طبقاً للثقاة وأقوال شاهدي العيان عن تفاصيل شرارة ثورة اكتوبر التي سقط على أثرها العديد من الشهداء والجرحى، والتي أتت نتاجاً لمحصلة ندوة سياسية أقيمت بجامعة الخرطوم للنقاش عن مشكلة التمرد بالجنوب، وقبل أن يبتدر المتحدثون بالندوة أحاديثهم اقتحمت قوات البوليس مكان انعقاد الندوة في محاولة فضها بالقوة.. الأمر الذي جعلها في مواجهة مباشرة مع الطلاب، فحدثت الاشتباكات بين الجانبين وسقط على أثرها شهداء وجرحى، وكان القرشي أول شهيد يسقط كشرارة لاندلاع ثورة اكتوبر التي أطاحت بحكومة الفريق ابراهيم عبود.. وولد أحمد قرشي طه محمد صالح في العام 1945في قرية القراصة بالنيل الأبيض في عائلة تضم عبد العال، ومامون، وعمر، وخمس أخوات.. نشاطه السياسي اختلفت الروايات حول نشاط القرشي السياسي، فهناك من ينسبه للحزب الشيوعي وآخرون يؤكدون ميوله الإسلامي بالجامعة، فيما يرى فريق آخر أنه كان ينتمي للجبهة الديمقراطية وهناك من يعتقد أنه لا ينتمي لاي اتجاه سياسي.. وحسب وصف الدكتور كليف تومسون الأستاذ بجامعة ويسكونسون الأمريكية وأحد شهود العيان الأجانب القليلين على أحدات أكتوبر 1964م، فقد كان القرشي شاباً هادئاً يحب الكرة ولعب أوراق الكوتشينة.. وعُرف عنه أنه كان يسارياً منذ أيام دراسته الثانوية . كما كان يؤدي أيضاً واجباته الدينية من صلاة وصوم، كما وصفه شقيقه عبدالمتعال بالهدوء رغم أنه قاد أول اعتصام طلابي بمدرسة الفاشر الثانوية احتجاجاً على نقص الكتب والمعلمين، حيث تم فصله من المدرسة لبعض الوقت وأعيد لاكمال دراسته بعد أن تعهد كتابة لمدير المدرسة بعدم تكرار ما قام به.. ٭ قصة استشهاده أقام طلاب جامعة الخرطوم مساء 21 اكتوبر ندوة بمجمع داخليات البركس حول مشكلة جنوب السودان التي كانت قد تفاقمت في ذلك الوقت بسبب سياسة حكومة عبود. توافد الطلاب من داخلياتهم المختلفة إلى مكان انعقاد الندوة في الساحة الواقعة بين داخليتي كسلا والقاش. وكانت الحكومة رفضت عقد الندوة، وقامت قوة من الشرطة بمحاصرة الحرم الجامعي ثم أمر أحد الضباط بفض الندوة، لكن الطلاب أصروا على الاستمرار. وبدأت الشرطة في استخدام العنف لفضها وحدث صدام عنيف بين الشرطة والطلاب الذين بدأوا في التراجع نحو مباني داخلياتهم، وانهالوا على الشرطة بالحجارة وقِطع الأثاث الصغيرة، وكان القرشي ضمن مجموعة الطلاب التي كانت متواجدة بداخلية «السوباط».. القريبة من البوابة الرئيسية لمجمع الداخليات المعروف لدى الطلاب باسم البركس تقريباً. واختلفت الروايات حول استشهاد القرشي وبحسب رواية توموسون أن القرشي- وكان ضمن الطلاب الذين اختبأوا بالممر الذي يربط بين داخلية السوباط بالحمامات التابعة لها- وذكر أنه حمل حجراً وقفز في الجانب الآخر وقذف به الشرطة، وبعدها سمع صوت دوي طلق نارٍ سقط على أثره القرشي على الأرض، وقد اخترقت الرصاصة رأسه وخرجت من مؤخرة جمجمته وحمله زملاؤه الى المستشفى ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك. ٭ من صلى عليه هنا أيضاً اختلفت الروايات حول من الذي صلى على جثمان الشهيد القرشي؟ هل هو د. حسن الترابي أم الإمام الصادق المهدي، وإلا أن أرجح الروايات تؤكد أن المهدي هو من صلى عليه بعد أن حمل الجثمان الى قرية القراصة.