تعتبر مكتبة (سودان بوكشب) هي الأعرق في تاريخ المكتبات السودانية إذ تأسست في العام 1902م من قبل الحكومة البريطانية بجانب أنها معلم من معالم الخرطوم البارزة في موقعها بشارع البرلمان بالخرطوم حيث كانت تعتبر قبلة لكثير من عشاق القراءة والإطلاع آنذاك لكن الآن أصبح الانترنت بديلاً للكتب الورقية وكذلك الحالة الاقتصادية. سجلت (آخر لحظة) زيارة توثيقية للتعرف على تاريخ المكتبة وما قدمته في شتى أنواع العلوم والمعارف والتقت بالأستاذ الطيب محمد عبد الله المدير العام للمكتبة والذي تحدث عن تاريخها والغرض من إنشائها وماهي المصادر التي اتت منها الكتب بجانب ظاهرة تدني المكتبات في العاصمة فمعاً نطالع: نبذة عن تاريخ المكتبة؟ - تم افتتاح المكتبة في العام 1902م من قبل الحكومة البريطانية كشركة غير مربحة لتعليم اللغة وبإدارة انجليزية بحتة لثلاثة مدراء مدير شركة (اجرتي انكي) وشركة (متسل كوتس) ومدير (سودان ماركت نايل) وكان يرأس مجلس إدارتها رئيس الكنيسة الانجليزية ثم آلت بعدهم لشركة انجليزية في اوائل الستينيات وبعد ذلك أصبحت شراكة سودانية إلى يومنا هذا. ماهو الغرض من إنشائها؟ - لتعليم اللغة كما ذكرت سابقاً بجانب المواد المكتبية. ماهي أشهر المكتبات أو أعرقها في الخرطوم؟ - مكتبة الخرطوم ومكتبة النيل لكن سودان بوكشوب تعتبر الأقدم والأعرق في السودان وهي معلم من معالم الخرطوم البارزة ولا تزال تصلها مكاتبات عبر البريد من كل المكتبات الأوربية والعربية والأفريقية بجانب أنها تحتوي على جميع أنواع الكتب والمراجع والقواميس باللغات المختلفة. كم يبلغ حجم مكتبة سودان بكشوب؟ - مساحتها حوالي 250 متراً أي المعرض دون المكاتب. من أين تستورد مصادر الكتب؟ - من دور النشر العربية مثل بيروت والقاهرة والأوربية عن طريق لندن. حدثنا عن الأقبال على الكتاب سابقاً واليوم وماهي الأسباب؟ - لا توجد مقارنة بين الإقبال على الكتاب في الماضي والآن ،كان الأقبال عليه بصورة كبيرة وراتبة خاصة من قبل المسؤولين وغير المسؤولين وموظفي الحكومة والطلاب وكذلك العمال كان لهم دور كبير حتى العام 1967 لكن الآن الحالة الاقتصادية وكذلك وجود معارض المكتبات الدائمة في الخرطوم إضافة للكتب المفروشة على قارعة الطريق وبأسعار زهيدة وكذلك نجد العولمة ووسائل الانترنت والفاكس والآن لو لا عراقة المكتبة وتاريخها باعتبارها معلماً بارزاً لكانت أغلقت أبوابها منذ فترة وأقول بصدق أجلس في هذا المكان وأنظر إلى الزبائن الذين يتوافدون على المكتبة يتفرجون فقط دون شراء كتاب واحد وأريد أن أرسل رسالة نسبة لخبرتي في هذا المجال لأكثر من 25 عاماً أعتقد كما يعتقد العالم الأوربي أنه ليس هناك (مجال لترك الكتاب). ظاهرة تدني أعداد المكتبات في العاصمة والولايات حيث نجد كثيراً من المكتبات تحولت إلى مطاعم وصيدليات ما قولك؟ - أذكر من المكتبات القديمة دار المأمون والأفركانة والأهلية وأبو الريش وظاهرة التدني أرجعها إلى عدم اهتمام المسؤولين عن الثقافة وأذكر عند مهرجان الخرطوم عاصمة للثقافة كان دور المكتبات غير موجود وهذا أكبر دليل لعدم اهتمام الدولة والمسؤولين بالثقافة. في الختام ماذا تقول؟ - أدعو القائمين على أمر التعليم والدور الثقافية الموجودة وكذلك المسؤولين ان ينظروا للمكتبات بالعين الفاحصة والجادة لأن المكتبات تحتاج إلى ذلك ولابد من وجود أولويات ودور لوزارة الثقافة لإحياء مثل هذه المكتبة العريقة وغيرها.