مسلسل مأساوي بطله المواطن كرم النبي محمد عبد الله الذي تاه في ساحات المحاكم لكي يثبت حقه وطرق كافة أبواب العدالة إلا أنه لم يجد العدل والإنصاف وأخيراً طرق باب السلطة الرابعة عله يجد حقوقه الضائعة، ونحن بدورنا نثق في العدالة بأن كل صاحب مظلمة سيسترد حقه وأنه لن يضيع حق وراءه مطالب، أن تجد الظلم من مواطن عادي قد يكون الأمر مقبولاً، ولكن أن يخدعك محامي أو قانوني والذي موكول إليه أن يرد لكل صاحب مظلمة مظلمته، فهذا أمر يرفضه الشرع والقانون. المواطن كرم النبي يقيم بولاية الجزيرة- مدينة الحوش، يمتلك قطعة أرض زراعية تقع في قرية رغوة محلية جنوب الجزيرة، حيث ورثها هو وشقيقه عن والده، قام كرم النبي باستئجارها لشخص وعندما ذهب للمستأجر فاجأه بأن الأرض تم بيعها لشخص آخر، فذهب كرم النبي لهذا الشخص وأفاده بأن الأرض تم تسجيلها من محكمة الحوش بواسطة قاضي المحكمة. وطلب منه الذهاب للقاضي وبعدها علم بأن القطعة تم بيعها بتوكيل مزور بواسطة محامي معروف بمنطقة الحوش، فذهب كرم النبي إلى المحامي وتعهد إليه بحل المشكلة ودياً دون اللجوء للقضاء، إلا أن المحامي ظل يماطله، الأمر الذي اضطر كرم النبي لفتح بلاغ ضده بنيابة الحوش، إلا أنه تفاجأ بأن أوراق البلاغ لم تصل للنيابة بمدني وأنه وجد إقراراً مزوراً يفيد بأنه قام ياستلام مبلغ مقابل البيع، الأمر الذي دفع به بطلب صورة من التوكيل المزور، إلا أنه لم يستجب له، ويقول كرم النبي إنه تقدم بشكوى للجنة مراقبة توثيقات المحامين بولاية الجزيرة ضد المحامي، إلا أن اللجنة اكتفت بلفت نظر المحامي ثم تعديل العقوبة إلى إنذار أولي للمحامي. تقدم كرم الله بعد ذلك بشكوى ضد نيابة الحوش للمدعي العام وطلب إحضار إجراءات التحري الأولي بسبب مكوث المحضر أمام النيابة لمدة طويلة، إلا أن قرار المدعي العام وبعد الاطلاع على أوراق البلاغ أمر بإحالة إجراءات التحري من نيابة الحوش إلى نيابة مخالفات الأراضي بولاية الجزيرة بحجة الاختصاص النوعي، وقال إنه قام باستئناف قرار المدعي العام لوزير العدل، مناشداً الوزير بالنظر في مظلمته، مفيداً بأنه فقد مصدر رزقه، ولم يقف كرم النبي عند هذا الحد لأنه متيقن من أن الأرض ملكه، فظل يلاحق الجهات العدلية ذات الصلة باسترداد استحقاقاته وقام باستئناف قرار المدعي العام إلى النائب العام وزير العدل آنذاك محمد بشارة دوسة، وبعد مماطلة منحوه قراراً ممهوراً بتوقيع وزير الدولة بوزارة العدل وما زال كرم الله في انتظار العدالة.
