ظل الأب الروحي وأستاذنا الجميل إسحق الحلنقي يراجعني في كثير مما أكتب، وبالأمس «خت الملامة علي» وقال إنني قسوت على الإخوة في قناة النيل الأزرق في مقالي قبل يومين، وأشار إلى ما يربطني بعلاقة حميمة بمديرها العام الأستاذ حسن فضل المولى وبعض الإخوة والأخوات بالقناة الذين ارتضوا أن يجلسوا على مقاعد المتفرجين على حلقات المسلسل التراجيدي «تجفيف النيل الأزرق». كما بلغني من أخ عزيز أن البعض داخل القناة غاضب على ما كتبت واعتبره تجنياً عليهم وعلى القناة، وبالرغم من أنني أخذت على نفسي عهداً ألا أشغل مساحة هذه الزاوية بالردود إلا عند الضرورة القصوى، فاسمحوا لي اليوم أن أتجاوز هذا العهد وأقول إنه بالفعل تربطني علاقات طيبة ومتميزة بجنرال الإعلام السوداني حسن فضل المولى وآخرين بالقناة، وهي علاقة «بي عمر ناس زي ما بقولوا»، لكن محبتي واحترامي لهم جميعاً لا علاقة له بما أكتب بتاتاً، لأني أعلم أنه ما التقت المشاعر بالواجب والعلاقات الخاصة، إلا وكانت هناك الكثير من المجاملات وبالتأكيد هناك من القضايا ما لا يحتمل المجاملات، ولا يقبل القسمة إلا على رقم واحد هو كلمة الحق، والحق عندي هو أن أنحاز بلا تردد للقناة وللعاملين فيها الذين أعطوها أنضر سنوات عمرهم وعصارة فكرهم وجملّوها بإبداعاتهم ولم يبخلوا عليها بشيء فتم الاستغناء عنهم سواء أن كان استغناء مباشراً أو بفرض الاستقالات عليهم، وأنا سعيد بهذا الانحياز للبسطاء حتى وإن كانت علاقتي بالأخ حسن أو غيره هي الثمن، شعاري هو قصة الأعرابي قاتل زيد شقيق سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب الذي جاء إلى عمر بعدما أسلم، فقال له عمر، وكان خليفة المسلمين حينها: والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح، فأجابه الرجل: يا أمير المؤمنين، أويمنعك هذا من إعطائي حقي؟.. فقال عمر: لا، فقال الأعرابي: والله لا أبالي، فإنما تأسى على الحب النساء. خلاصة القول كما يقولون إني لست سوى كاتب يعرض بضاعة يراها الحق، وما قلته عن «تجفيف النيل الأزرق» من كوادرها الذين أصبحوا فيها غرباء في «رمشة عين» في هذا الزمن العصي هو «تشريد»، وإن كنت كتبت ما كتبت فلا داعي لأن يستاء الأخ حسن أو غيره ويتضايقون، فغيري كتبوا عكسه، ومن حق الجميع أن يكتبوا ما يحلو لهم مما يظنون أنه الحق، وللناس «أعين يبصرون بها وآذان يسمعون بها وقلوب يعقلون بها» والمحك يبقى أن تدافع القناة عن نفسها بدلاً من صمت الجنرال واستعصام الطاهر حسن التوم بالبعد، وإلى أن تتاح الفرصة للقاء الرجلين سنواصل الحديث «حتى تكتمل الصورة». خلاصة الشوف: إذا كان البعض أطلق على قناة السودان الفضائية اسم «القناة الطاهرة»، فإننا نسمي قناة النيل الأزرق «قناة الطاهر» وذلك حتى إشعار آخر.