فيه الكثير من ملامح مشاكل السودان، فهو إذا ماخف ألمه اليوم، اشتد ألمه غداً ،أماعدد وصفات علاجه عند الأهل، فهي بعدد المجتمعين اليوم للحوار الوطني، والسوسه التي تأكل في جذوره ،تؤلم وتؤرق صاحبه ..هي نفس السوسه التي ينخر بها الأعداء في لبه فمتي يصل الطب رغم تطوره وسمو تقنياته إلي علاجه بلانزع ،طالما هو عضو له أهميته في هرس الطعام وهضمه فمن الفم تبدأ العافيه سواء بالقول الطيب أو سلامة الجسم ومتى يتفق القوم على نزع هذا الضرس الذي طالما أساء لصحتنا، وأقلق من راحتنا ،وكدر صفاء حياتنا إلي متي والكل منا يضع يديه على أطراف وجهه ينتظر العلاج حتى يفيض باله وتهنأ حاله ،فيرقد بلا حمق، وينام بلا أرق، إن الشقاءالذي عاشه هذا الشعب كفيل بأن يعذب القائمين على أمره في دنياهم وأخراهم ،فالذنب لاينسى والديان لايموت ،والله ليس بغافل عمايفعل الظالمون فإن كانت الساديه هي المتسيده على عقولهم ، فالله وحده هو الغالب على امره وهو المنتقم، فلا تغرنهم الحياة الدنيا ،فهي فانيه أما الباقية فأمرهاخالد، فإن شظف العيش الذي يكابده أهل هذا البلد، حري أن يعذب كل ضمير حي وجدير بأن يذكر كل غافل بانسانيته، فيؤوب إلى ربه ويرحم هذا الشعب المسكين الذي قال (الرووب)رغم شجاعته، فالفقرسلطان وقد هيمن على عافيته وأنهك من جسده وبدد من معنوياته ،حتى صيره جسدا شبحا كريشة تحركها الرياح أينما شاءت ،فأين شجاعة ونخوة السوداني؟ التي عرفها الكون منذ أن كان السودان، فالاختلاف السرمدي دلالة على التخلف واشارة للجهل والقسوة ،والعقل يحاسب الله عليه يوم القيامة أما البهائم فالله عاذرها،فإلي متي نحن نماثل الأخرى ،بعدم عقولنا وحكمتنا. إن اليتامى والجياع والمساكين والفقراء ، سيسعدون غداً بأخذ حسنات ،ممن سلب حقوقهم ،في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون، وسيتنعمون بصبرهم على حياتهم ،التي حول أهل الاختلاف سعادتها إلي تعاسة وشقاء فما أقبح الإنسان ،عندما تسيطر على عقله الأنانيه، ويأبى إلا رأيه، فيجد مساعدة أمثاله وتأييد شيطانه، والعالم من حولنا يتقدم عمرانا ورفاهية. إن التنازل عن حظوظ النفس رحمة للنفس نفسها ،فالذاتيه ماعادت مصلحة لها ،ولا لغيرها فالرجال هم الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم من أجل السودان ،وأبت نفوسهم إلا أن يتجردوا عن أطماع هذه الحياة الفانية فعاشوها أبدية ومازالوا أحياء فيها ،وسيظلون أحياء مادامت الحياة ، فالذين يخلدهم التأريخ هم الذين يستنكرون لذواتهم من أجل أمتهم ،والتأريخ مليء بأمثلهم فهلا تنادينا لنكون معهم ،وهلا تصالحنا ،لمصلحة من داست الحياة كرامتهم بمعاناتهم، وشقاواتهم لله درهم.. إن هم فعلوها ،ونارهم ..إن هم أبوها فاسعدوا الستةعشرضرسا (ولاية) بسلامتها وتعاونوا على إزالة تسوسها، وأعيدوا عافية الفم ،الذي يضمها ليتعافى جسد السودان ،وتقوي بنيته فاحسموها ،بارك الله فيكم، حتى نقول عن كل واحد منكم : (الرجل دا ضرس) فالسودان كله كنوز ،فقط يحتاج لسلامة الصدور وتوحيد الكلمة.