بعد انهيار المفاوضات بشأن دارفور والمنطقتين بأديس أبابا، وتأجيل انعقاد الملتقى التحضيري الذي يجمع الحركات مع الحكومة، بات الكثيرون لا يدرون مواقف الأطراف سيما في الجبهة الثورية التي حدث لها انشقاق غير معلن، وحفلت وسائل الإعلام باتهامات متبادلة من طرفيها تشير إلى حجم الشقاق.آخر لحظة وفي إطار اهتمامها بملف السلام في السودان، اتصلت بالأستاذ أبوبكر حامد نور- أمين التنظيم والإدارة بحركة العدل والمساواة السودانية التي يقودها جبريل إبراهيم، وأجرت معه حواراً استفسرته فيه عن الأوضاع داخل الجبهة ومصير الأسرى بطرف حركته ومدى رغبة الحركة في السلام، بجانب محاور أخرى أجاب عليها في المساحة التالية: ٭ نريد أن نتعرف على موقفكم من الحوار؟ - نحن لم نرفض معالجة القضايا ونريد الحل، وفي إطار خارطة الطريق، لذا نطالب ببعض الاستحقاقات لتهيئة المناخ للحوار، لأن المشكلة هي بناء الثقة، نحن طرحنا واضح لكي نبني الثقة، خلونا كخطوة أولى نوقف العدائيات بعد ذلك نفك الأسرى والمحكومين من الطرفين، ولو تم ذلك أكيد سيتقارب الناس كثيراً، الخطوة الثالثة إقرار وقف الحرب ونحن أعلناها ستة شهور، بعدها الناس يبحثوا كيفية الالتقاء وطريقة حل المشاكل. ٭ كيف تنظر للحوار الذي يجري الآن؟ - نحن نقر بأن القضايا التي طرحت في الحوار الوطني قضايا حقيقية، مثلاً كيف يحكم السودان، نحن يهمنا هذا الطرح وليست القضية من يحكم، عندما نتحدث عن تقاسم السلطة والثروة والخدمات التعليم والصحة، هذه هي القضايا التي خرج الناس من أجلها عندما حسوا بالمظلمة، أنا شخصياً أتابع في الإذاعة والتلفزيون والصحف ما يتم مناقشته هناك، نحن صحيح ما مشاركين لكن القضايا المطروحة والتي تناقش قضايا حقيقية، لو نحن ذاتنا قاعدين ما بنقدر نقول أكثر مما قالوه هم. ٭ إذن ما المطلوب؟ - المطلوب مشاركة دون إقصاء لمصلحة السودان، وعلى الحكومة أن تفي بالاستحقاقات التي تجعل الناس يأتوا للمشاركة في الحوار الوطني، إلى الآن لم تطلق سراح المعتقليين لبناء الثقة، وإذا قلت يا ناس العدل والمساواة وتحرير السودان تعالوا الخرطوم بدون أن تفعل شيئاً في هذه الملفات، الكلام ده ما منطقي، والمسألة ليست شخصنة، وأنا أبوبكر حامد اليوم لو الحكومة تحل مشكلة السودان، ومقابل هذا الأمر قالت لي تعال يا أبوبكر نسجنك، والله بكرة بركب الطائرة وبجي أخش كوبر، لأننا نريد معالجة للمشكلة الموجودة في السودان كله. ٭ هل يعني ذلك أنكم تطالبون بإجرات إضافية؟ - المسألة ليست إجراءات إضافية، لأننا نسأل ماذا فعل أصلاً، استحقاقات الحوار، منها وقف العدائيات، نحن طرحنا 6 شهور وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى، بعد ذلك اللقاء التحضيري في أديس لوضع أجندة الحوار، و90% من الحل بيد السلطة ولكنها تعمل بسياسة فرِّق تسد، ودي لا توقف الحرب ولا تحل المشكلة، نحن نريد الحل الشامل. ٭ إذا الحكومة وافقت على مطلوباتكم، هل أنتم ستدخلون فى الحوار بالداخل؟ - نعم ولِمَ لا، إذا الحكومة أوقفت العدائيات وفكت كل الأسرى والمعتقلين، ونحن في المقابل فعلنا ذلك، وبعدها اتفقنا على الأجندة سينتقل الناس للنقاش داخل السودان. ٭ هل هذا موقف الجبهة الثورية أم حركة العدل والمساواة؟ - هذا الموقف الجبهة الثورية وحركة العدل والمساواة، وأنا متأكد إذا الاستحقاقات استجابت لها الحكومة لن يكن هنالك منطق أو مبرر لأن لا يذهب الناس للحوار، وإذا هناك حركات ليس عندها أسرى، ونحن عندنا ممكن نفكهم فوراً وممكن نمشي أبعد من ذلك فيتم تكليف القيادات الموجودين بالحبس بعد الإفراج عنهم مثل عبدالعزيز عشر، ويأتي عليهم أشخاص من الخارج للمناقشة، القضية قضية وطن، نحن حريصون على أن الدماء التي سكبت تقف والتشريد يتوقف والوطن يتعافى ويمشى لقدام. ٭ الحكومة تريد ضمانات بأن لا يستغل وقف إطلاق النار للتشوين والإمداد، هل ناقشتم ذلك؟ - لم تتم مناقشة ذلك، وهذا جزء من التفاوض، وقضية إيقاف الحرب لها أسس وخطوات مثل إعلان البرنامج والجهة المعنية بالمراقبة حتى لا تحدث خروقات، وأن يتم الاتفاق على التسريح وإعادة الدمج، إذا الثقة بنيت بيننا والحكومة سيمضي الناس للأمام ولكن لما يأتي زول مثل أمين حسن عمر الذي هو بطبعه مستفز، فهو يعقد الأمور ولا يساعد في الحل، والدولة لو حريصة على البلد أعتقد لو هي خطت خطوة، نحن سنخطو خطوتين، لكن الخطوة والخطوتين بصدق، لأننا مرات يأتينا انطباع بوجود أناس لا يريدون حل المشكلة. ٭ ما تقييمك لموقف أمبيكى من الوساطة؟ - شوف يا أخ لؤي إذا أنت عايز النصيحة والحقيقة لو السودانيون جادون، وأعني الحكومة التي بيدها 90% من الحلول وتملك كل الكروت، إذا كانت جادة ما محتاجين لأمبيكي، لأن التطويل الذي حدث خلال الفترة الماضية لم يكن لمصلحة البلد، أنظر للتشريد الذي يحدث يومياً، المطالبة بوجود الأطراف الخارجية لعدم وجود الثقة، لذلك نريد ضمانات وضامناً، أمبيكي إلا يشيل القرار ويمشي لمجلس الأمن، وهذا ليس من مصلحة السودان أو البلد، هو ليس عنده ضغط، فقط يرجع القرار 539 لمجلس الأمن، الكلام كله في يد الحكومة، إذا تريد أن تعالج تمشي في إطار تنفيذ الاستحقاقات وهي ليست مصلحة أفراد وإنما للبلد والأمن والاستقرار. بعض قيادات الحكومة تتهمكم بأنكم رهائن لقرارات الشعبية في السلام؟ - هذا ليس صحيحاً، الحركة مستقلة وقرارها في يدها، وطرحها طرح واضح لقضايا الحكم والهوية والاقتصاد، صحيح كونا معها الجبهة الثورية ونداء السودان ولكن ليس لديها شيء تفرضه علينا، والأمر لو كذلك دع الحكومة تنفذ استحقاقات الحوار وانظر ماذا يحدث. ٭ صف لنا الوضع في الجبهة الثورية الآن؟ - الجبهة الثورية تكونت من حركات بالإضافة إلى الحركة الشعبية، وتم الاتفاق على أن تكون الرئاسة دورية، صحيح أن الدورات الأولى والثانية والثالثة لم تتسلمها واحدة من الحركات الثلاث، إلا أنها اتفقت مع الحركة على أنه إذا تم الاتفاق خلال عام من الآن على نقلها، فإنها ستنتقل للعدل والمساواة وحدث بعد اجتماع ضم قيادات الجبهة أن اتفق مناوي وعبدالواحد على أيلولة الرئاسة لجبريل إبراهيم، وبناءً على ذلك تم الأمر ورفض الحركة الشعبية، لذلك ربما لأجندة خاصة بها. ٭ لكن زينب كباشي ونصر الدين الهادي المهدي انحازا إلى جانب عقار ضد جبريل؟ - فشل المعارضة في الديمقراطية التي ينادي بها الشعب السوداني، هذا أمر معيب ولكننا لو نظرنا للمكونات المؤثرة في الجبهة الثورية نجدها ساندت الانتقال الطبيعي للرئاسة، وحتى قيادات نداء السودان وقفوا مع قيادة الثورية برئاسة جبريل إبراهيم. ٭ هل الحركة الشعبية بقيادة عقار جزء من الجبهة الثورية برئاسة د.جبريل الآن؟ - نعم هي جزء من الجبهة الثورية برئاسة د.جبريل ولم يعلنوا خروجهم عنها، وفي اجتماع قوى نداء السودان بباريس هم حضروا وجاء منهم عبدالعزيز الحلو، وعند تكوين المجلس التنسيقي لقوى النداء كانوا موجودين. ٭ في المجلس التنسيقي لنداء السودان مثلت برأسين وقد قالت د.مريم الصادق نائب رئيس حزب الأمة في مؤتمر صحفي قبل أيام إن مجلس النداء ضم مالك عقار الجبهة الثورية القسم الأول، وجبريل إبراهيم الجبهة الثورية القسم الثاني مما يعني أنها منشقة فعلاً؟ - نحن متمسكون برئاسة الجبهة الثورية وأن لا تعطي الحركة الشعبية الفرصة للفصائل للرئاسة بعد أربع سنوات شين في حقنا وما كويس في حق المعارضة، وإذا كنا نحن ننتقد المؤتمر الوطني في ممارسة الديمقراطية مفترض نكون ديمقراطيين في تنظيماتنا أكثر من الجهة التي ننتقدها، وهذه هي النقطة السالبة، في النهاية الله غالب وها هو الواقع. ٭ هنالك قيادات قوى سياسية قالت إنها ستتوسط بين الحكومة والمعارضة مثل مبارك الفاضل، هل وصلكم أي قيادي في هذا الشأن؟ - لم يصلنا أحد حتى الآن ونسمع كلاماً من هذا القبيل، لكن لم تأتنا أية جهة. ٭ إلى أي مدى أنتم مستعدون للاستجابة إذا وصلتكم جهة للتوسط؟ - سنستجيب حال تأكدنا أن القادم صاحب قرار ولديه الضمانات من الحكومة، وما يكون عنده قيمة وللوجاهة فقط، أما إذا كان من أجل السودان ما عندنا مانع إذا جاء اليوم سنجلس معه. ٭ أهالي الرهائن الذين بطرفكم يتهمونكم بمعاملة أبنائهم معاملة سيئة، ما مدى صحة ذلك ولماذا لم تفرجوا عنهم؟ - الحركة منذ أن قامت عندها خمسة أشياء تسميها الممنوعات الخمسة، وهي عدم قتل النفس البريئة وعدم انتهاك الأعراض وعدم أخذ مال الناس، بجانب عدم منع الناس من حرياتهم وعدم إهانة أو قتل الأسير، بالتالي الأسرى الذين بطرفنا من الحكومة نعاملهم معاملة حسنة وأطلقنا عدداً منهم، إن الذين أعتقلناهم كانوا قيادات وأعضاء في حركة وقّعت مع الحكومة ودخلت في إطار السلام، ولكنهم أخذوا آلياتنا وأسلحتنا وذهبوا بها وتم اعتقالهم، صحيح أنهم موجودون في الميدان ولكننا نعاملهم في الغذاء والعلاج نفس معاملة العسكري، وإذا حدث نقص في شيء يكون ذلك نتاجاً لنقص عام لإمكانات ومقدرات الحركة، ولا يمكن فكهم بدون معالجة المشكلة بين الحكومة وحركة والحركة، ولكن إذا حدثت أية تسوية فهم أول أناس سيطلق سراحهم. ٭ أهلهم يقولون إنكم لم تمكنوهم من الاتصال بهم تلفونياً؟ - ذلك لدواعٍ أمنية عندما نخرج أسرى لمناطق بعيدة للتواصل مع أهلهم وبعد المكالمة ب 45 دقيقة يأتي الطيران ويضرب أماكننا، خفنا أن يتم قصفهم ويقال إننا قتلناهم، ونحن حريصون عليهم وهذا ما يشغلنا شديد ودائماً نحذر القيادات الموجودة بعدم الاتصال من مكان قريب من تواجد الأسرى حتى لا يستهدف الموقع، ورغم ذلك نحن نوصل رسائل إلى أهلهم عبر أقاربهم والذين يعرفونهم في الحركة وأي شخص فيهم مكناه من الاتصال مباشرة أو بشكل غير مباشر. ٭ ماذا أنت قائل لأهل الأسرى؟ - نحن متحسرون لأن جزءاً من أبناء السودان مأسورون عندنا، وجزء آخر بطرف الحكومة، أجتهدنا والله بطرق شخصية ووساطات لكي تفك الحكومة الأسرى الذين بطرفها حتى نطلق سراح من بطرفنا دون استجابة، وما زلنا عندما نتحدث عن استحقاقات الحوار نتكلم عن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لأننا نشعر بألم الأسرى، ونفس الألم نشعر به نحن، لأن إخواننا في سجون السلطات، أطمئنهم بأن لا نجوعهم وأن لا نقتلهم ولن نمنع عنهم العلاج، وإذا قدر الله مرض أحدهم أن نبلغ أهله، لأن الأمر مسؤولية أمام الله أولاً، أنا عندما كنت في الميدان درجت على زيارتهم أسبوعياً. ٭ رسائل .. الأولى للشعب السوداني؟ الشعب السوداني صبر، وقضية استقرار السودان مسؤوليتنا كلنا في الحكومة والمعارضة والأوساط الأخرى «ما في زول يتفرج»، والحل بيد السودانيين إذا هم صادقون وجادون. ٭ الرسالة الثانية للأحزاب؟ - الأحزاب عليها أن تكون واقعية ومنطقية وأن تتوحد، لأنني لا أرى اختلافاً حول مصلحة السودان، أنا أطلب من القوى السياسية المعارضة في الداخل والخارج أن يتوحدوا على أساس خارطة الطريق، ويجب إذا النظام خطا خطوة في اتجاه الحل، المعارضة تمشي خطوتين لمعالجة المشكلة. ٭ الرسالة الأخيرة للمؤتمر الوطني؟ - أقول لهم اتقوا الله في شعبكم وبلدكم وامشوا نحو السلام بصدق وامضوا صادقين في تنفيذ مخرجات الحوار.