٭ لم آخذ الخبر الذي جاء على «الموقف» الإخباري بقناة النيل الأزرق أن وزير الخارجية علي كرتي قد قام بزيارة للفضائية مقدماً شكره على ما تقوم به النيل الأزرق من دور دبلوماسي رفيع يربط ما بين أبناء الجاليات المتفرقين في «فجاج الأرض» على حد تعبير الأخ الصديق عاصم البلال وما بين وطنهم الأم.. لم آخذ الخبر على محمل أنه مجرد زيارة ودية عابرة طابعها ودي ومجاملات من مسؤول تجاه مؤسسة من المؤسسات.. لكن المعنى والمغزى عندي كبير والنيل الأزرق ظلت على الدوام الحبل السري الذي يربط رحم الوطن بأبنائه في بلاد المغترب.. ولعلها القناة الوحيدة التي ظلت شاشتها مسرحاً لحراك المغتربين في الخارج احتفالات رسمية أو خاصة بنشاطهم الذي يعكسون من خلاله وجه السودان المشرق.. ودعوني أقول إن هذا الحراك الفاعل ما كان يتأتى له أن يكون لو لا أن على رأس هرم النيل الأزرق الجنرال حسن فضل المولى الذي ظل داعماً ودافعاً بل ومحرضاً على تواجد كاميرات النيل الأزرق في دول الخليج والمغرب العربي وحتى أروبا وهو تواجد لو أن أيّاً غيره حسبها بحسابات الداخل كم والمارق كم من المنصرفات.. فلربما فكر ألف مرة قبل أن يبعث بطواقمه لتجوب أنحاء العالم.. وأحسب أن السيد وزير الخارجية قد لمس هذا الأثر الإيجابي الذي تقوم به النيل الأزرق وفق ما تلمسه من المغتربين أنفسهم الذين لن ينقطعوا بأفراحهم وآمالهم عن أهلهم وأحبائهم في السودان.. والنيل الأزرق تمثل هذا الجسر المرصوص بالأزاهير والفنون الرفيعة!! اعتقد- وأنا مؤمنة بهذا الاعتقاد-أن النيل الأزرق تؤدي دوراً وطنياً جباراً بقامة سفارة ويستحق كل طاقهما أن ينالوا لقب «سفراء» لبلادهم وهم يعون تماماً الدور الذي يفترض أن يلعبه الإعلام بمثل هذه الشفافية واللمسات الفنانة التي تجعل كل بعيد عن البلد يشعر أنه في وسط أم درمان وتجعل كل من له قريب أو حبيب غائب كأنه يقاسمه شاي المغيرب في نفس الحوش.. فالتحية لوزير الخارجية الذي قدر ما تقوم به وخصها في عز مشاغله وشواغله بزيارة أحسب أنها رفعت رأس منسوبيها ووضعتهم في تحدٍ كبير بأن يظلوا دائماً كما العهد بهم القاً وتميزاً ونضارة!! كلمة عزيزة: ٭ ضربت الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الرعاية الاجتماعية مثلاً رائعاً في الوفاء وهي تركل مقعد الوزارة بكل هيلمانته لتجلس في مقعد بجوار والدتها المريضة ورغم أني كثيراً ما انتقدت أميرة الوزيرة في سياسات تتعلق بوزارتها إلا أنني اليوم أصفق لها بكلتا يدي وهي تمنحنا معنى للوفاء والاحترام والبر.. بارك الله فيك يا أميرة وقد «استحقيتي الاسم خلقه واخلاق». .. كلمة أعز : ٭ جاء في الأخبار أن مولانا محمد عثمان الميرغني قد أيد مرشح المؤتمر الوطني في انتخابات والي القضارف وأظن أن مولانا الميرغني قد ضرب مثلاً رائعاً في تقديم مصلحة الولاية على مصلحة الحزب ووالله لو أن المعارضة رأت الأمور بذات النظرة التي نظر بها الزعيم الكبير لاختصرنا آلاف الساعات من الخصام والمؤامرات!!