق لرئيس الجمهورية محجوب فضل بدري قال عن عبد الرحيم.. في عهده شهدت وزارة الدفاع طفرة لم تحدث في عهود الذين سبقوه.. فقد عمل على تنظيم الجيش.. وقال إن أفكاره بسيطة وجريئة ومفيدة للمؤسسة العسكرية بالإضافة إلى تأهيل البنية التحتية لها من مبانٍ وآليات وزي. اشتهر الرجل بحسن علاقاته الاجتماعية.. وقال عنه بدري تجده في الملمات سواء كانت أفراحاً أم أتراحاً يحب البساطة بعيداً عن التكلف، فهو بسيط في حياته ويتعامل بدون بروتكولات ويقود سيارته بنفسه، ويكرم ضيوفه ويقدم لهم أكلته المفضلة «القراصة» كما أنه يحب الأطفال ويقدم لهم الحلوى ويساعد الفقراء والمساكين.. بجانب أنه صاحب شخصية قوية. يمارس الرياضة.. ولا يميل للمكيفات فهو لا يشرب القهوة والشاي.. ويكثر من الصيام فغالباً ما يصوم يومين في الأسبوع رغم ما يعانيه من السكر.. تزوج بامرأتين من أقربائه ولديه 5 بنات و3 أولاد.. أطلق على أحدهم اسم «عمر البشير».. فالرجل اشتهر بعلاقته بأسرة الرئيس خاصة الحاجة هدية والدة البشير.. وعن علاقتهما ببعض يقول محجوب إن البشير قريب من عبد الرحيم فهو جاره وشريكه في الأسرة التنظيمية.. وزاد بما أنه وزير دفاع فهذا الأمر يجعل التواصل بينهما مستمراً إلا أنه لا يؤثر في القرارات العامة.. وقال حينما يرافقه في المشاوير الاجتماعية كان يحرص على أن لا يتحدثا عن العمل.. وقلبه أبيض. الآن الرجل خلع البزة العسكرية ودلف للعمل المدني والياً للخرطوم وهي ليست ببعيدة عن وزارة الدفاع في المسؤوليات.. إذ أنها تعتبر جمهورية مصغرة .