هم أخوة أفاضل نلتقي دوماً في صلاة الصبح، منهم من يصلي على كرسٍ ومنهم من يتكيء على جدار، وما أن نخرج من المسجد، والكل يشكي ألم المفاصل وألم الركب والسمع أيضاً والبصر، أنهم بلغوا من الكبر عتية- متعهم المولى بالصحة والعافية- كل واحد منهم يقول للآخر شوف ليك بنِّية صغيرة ترجع شباب والألم كلو يروح.. يرد عليه الآخر طيب أنت ما تعرس، يرد عليه بالحيل حاسويها، يرد عليه لكن الدخلة كيف، يرد عليه أنت ما سامع غناء البنات، عجوزاً يدلع ولا شاباً (يفلع).. قلت لهم المرأة الصبية قد تواخذ لما في حب الشيخ من قوة، وبما في عواطفه من إلفة وبما في قلبه من حنان وما في عشقه من ثبات، ولكن هل هي بعد ذلك تحبه، وهل يمكنها أن تحبه، وهل في وسعها أن تحبه كما يطلب هو ويشتهي المرأة الصبية، التي تنجذب إلى الشيخ تكون مدفوعة بتأثير صدقه وحنانه وثباته، لا يمكنها أن تحبه إلا بقلبها فقط، وعواطفها فقط، فهي تعطف ولكن لا تحب، وهي تشفق ولكنها لا تحب، تفرح بحنان الشيخ وثباته وتعتبر كل هذا مكافأة له على صدقه، وحنان الشيخ يزداد إخلاصاً وتفانياً وهي تعلم أنها لن تجد هذه الأشياء عند الشباب الطائش، رد أحدهما يعني كلامك دا نكنكش في كومرنا القديم، رد عليه الآخر الكومر بكسر شيالة شوف ليك ركشة قلت الركشة تودي الآخرة.