يُصنف الدوري الإنجليزي باعتباره الأفضل في العالم لأسباب كثيرة أهمها تنافس عدد كبير من الأندية على لقب البطولة.. وهذا التصنيف كان في السابق يضم مانشيستر يونايتد وشيلسي وآرسنال وليفربول ثم أضيف لهم مانشستر سيتي بعد الأموال العربية التي جعلته يفوز بالدوري وهاهو ليستر سيتي وبدون أموال تذكر يتصدر الدوري .. هذه الميزة مفقودة طبعاً في الدوري السوداني الذي يحتكره الهلال بمنافسة بعيدة من المريخ الذي يفوز به مرة كل فترة بأمر الهلال نفسه أو بامر لجنة الاستئنافات أو بأوامر أخرى !! ولكن للدوري السوداني هذا الموسم ميزة تشبه الدوري الإنجليزي وهي قوة وإثارة كل المباريات وعدم القدرة على توقع النتائج فالمفاجآت حاضرة وزيادة عدد الأندية، ورغم اعتراض البعض لأسباب فنية إلا أن تعدد المدن يجعل المنافسة صعبة على الهلال أو وصيفه المريخ أو حتى الثنائي الخرطوم الوطني والأهلي شندي! كتبنا عن مباراة الافتتاح الصعبة للهلال في كادوقلي ثم كتبنا عن مباراته الصعبة الثانية أمام هلال الأبيض في أرضه وتحدثنا عن احتمال المفاجاءة من الأهلي مدني الذي هزم المريخ بثلاثية في ختام مباريات الموسم الملغي، وتحدث الإعلام كله عن اللقاء الصعب بين الهلال والأهلي شندي ولن ننسي حتي مباراة مريخ نيالا، وها نحن اليوم نكتب عن مباراة صعبة للهلال أمام الرابطة كوستي الفريق صاحب الجماهيرية الاكبر في كوستي والذي قدم مستويات عالية في الموسم قبل الماضي وتراجع في الموسم الماضي، ولكنه بقي عن طريق «الوك» رغم أنف لجنة الاستنئافات بقيادة مولانا سمير، متمنين أن يكون القادم خير خلف لأسوأ سلف! وهذا موضوع سنعود له لاحقاً، ولكننا نقول إن ترك الأمر لمعتصم جعفر لإكمال اللجان يعني إعادة القضية لمربع واحد! نعود لمباراتنا اليوم ونقول إن الهلال يدخل مباراة صعبة وللاسف بنفس تفاصيل المباراة الأولى .. فالهلال بجهاز فني جديد يمكن أن يحدث انقلاباً في التشكيلة! ولاعبو الهلال «مساكين» عليهم أن يتقبلوا تقلبات مزاج الإدارة في تغيير المدربين ويدفعوا وحدهم الثمن بعد ذلك بالهجوم عليهم لسوء الأداء! يدخل الهلال للقاء وكالعادة فإن التعادل خسارة بالنسبة له.. ينظر الهلال للفوز فقط وهو امر صعب علي أي فريق خصوصاً إذا كان يفقد لاعب مثل بشه استحق لقب «المنقذ» اعتقد أن مبارك سليمان «أعقل» من أن يبدل في التشكيلة خصوصاً في الدفاع الذي شهد استقراراً عالياً.. والثبات على تشكيلة كافالي لا يعني عدم وضع بصمة للمدرب الجديد بقدر ما يعني احترام المدرب الجديد للاستقرار.. وسط الهلال به مساحة لمبارك ليقدم فكره في مباراة «وحيدة» سيشرف عليها فلديه مساحة لاختيار بديل بشه واختيار اسلوب الأداء للوسط مع غياب الشغيل للمباراة الثانية.. كلنا ننتظر نزار حامد ليمتعنا للمباراة الثانية علي التوالي ويخذل توقعات عدم استمرار تألقه.. نزار يملك الإمكانيات التي تجعله يحترف خارج السودان ولكنه يلعب بمزاجه وهذه وحدها تكفي لإعادته لدكة البدلاء .. عامل الكرة بجدية ستكون الأفضل يا كابتن .. كاريكا خيار أساسي ولكن مبارك أيضاً له مساحة ليختار طريقة الهجوم سواء بوجود مهاجم ثاني .. الشعلة .. الوالي أو حتى صلاح الجزولي فهذا اختياره ! ويمكن أن يختار مبارك وجود خمسة في الوسط مع ترك كاريكا وحيداً كما يفعل مبارك ومازدا في المنتخب وعندها ربما شاهدنا ايشيا ونيلسون وربما ظهر «الثعلب» كما ظهر من قبل في هذه المدينة وتسبب في هزيمة مريخها رغم وجود «عطرون»! هناك العديد من السلبيات لتبديل المدربين أثناء الموسم ولكن هناك إيجابيات أيضاً ومنها أن اللاعبين يضاعفون مجهودهم من اجل اقناع المدرب الجديد .. وأتوقع ذلك في مباراة اليوم لأن نجوم الهلال سيقدمون أنفسهم للمصري «العشري» الرابطة كوستي يضم لاعبين خبرة ومن الأندية القليلة في السودان التي تهاجم بالأطراف بوجود الحريف الخفيف الطاهر سادومبا والمدفعجي كرنقو .. ويجد الرابطة مساندة قوية من جمهور كوستي الذي يشجع ابناء منطقته بحرارة تستحق الإشادة .. نحن نحب الرابطة ويكفي أن يكون بها أولاد أبومرين عشاق الهلال.. ستكون مباراة صعبة ولكن الهلال يعشق الصعب.. وأفضل شيء أن يكون الإعداد للبطولة الأفريقية بمثل هذه المباريات، خصوصاً وأن الأهلي الليبي أكد على قوته وحسن إعداده. اأمنياتنا للكابتن مبارك بالتوفيق قبل أن يسلم الراية للعشري الذي ندعو له .. اللهم انصر الهلال اليوم اللهم آمين..