ألا نحتاج الى وقفة صادقة لتقويم مرافقنا الصحية واداء الكادر الطبى والكوادر المساعدة له إذ الإنفاق على هذه المرافق يشكل هاجساً وهماً ويرهق موازنة الدولة رغم أن كوادرنا الطبية تميزت واشتهرت ولكن خارج السودان اكثر من داخله. الحاجة الى الوقفة اقتضتها الكثير من الإخفاقات التى ظلت تلازم مستشفيات القطاع العام الحكومية وحتى الكثير من المستشفيات الخاصة والتى توضحها الصورة الذهنية المرسومة عنها فأى مريض يجد سبيلاً لتفادى العلاج فى الداخل لفعل وحتى الذين يجدون علاجهم فى الداخل يسعو ن للخارج للاطمئنان وللإستيثاق. العلاج فى الخارج حتى ولو توفر لكل مواطن سودانى ليس هو الحل والدول التى يذهب اليها السودانيون طلباً للعلاج سبقنا بعضها فى اعداد المرافق وتأهيل وتدريب الكوادر وسبقناها فى اجراء الجراحات الدقيقة والمعقدة ولكن صورتها بدت أفضل منا بمعالجات واهتمامات يسيرة منها لمرافقها الطبية . والعلاج فى الخارج لايجدى مع الحالات الحرجة النزيف والاغماءات والجلطات ...الخ) فمهما كان كائن من كان إذا تعرض لحالة حرجة فلابد أن ينقل الى مرفق طبى فى الداخل الى حين حتى ولو امتلك الطائرات الخاصة وتأشيرات الدخول المفتوحة . وطب الحالات الحرجة او مايطلق عليه طب الطوارئ هو الذى يعمل إما على تحسين الصورة أو تشويهها للمرافق الطبية. يلاحظ ان تعامل مرافقنا الطبية او فلنقل معظمها مع الحالات الحرجة لايصل الى مستوى الحالة ودقتها ومايتصل بها من العامل النفسى لأهل المريض وان التجهيزات الخاصة لمقابلة الحالات الحرجة لاتختلف كثيراً عن الروتين اليومى لعمل المرفق الحالة الحرجة تحتاج الى كادر طبى مدرب من الممرضين والسسترات والفنيين والتقنيين للتعامل معها بدءاً من وضعه فى الاسعاف أو السيارة وحتى وصوله الى المستشفى وكيفية إنزاله ونقله حتى الغرفة المخصصة لفحصه ومن ثم نقله الى المرحلة التى يقررها الاختصاصى. يلاحظ أن غرف العناية المكثفة التى تنقل إليها الحالات الحرجة فى كثير من مستشفياتنا العامة والخاصة ذات تجهيزات طبية متواضعة ولاتخلو من فوضى الدخول والخروج والتلوث نتيجة لذلك رغم أن هذه المستشفيات تتقاضى رسماً عالياً ممن ينقلون إليها يزيد عن رسم غرف فنادق الخمس نجوم وعلى ذكر غرف العناية المكثفة كذلك الاسعافات التى تنقل الحالات الحرجة والتى تجهز فى الأنظمة الطبية المتطورة مثل غرف العناية المكثفة وتزيد ولكن الإسعاف عندنا لا يختلف عن سيارات النقل من هايس وقريس الا بالنقالة التى تتوسطه وصافرته التى ماعادت تأمر سائقاً لفسح الطريق. وعند التعامل مع الحالات الحرجة فى كثير من مستشفياتنا لاتكتمل الفحوصات فى مكان واحد بل وقد تضطر الى ان يعبر المريض جسراً أو جسرين لإجراء فحص ما أو أخذ صورة مقطعية أو تحليل عينة لاتتوفر مطلوباتها وقد يؤدى الاضطرار الى نقل المريض الى هذه المسافات الى تدهور حالته التى تقتضى استقراره وعدم تحريكه فضلاً عن البطء فى تشخيص الحالة انتظاراً للنتائج التى تأتى للمستشفى المعالج من مستشفى آخر المستشفيات الخاصة التى يذهب إليها المرضى ويتوقعون فيها علاجاً لمرضهم بدلاً عن المستشفيات الحكومية يجب أن تخضع لرقابة دائمة من وزارة الصحة ومجالسها المهنية وتفتيش دورى وتصنيف واضح للمستشفى الذى عليه ان يوفر للمريض كل مطلوبات العلاج اوذ ا ك الذى يوفر علاجاً جزئياً ويتم هذا التصنيف وفقاً لدرجات مثل درجات الفنادق حتى تسهل عمليات المحاسبة أما المستشفيات الحكومية فعامة الناس لاتزال ترتادها ولم تيأس منها ويكتب الله لمعظمهم العلاج الناجع فيها .