٭ لا أعتقد أن هناك وصفاً للأزمة التي اندلعت في الساحة الرياضية هذه الأيام زصدق من المثل الشعبي المعروف «التسوي بي إيدك يغلب أجاويدك». ٭ و«السوتو» الدولة بيدها بدءاً.. أنها درجت على التعامل مع وزارة الشباب والرياضة في المركز والولايات على حد سواء.. وتصنيفها كوزارة هامشية منزوعة الأهمية.. لذا فهي تجود بها بكل كرم وأريحية للأحزاب المشاركة في إطار الترضيات والمحاصصات. ٭ والمؤسف أن الأحزاب نفسها تعافها وتتبرأ منها وعينها على الوزارات «المدغلبة» الأخرى.. وعندما تجد أن لا خياراً آخر أمامها.. تقبلها مكرهة وتبتلعها على مضض.. ثم ترى للمنصب «بالبايظ» من أوراق كوادرها.. وهكذا عندما تشتعل أي أزمة رياضة.. فإن الوزير المعني يكون دائماً خارج الشبكة.. لأنه أصلاً غريب على الوسط الرياضي ولا ناقة له ولا جمل بشعابه وإشكلاته. ٭ تلك واحدة.. أما «السواهو» الاتحاد العام بيده وعجز حالياً عن معالجته.. فهو ضعفه البائن وخضوعه التام لناديي القمة.. وبلغ به الهوان أن يحني ظهره دائماً في مواجهة الأزمات.. ليركب عليه الهلال والمريخ و«يلولحان» أرجلهما. ٭ وطالما كان هذا هو نهج الاتحاد.. فلا أظنه بات قادراً على امتلاك الشجاعة اللازمة لفطم العملاقين.. بعد أن أدمنا رضاعة حليب الترضيات والمجاملات وتجاوز القوانين من ثديه. ٭ وعطفاً على تلك الفوضى التي أناخت بكلكلها في مضارب الاتحاد العام.. فلا غرابة أن ينسحب الهلال من الممتاز.. ولا عجب إذا انسحب المريخ كما هو لو أن رياح الشكاوى أتت بغير ما تشتهيه سفنه. ٭ مع أن الناديين يفترض أن يكونا آخر من يتمشدق بشعاري حاكمية القوانين واندياح العدالة.. علماً بأن العدالة نفسها كم وكم وأدها الاتحاد العام ولجانه المختلفة وحكامه وداسوها بأحذيتهم.. حتى لا يجرحوا خاطر العملاقين أو أن يغضبوا أعلامهم وجمهورهم العريض. ٭ أما أطرف تداعيات الأزمة.. فهو ما توصل إليه السيد وزير الشباب والرياضة بتكوين لجنة جودية لحل الإشكالية بعيداً عن المواد القانونية.. وقريباً من سبكة الكمونية.. فهل يفلح طهاة الجودية في سبك وجبة شهية ترضي أذواق الجميع؟.. لا أظن ذلك. الرومان.. هل من عودة؟ ٭ أفلح فريق الاتحاد في التربع على عرش بطولة دوري الدرجة الأولى بمدني بجدارة.. وأعاد البسمة لشفاه جماهيره بعد غيبة.. وذلك بعد فوزه الباهر على جزيرة الفيل بهدفين دون مقابل.. في المباراة المثيرة التي شهدها جمهور غفير بميدان بانت.. وأدارها بمنتهى الروعة والتميز الحكم الدولي الشاب محمود شانتير الذي أعاد للأذهان ذكرى الإمبراطور الراحل عابدين عبد الرحمن اختصاصي لقاءات القمة. ٭ وبما أن الرومان قد نجح بفوزه هذا في كسب بطاقة المشاركة في التأهيلي الموسم القادم ممثلاً للمدينة العريقة كخطوة أولى في طريق عودته لمربع الكبار بالممتاز.. فإننا نأمل أن تتجاوز الأسرة الاتحادية خلافاتها الممجوجة التي عصفت بكل مكاسب النادي.. وتسببت بصورة مباشرة في نكسته التي أطاحت به من الممتاز. ٭ ولعل الواجب يفرض على مجلس الإدارة أن يبدأ بنفسه ويصلح عوجة رقبته أولاً ثم يشرع في لم شمل الأسرة الاتحادية دون تجاوز لأحد.. حتى لو كان من غلاة المعارضين.. وعلى قول الشاعر: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً.. واذا افترقن تكسرت أحادا. آخر السطور ٭ أخشى ما أخشى أن يخرج سيد الأتيام من موعد التسجيلات القادم بدون حمُّص إذا أعتمد فقط على الوعود الهلالية التي التزم بها وفده أثناء جولة مفاوضات صفقة والي الدين.. بإعادة بعض لاعبيه للأهلي.. أقول ذلك لأن كلام الليل دائماً ما يمحوه النهار.