تحكي طرفة سودانية خالصة أن سيدة مسنة جاءت الى (سيد الفحم) وطلبت منه ملوة فحم، وبعدها دخلت معه في نقاش طويل وهي تطلب منه أن يقوم بزيادة الفحم، وعندما يئست منه قالت له: هل تظن أن فحمك هذا.. فحم ياباني، فأجابها بسرعة: لا هو فحم (جاي من سنار.. لكن اللوري الجابو ياباني). تجارة الفحم طالتها الكثير من (الحكاوي)، والبعض يعتبرها مهنة بسطاء وآخرون يرون أنها مهنة أثرياء. (آخر لحظة) التقت بالتاجر الطيب آدم محمد بشير بائع فحم ب (زريبة الفحم) بالشعبية بحري، فابتدر حديثه قائلاً: أنا من أبناء الضعين، مارست هذه المهنة من قبل أكثر من (30) عاماً ببحري، وهي مهنة يظنها الكثير من الناس أنها سهلة ولا تحتاج إلى مجهود، ولكنها مهنة متعبة، قاطعناه بقولنا: لكنها تدر أموالاً طائلة، فأجاب ضاحكاً: كان ذلك في السابق ولكنها الآن مثلها ومثل أي تجارة تخضع للربح والخسارة، وإن كانت خسارتها ليست واردة في كثير من الأحيان. وعن أنواع الفحم.. قال الطيب: إن أجود أنواع الفحم هو فحم الطلح الأخضر، ونأتي به من الضعين والقضارف وسنار، وجواله يصل مبلغ (500) جنيه، وهناك أيضاً فحم أبوسروج، ويعتبر من أغلى أنواع الفحم، ويصل جواله إلى المليون جنيه (بالقديم)، ودائماً يستخدمه (الحدادون) في تسخين الحديد لتطويعه لأنه يبقي مشتعلاً لفترات طويلة.. وهناك فحم السنط وهو الذي يتطاير منه الشرر بصوته المعروف.. أيضاً هناك فحم المسكيت وسعر الجوال منه (200) جنيه وهو أقل أنواع الفحم سعراً ونأتي به من الشمالية، وقال: إن الإقبال على استخدام الفحم كبير وفي تزايد مستمر، خاصة مع أزمات انعدام الغاز. واختتم الطيب حديثه للصحيفة بقوله: إن الناس كانوا ينظرون لبائع الفحم في السابق بشيء من التصغير ولكنهم الآن يتعاملون معه على أنه تاجر كبير ومن وجهاء القوم، وبدت تنعدم صفة (الفحامي) التي كانوا يطلقونها علينا في السابق.