بالطبع ليس بالضرورة أن أشيد بقناة أنغام الفضائية أو «أطبَل» وأحرق البخور للقائمين على أمرها، لأن كثيرين منهم أصدقائي، أو لمجرد أنها استضافتني بالأمس لأتحدث عن دخولها في مرحلة «البث المباشر»، فقناة «أنغام» هي القناة السودانية الوحيدة المهتمة بالشأن الغنائي والموسيقي وبالتالي تقع على عاتقها مسؤوليات جسام ينبغي أن تكون معلومة للسادة إدارة القناة، فالغناء والموسيقى هما عنوان للأمم ومقياس لتحضرها، والفضائيات المتخصصة في هذا اللون من العمل التلفزيوني يجب أن تدرك هذه المعلومة التي نحس أنها غائبة على إدارة القناة وهي تعتمد على إنتاجها الغنائي على بعض الأصوات الصغيرة والفطيرة وأحياناً على بعض السهرات القديمة التي بثت قبل سنوات طويلة بشاشة التلفزيون القومي، هذا بالإضافة إلى اعتمادها على وجوه تلفزيونية غالبيتها بلا تجربة تذكر، وهي من وجهة نظرنا تحتاج إلى الكثير من التدريب والاطلاع و«المذاكرة»، كما تحتاج القناة إلى سهرات توثق توثيقاً «حقيقياً» للكثير من النجوم التي تلألأت في سمانا بما قدمته من إبداع ما زال راسخاً في الوجدان وما زلنا نستمد منه غذاء الوجدان وترويض الأبدان، ونرجو أن لا يخرج علينا أحد فلاسفة القناة ليقول لنا إن ذلك يحتاج إلى أموال طائلة، لأن الإدارة الناجحة هي التي تنتج برامج ناجحة وجاذبة للإعلان كما هي جاذبة إلى عيون وعقل المشاهد، ويقيني أن «أنغام» قادرة على ذلك بحسب متابعتنا لها وبحسب ما تحظى به من درجة مشاهدة عالية يمكن أن تكون مفتاحاً للدخول به عبر بوابة الإنتاج البرامجي الضخم الذي بوسعه أن يفتح الأبواب الأخرى للمعلنين، فنرجو من الإخوة في الفضائية المحبوبة لكثيرين أن يضعوا هذا الأمر نصب أعينهم خاصة وأنها تمتلك الكادر الفني المؤهل والمبدع مثل المخرج الفنان متوكل كمال وأخوانه، وعلى الإدارة أن تعلم أن ما تقوم به حالياً من إنتاج برامجي على طريقة «سلق البيض» لن يشفع لها بالاستمرارية وأن اعتمادها على مغنين ومغنيات لا يكلفونها إلا اليسير الآن، هم بالتأكيد سيكلفون القناة الكثير في مستقبل الأيام. نقول ذلك من محبتنا لقناة «أنغام» ومن احترامنا الشديد للقائمين عليها، والذين أقول لهم إنه كان بإمكاني أن أدبج مقالات الغزل والمديح فيهم وفي قناتهم، ولكني أكون قد ظلمتهم وظلمت نفسي وقرائي الكرام، فكلمة الحق عندي أهم من أي علاقات شخصية. خلاصة الشوف: كل الأمنيات لقناة السودان الموسيقية الأولى وهي تخطو لمرحلة البث المباشر، أن تقدم برامج تواكب هذه النقلة وعقبال النقل المباشر من خارج الأستديو. {}{