قبيل ساعات من لحظات الرعب التى عاشتها باريس إثر الانفجارات الثلاثة كان قادة نداء السودان الذين يمثلون الجبهة الثورية وحزب الأمة بجانب منظمات المجتمع المدني وتحالف قوى الإجماع الوطني قد أخذوا حاجياتهم من قاعة الاجتماعات بفندق وسط العاصمة المنكوبة إيذاناً بانتهاء مناقشاتهم بشان العمل المشترك لحل قضايا البلاد، حيث امتد التداول لثلاثة أيام بحضور السفير دونالد بووث المبعوث الأمريكي الخاص للسودان وجان كريستوف برنارد مسئول شرق أفريقيا في الخارجية الفرنسية المبعوث الخاص للإتحاد الأوروبي للسودان، الى جانب الدكتورة روزاليند مارسدن مسؤولة مركز الحوار الانساني الراعية لاجتماع قوى نداء السودان في العاصمة الفرنسية، أهم المخرجات وأبرزها كان الاتفاق على مجلس تنسيق رئاسي من قادة المكونات الرئيسية، ليخاطب قضايا تطوير العمل القيادي، بما في ذلك المواثيق والهياكل والتوسعة بمراعاة التمثيل الإقليمي والنوعي والعمري واعتماد ميثاق العمل المشترك الموقع في أديس أبابا في ديسمبر 2014م كميثاق لقوى نداء السودان ومواصلة حملات (أرحل)، وتدشين حملات ايقاف الحروب ومكافحة الغلاء وتدهور الخدمات، وصولاً للانتفاضة الشعبية، إلى جانب القبول بالقرار 539 الصادر عن مجلس السلم والأمن الإفريقى والذى نص على عقد لقاء تحضيرى بين الحكومة والمعارضة بمقر الإتحاد الإفريقى بأديس أبابا.. ٭ نظرة قوى الإجماع للقاء المتحدث الرسمي باسم تحالف قوى الإجماع الوطني بكري يوسف قال فى حديثه ل (آخرلحظة) أمس إن الاجتماع سادته روح طيبة ساعدت على أن يدار نقاش حول كل الأجندة المطروحة، والوصول بشأنها لمقررات واضحة تطور عمل نداء السودان، مضيفاً أن حسم المسائل التنظيمية الذي جاء بعد ملاحظات من كل الأطراف يجعل قوى النداء أكثر تنظيماً وترتيباً، وتابع إن من النجاحات الأخرى الاتفاق على الهيئة التنسيقية العليا وميثاق العمل المشترك، بالإضافة إلى خارطة طريق النشاط التى بينت أن التنظيمات وصلت إلى طريق معلوم للجميع. ٭ للبعث أكثر من ملاحظة من جانبه قال الناطق الرسمي باسم حزب البعث الأستاذ محمد ضياء الدين فى بيان أصدره أمس أسماه قراءة أولى لبيان نداء السودان، إن الملاحظة الأولي أن إجتماع باريس هذه المرة إستطاع أن يتجاوز رافضي هيكلة قيادة قوى نداء السودان، الذين عبروا عن ذلك الرفض أكثر من مرة، خاصة قوى الإجماع الوطني التي ما فتئت ترفض الهيكلة الرأسيه حتى آخر إجتماع لرؤساء قوى الإجماع، وتابع يبدو أن هناك من استطاع في جولة المفاوضات الأخيرة إقناع رافضي الهيكلة عبر الإستعاضة عن عبارة الهيكلة بعبارة التنيسق، عليه جاءت الموافقة على تكوين مجلس التنسيق الرئاسي الغريب، وأضاف: الأغرب أنه لم يتم الإشارة لاستصحاب ملاحظات بعض قوى الإجماع التي تقدمت بتحفظات جوهرية هامة وموضوعية على مواثيق نداء السودان، رغم أن رؤساء أحزاب قوى الإجماع قد تعهدوا بتضمين هذه الملاحظات في جولة مفاوضات باريس، وتم تجاهلها وللمرة الثالثة على التوالي، مردفاً: الغريب أيضا أن البيان الختامي إعتمد تضمين ما يسمى بوثيقة السياسات البديلة ضمن المواثيق التي ستناقش لاحقاً، في حين أن السياسات البديلة ماتزال مشروع حوار وبحث جاري، لم يرالنور بعد، ٭ محاولة هروب: وقال ضياءالدين يبدو أن هناك محاولة واضحة للهروب للأمام بتأجيل مناقشة الميثاق الجديد الذي حتما سوف تأتي عليه تداعيات المشاركة في الملتقى التحضيري المرتقب بأديس في الأيام القليلة القادمة، ذلك بعد أن يتم توحيد مسار حوار الخارج مع الداخل لاستكمال الترتيبات الإجرائية لانتقال الحوار للخرطوم، مسترسلاً: أهم مافي هذا البيان هو القبول (الصريح) غير المعلن بالمشاركة في الإجتماع التحضيري عبر إقرار الإجتماع بالقرار 539 الصادر من مجلس الأمن والسلم الأفريقي الداعي لانعقاد الملتقى التحضيري في أديس مع وفد النظام ٭ الحوار أبرز خيار واوضح الناطق باسم البعث من الواضح أن هناك قوى تطرح خيار الانتفاضة لمجرد تقوية موقفها التفاوضي مع النظام، دون أن تضع لذلك الخيار ممكناته المطلوبة في الشارع، وهي بذلك الفعل تعطل من إمكانية إندلاع الانتفاضة بل ومن امكانية نجاح حوارها مع النظام، وتخلق حالة إرباك عند المواطن العادي الذي يتطلع للتغيير الجذري لا الشكلي، مختتماً بقوله إن غياب أغلب وفد الإجماع عن إجتماع باريس يتطلب من الناحية الإجرائية أن يتم الإتفاق الكامل مع كل مكونات الإجماع بكاملها علي مضمون البيان الختامي قبل عرضه.. ٭ الوطنى يسخر القيادى بالمؤتمر الوطنى د. ربيع عبدالعاطى قال للصحيفة إن ما تسمى قوى نداء السودان لاتمثل أهل السودان ويمثلون أنفسهم وهم كالذي « يؤذن في مالطة «، ومن السهولة بمكان أن يقولوا أي شيء لكن الذى يقولونه لاينسجم مع مايجرى على أرض الواقع فى البلاد، كما أنهم ليس لهم قواعد ولايشكلون ضغطاً بتجمعهم هذا على الحكومة أو المؤتمر الوطني ، كما أنهم لايعبرون عن الراي الداخلي.. وإنما ينطلقون من أجندات خارجية ويستنصرون بالأجنبي، أنا أرى أن الداخل يمثله الذين يجلسون في الحوار الآن بالخرطوم..