عتب على الشاعر الرقيق الجميل إسحق الحلنقي، لأنني كما قال قسوت على إدارة فضائية الخرطوم قبل يومين وأنا أتناول شح مياه الشرب بالفضائية، وقال إن إدارة الفضائية تستحق الدعم والوقوف إلى جانبها حتى تواصل مسيرتها الناجحة، ولشاعرنا ملك الكلمة الجميلة ولغيره أقول إننا من أكثر الداعمين لفضائية الخرطوم، وتجمعنا صلة طيبة بمديرها العام الأخ الأستاذ عابد سيد أحمد الذي سبق له أن عرض علينا قبل سنوات أن نتولى زمام المسؤولية بالمكتب الصحفي للقناة، ولكنا اعتذرنا لأسباب خاصة، ومع ذلك فتح لنا أبواب التعاون على مصراعيها، حالنا كحال الكثير من الزملاء الذين يتعاونون مع فضائيات وإذاعات حكومية وخاصة، ولكن كل هذه الإعتبارات لم تثنينا أن نقول الحق أو تجعلنا نخلط الأوراق الخاصة بالعامة، فقد سبق لنا كثيراً أن وجهنا النقد للأخ عابد ولإدارته ونحن المحسوبين على مكتبه الصحفي، كما سبق وأن أشدنا به وبإدارته في أوقات كثيرة، دون أن نخلط الأوراق، لذلك لا أرى غير إن إدارة قناة الخرطوم أو غيرها من الإدارات في أية مؤسسة أياً كانت تسندها وتدافع عنها أعمالها، ومن هذا المنظور فإن فضائية الخرطوم تدافع عنها لنجاحاتها الكبيرة التي حققتها في الفترة الأخيرة، وتحديداً في فترة قيادة الأخ عابد لها، ويكفيها أنها في ظل امكانات شحيحة استطاعت أن تنافس فضائيات كبرى لها من الميزانيات الضخمة ما لها، ولن نكذب أو نتجمل إن قلنا إن ميزانية برنامج واحد في تلك الفضائيات تساوي ميزانية فضائية الخرطوم لكل البرامج.. ولا ينكر ذلك إلا مكابر أو صاحب غرض أو مرض، وهذا أيضاً لا ينفي أن هناك بعض القصور في عمل الإدارة، وهو القصور الذي يتطلب تضافر الجهود لتداركه حتي تواصل القناة مسيرة النجاح بذات البدايات الناجحة، وبدورنا لن نألوا جهداً في الكتابة مشيدين بكل ما يستحق الإشادة ، و(ناقدين) لكل ما يستحق النقد، لا يؤثر في قلمنا زيد أو عبيد، أو علاقات خاصة، أو تعاون مع القناة، فكلٌ (بدربه)، وسبق لنا أن اتحنا الفرصة كاملة للمخرج عصام الدين الصائغ ليرد على حديث نشرناه عن مدير القناة، واتصل بنا الصائغ بعدها مشيداً وشاكراً، وسنواصل في ذات درب الحيادية، لا يهمنا إن رضي عنا عابد سيد أحمد أو لم يرض، ولا يعنينا الراضون أو الغاضبون، وسيظل هذا ديدننا مع فضائية الخرطوم وغيرها من مؤسسات، وهنا لابد أن أشير الى أن علاقتنا بفضائية الخرطوم هي علاقة ممتدة منذ أن كان اسمها (تلفزيون الخرطوم) وتبث أرضياً، لذلك يسعدنا ما تحققه من نجاحات ويسيئنا غير ذلك، ويسعدنا أكثر أن نكون لها المرآة التي ترى من خلالها آداءها، ولن ندخر شيئاً في سبيل تحقيقها النجاح، مثلها مثل أي مؤسسة سودانية نتمنى أن نراها في (العلا). خلاصة القول : إن كانت من رسالة نرسلها فهي للآخرين، السيد والي ولاية الخرطوم والأخ السيد وزير الثقافة بالولاية، فضائية الخرطوم حققت من النجاح ما فشلت في تحقيقه فضائيات أخرى تفوقها عمراً ودعماً واسماً، فكل الرجاء بدعم هذه القناة حتى تواصل النجاح وتؤدي رسالتها على الوجه الذي نريد وتريدون.