٭ أوباما حجر على رقعة الشطرنج التي تديرها الأيدي الخفية. تحدثنا في الحلقة الماضية عن الغرض الذي من أجله كانت زيارة أوباما لدولة أثيوبيا الفدرالية، حيث كانت معالم وأسباب وأجندة الزيارة مخططاً وضعته الأيدي الخفية التي انتابها الخوف من تلاحم ثلاث دول تحتضن ممرات مائية هائلة.. وهي أثيوبيا ومصر والسودان، والخوف الأكبر والأخطر إذا انضمت دول أخرى لهذا التلاحم مكونين كتلة اقتصادية سياسية جغرافية متماسكة ضاربة، حيث أجمع خبراء الجيولوجيا والاقتصاد والأغذية بأن الحروب القادمة هي حرب المياه، أضف إلى ذلك التغلغل الصيني الذي سيطر سيطرة كاملة على التنمية بدولة أثيوبيا وبعض الدول الإفريقية، عليه وجب على هذه الدول الثلاث أن تعي دروس الماضي وأن تتعامل مع هذا المارد مندوب الأيدي الخفية بالحنكة والجدية.. والسبب في ذلك أن اقتصاد دول الغرب أضحى في تآكل.. ولا سبيل لتحريك عجلة اقتصادهم إلا بالهجمة على الدول المستضعفة، حيث حركت صوابعها أحجار رقعة الشطرنج .. وذلك من أجل مصالحها الخاصة لا مصالح الشعوب الآخرى!! ٭ الأيدي الخفية !!: الأيدي الخفية ذلك السر الخفي الذي يمنع الجنس البشري من العيش بسلام وينعم بالخيرات الرغيدة التي منحها له الخالق ما هي إلا مؤامرة شيطانية لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا .. وفصول المؤامرة هي تلك الفتن والدسائس والمجاعات والحروب الدامية التي تعصف بحياتنا اليومية على ذلك الجزء من الكون الذي ندعوه (الفردوس) حيث لم يدرك سكان الأرض هذه المؤامرة إلا بعد فوات الأوان.. حيث سعت تلكم الجماعات للوصول إلى حكومة عالمية والسيطرة على الشعوب ومواردها، وفي نهاية المطاف كان لهم ما في المراد.. ولتحقيق مخططهم الخبيث قسموا الشعوب إلى معسكرات متناحرة سواء أكانت اقتصادية أو جغرافية أو سياسية أو عنصرية أو دينية وفي بعض الأحيان رياضية، وخير مثال لذلك تلك المعركة التي إندلعت بين الهندوراس والسلفادور أبان التصفيات التمهيدية لكأس العالم، حيث سقط قرابة الأربعة وسبعون ألف مواطن.. ولم تدم تلك المعركة سوى ثلاثة أيام.. والأمثلة كثيرة لنيران الحروب التي أشعلوها .. وما أن تخمد نار حرب أشعلوا الأخرى، ولتنفيذ أجندتهم القذرة مالوا للرشاوي والدعارة والإتجار بالمعادن الثمينة والمجوهرات والسلاح والمخدرات وقوت الضعفاء من الشعوب.. وذلك من أجل إذلالها مكونين كتلة اقتصادية خرافية .. حيث أسسوا البنوك الربوية في كل أنحاء المعمورة للحفاظ على أموالهم أسسوا ما يعرف بالبنك الدولي بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك لجعل الشعوب تحت إمرتهم وذلك باستحداث مؤسسية أطلقوا عليها (عصبة الأممالمتحدة) حيث أردفوها بمحكمة العدل الدولية والغرض منها تكميم أفواه الشعوب الحرة، وذلك من أجل تمرير أجندتهم وأفعالهم الخبيثة القذرة حينما تركوا لأنفسهم القاضي والمحامي والسجان والجلاد وسواهم اللص والجاني والمجرم ولو كان بريئاً .. كل هذا تم عندما سيطروا على المتفوقين في مجال علوم السياسة والإقتصاد والأديان السماوية على مختلف المستويات لدى جميع الحكومات ذات النفوذ بالمحافل الدولية حيث منحوهم استخراج البطاقة الحمراء حق النقض (الفيتو) وعند وقوع أحد الرؤساء أو المسئولين في حبال شباكهم أحاطوه بالعُقد من كل جانب حتى يضطرونه للعمل من أجل تنفيذ أجندتهم وأفعالهم.. وذلك عن طريق الابتزاز السياسي أو التهديد بالخراب المالي.. أو التفتيت الأسري أو جعلوه ضحية لفضيحة أخلاقية كبرى أو فضحية سياسية أو الإيذاء الجسدي أو رموه خلف القضبان عشرات السنين أو حتى التصفية إن دعا الأمر.. ذلك وخير مثال لهذه الأفعال تصفية الرئيس الأمريكي (جون كيندي) عند ستينات القرن الماضي.. والأمثلة كثيرة حيث يوجهون جل اهتمامهم بالمتفوقين عقليا ً وإلحاقهم بأعرق الجامعات وترسيخ العقيدة التي هي جوهر مخططهم بأن هؤلاء الأشخاص ذوي المواهب والملكات العقلية هم الصفوة.. والمقصود هنا من وقعوا في حبال شباكهم ولهم الحق في السيطرة على من هم أقل كفاءة منهم حيث يتم توظيفهم لخدمة الأيدي الخفية كعملاء.. بعد إحلالهم في المراكز الحساسة خلف الستار لدى الحكومات ذات النفوذ بالمحافل الدولية بصفة حكام أو وزراء أو مستشارين أو مناصب رفيعة المستوى حيث يتخذ القرار.. وهم في حقيقة الأمر عملاء تديرهم الأيدي الخفية وكأنهم أحجار على رقعة الشطرنج في أي زمان ومكان.. وخير دليل على ذلك عند نهاية القرن الثامن عشر حيث أثارت الأيدي الخفية الفتن والثورات لأجل تفتيت وإضعاف الإمبراطورية الروسية والإسبانية والفرنسية.. ولما تم لها المراد خططت لاستعباد الشعوب .. حيث أثارت الحروب الاستعمارية التي خاضتها كل من بريطانيا وأسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتقال وهولندا وبلجيكا كل هذا من أجل إضعاف هذه الدول مادياً مما يجبرها على الاستدانة من خزائن الأيدي الخفية.. وفي نهاية المطاف زرعوا الفتنة بين النازية والدول الأخرى للدخول في حروب عالمية طاحنة أزهقت من خلالها ملايين الأرواح وملايين الجرحى والمشردين والآيتام والمعاقين والأرامل.. حيث من العسير على أي قائد عسكري مرموق أو سياسي محنك أن يأتي بتبرير لحادثة إسقاط السلاح النووي على مدينتي « هيروشيما وناغازاكي « بدولة اليابان وحينها كانت الجيوش اليابانية قد هُزمت واستسلمت في ساعات.. ولم تكن هنالك ضرورة للزج بهذا السلاح الفتاك المدمر.. والإجابة إنها أفعال الأيدي الخفية لتجربة هذا السلاح وتحذير الشعوب المستضعفة إن فكرت في الخروج من منظومة وأجندة الأيدي الخفية نأهيك إن فعلت فهذا مصيرها فما أشقى المصير.