شخصية يلتف حولها الغموض من كل جانب، وربما وضع الرجل لنفسه قيوداً وحواجز تجاه الإعلام بكل أوجهه المختلفة، مما جعل الوصول إلى معلومة حوله أمراً صعباً، الكل يعرفه كمراجع عام يكشف أوجه القصور داخل أجهزة الدولة، ظهور الرجل الذي ضرب سياج على شخصيته لطبيعة مهامه العملية، ظهوره يتكرر مرة واحدة خلال كل عام أمام البرلمان وهو يحمل ملفات كثيرة وشائكة يفصح من خلالها عن حجم التجاوزات داخل المؤسسات الحكومية، وفضح أوكار الفساد داخل الوحدات الحكومية، يتحلى الرجل بكاريزما. ٭ سيرة ذاتية تقول سيرته الذاتية إنه من أبناء الولاية الشمالية، إلتحق الطاهر عبد القيوم الطالب وقتها بجامعة الفرع التي هي الآن جامعه النيلين بالخرطوم، وقتها كان القبول نادراً لأبناء الولايات للعاصمة، ونال مقعداً مشرفاً داخل الجامعة وتخرج الرجل وهو يحمل درجة امتياز من ذات الجامعة، الأمر الذي جعله مميزاً بين رفقائه، عمل كموظف في مكتب المراجع العام، وعُرف من أصدقاء المهنة بالنزاهة في العمل، يراوده حلم الوصول إلى الأمام إلى أن تم اختياره ضمن كوكبة من المتفوقين للالتحاق بالتعليم إلى الخارج، حاصل على زمالة المحاسبين البريطانيين، ، وعمل في الهيئة العربية في وظيفة مدير مالي، ومن ثم مراجع داخلي، وتقلب في عدد من المواقع ذات الصلة بالداخل والخارج سبق وعمل في مجال التدريس في معهد الزمالة السودانية. وتم انتدابه بالفعل وحاز على زمالة المحاسبين القانونيين من المملكة المتحدة، وعاد إلى البلاد ليشغل منصب مراجع عام منذ سنوات. ٭ شخصية غامضة يبدو أن تعامل الرجل لطبيعة عمله ذات الحساسية العالية انتقلت عدواها إلى تعامله على نطاق أسرته، يحب الوحدة والخلوة، ولا يطيل في الحديث حتى مع المقربين منه، المعلومات المتوفرة عن المراجع العام تقول إنه ليس له لون رياضي، وغير متابع للرياضة بكل أطيافها، حتى أبنائه مثله، لكنه فى ذات الوقت يمارس تمارين رياضية خاصة، الرجل اتصف بثقافه غذائية عالية، اشتهر بها وسط زملائه، وأنه سباق في أعمال الخير بكل جوانبه، طبيعة عمله لا تدع له فرصة للتواجد في كثير من المناسبات، وحتى في الجلوس مع أسرته، تقول المعلومات أن عبدالقيوم له أربعة من الأبناء واثنين من البنات، ابنه الأول يسير على خطوات والده، وقد التحق بكلية المحاسبة جامعه الخرطوم. ٭ جوانب خفية اتصف الرجل بإقامة حلقات التلاوة، وختم القرآن في ليلة يحييها معه جموع من حفظة القرآن بداره بحي الجريف شرق، ، بجانب أنه يحرص على صيام يومي الإثنين والخميس على مدار السنة، واشتهر بذلك وسط أهالي الحي. ويعلق أستاذ العلوم السياسية د. صلاح الدومة في تحليله لشخصية المراجع العام، بأن المراجع مثل القاضي يقع بين حقوق الشعب السوداني وبين السلطة التقديرية، ويمضي للقول بأن كل ما كبر هذا المنصب تزداد الحساسية.