ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    "حكومة الأمل المدنية" رئيس الوزراء يحدد ملامح حكومة الأمل المدنية المرتقبة    الفوز بهدفين.. ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    لما سقطت طهران... صرخت بورسودان وأبواقها    "الأمة القومي": كامل ادريس امتداد لانقلاب 25 أكتوبر    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    الحكم بسجن مرتكبي جريمة شنق فينيسيوس    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها ب 149 هدفاً مقابل لا شيء؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!    السودان والحرب    الأهلي يكسب الفجر بهدف في ديربي الأبيض    عملية اختطاف خطيرة في السودان    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يعود لإثارة الجدل: (بحب البنات يا ناس لأنهم ما بظلموا وما عندهم الغيرة والحقد بتاع الرجال)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي الجنوبي البارز وقائد قوات السلام السابق في حوار غاضب (3-2)
نشر في آخر لحظة يوم 29 - 11 - 2010


حاوره: زين العابدين العجب - تصوير: سفيان البشرى
اللواء التوم النور دلدوم قونجي من قبيلة اندقو من ناحية الأب، موطنهم الأصلي ولاية غرب بحر الغزال، ولكنه ينتمي إلى المسيرية بمنطقة المجلد من ناحية الأم، تلقى تعليمه الأولي بأبيي وعمل بشرطة بحر الغزال في العام 1958، وقد أسس اللواء دلدوم مليشيات «الفراتيت» خلال حكم الراحل جعفر نميري لتتصدى لهجمات الجيش الشعبي على مناطق بحر الغزال، واستمر في التعاون مع الإنقاذ بعد أن رشحه اللواء «م» أبوقرون عبد الله، كقائد لتلك المليشيات، وأصبح قائداً عاماً لقوات السلام السودانية القومية، بدلاً عن مليشيات الفراتيت حتى توقيع اتفاق الخرطوم للسلام في العام 1997، حيث صدر قرار جمهوري في أغسطس من نفس العام بتعيينه ضابطاً بقوات الشعب المسلحة برتبة لواء، ولكن بعد توقيع اتفاق نيفاشا وتسريح الفصائل الجنوبية عاد الرجل للخرطوم وما زال، وقد التقيناه في هذا الحوار وجاءت إجاباته عسكرية الكلمات على هذا النحو:
ماهو تقييمك لموقف المؤتمر الوطني في الجنوب وحديثه المستمر عن الوحدة حتى الآن؟
- المؤتمر الوطني كان كل شيء في يده، ولكنه فرَّط كثيراً من الناحية الأمنية في سحب الجيش من الجنوب وتسليم السلطة للحركة التي كنا نقاتل ضدها، وهذا خطأ.. كذلك من ناحية الثروة لا يمكن أن تعطي أموالك العدو، وإعطاء الحركة الشعبية تسع ولايات جنوبية لتحكمها هذا خطأ، وكان الأجدى أن نعطيها خمسة مقابل أربعة، ونحن كفصائل أكثر الذين تضرروا من هذا الاتفاق بالإضافة لقبائل الفراتيت والمسيرية.
إذن أنت ضد الانفصال ومع الوحدة؟
- أنا ضد الانفصال ومع الوحدة، وحتى إذا حدث انفصال وأنا جنوبي سأبقى في الشمال لضمان العيش المستمر ولن أغير الجنسية السودانية ولن أعيش في الجنوب، خاصة أنني كنت قائداً لفصيل يقاتل الدينكا أو الحركة الشعبية في الجنوب، معنى ذلك أنا وأبنائي وكل القبيلة التي انتمي إليها سنكون أعداء للحركة الشعبية، وسوف تكون هناك إبادة جماعية لقبيلتي.
ألا تتوقع أنك تعامل معاملة الأجنبي إذا حدث انفصال؟
- لا أتوقع ذلك لأن الوالدة تنتمي إلى قبيلة المسيرية ومولودة في كردفان، وكل مراحلي التعليمية كانت في المجلد والفولة، وأنا جنوبي من ناحية الأب ووالدي جاء إلى الشمال منذ عام 1936 وأنا أجيد التحدث بالعربية كشمالي أو مسيري، فأنا لا أتوقع أبداً أن أعامل كأجنبي لأن أهلي كلهم في الشمال.
ما هي مآلات انفصال الجنوب والسلبيات التي يمكن أن تنجم عن ذلك؟
- أولاً بالنسبة للجنوبيين الموجودين في الشمال منذ أكثر من مائة سنة ويمتلكون منازل وأولاد درسوا في الشمال، فهذه الخدمات غير متوفرة في الجنوب، وهم يتحدثون عن ترحيل المواطنين الجنوبيين من الشمال والقاهرة من أجل التصويت والبقاء في الجنوب، ولكن هل وفروا لهم المساكن.. وفي الشمال الآن أكثر من «160» ألف من طلاب الثانويات والجامعات هل وفروا لهم مدارس وجامعات ومستشفيات وغيرها من الخدمات الضرورية، بالإضافة إلى العمال والموظفين الموجودين بالشمال هل وفروا لهم وظائف هناك.. ثانياً سلفاكير الآن هو النائب الأول لرئيس حكومة السودان ويمتلك سلطة في الشمال والجنوب، وهو رئيس حكومة الجنوب.. لماذا أرفض الشمال وأذهب لأكون رئيس حكومة الجنوب فقط! ثم أن هذا الأمر يعطي الشماليين حقاً لا يمتلكونه، لأن الشمال كان ملكاً للشماليين والجنوبيين فأعطينا الشمال للشماليين، وأصبح لهم الحق فيه شرعياً وقانونياً، وهذا خطأ، كذلك لا يوجد مؤتمر للجنوبيين في الشمال. والذين جاءوا من الخارج مجموعة صغيرة جداً لا تزيد عن نسبة 10% و هي التي تريد الانفصال ولم يأخذوا رأي المواطنين، لأنهم يمتلكون السلطة والمال والسلاح الذي يهددون به من يقف في طريقهم.
تحدثت عن أن الشمال سيصبح للشماليين ولكن أيضاً الجنوب سيصبح للجنوبيين؟
- هذا خطأ، لأننا كنا دولة واحدة والإنجليز لم يحددوا حدوداً، وأنا حضرت عهد الإنجليز لأني من مواليد 1942 وأعرف الإنجليز الذين حكموا السودان، ومنهم من كان بكردفان، ولما أرادوا أن يذهبوا تركوا الوضع كما وجدوه، لأنهم يدركون حجم المشاكل التي ستحدث حال فصل الجنوب في ذلك الوقت، وإذا أردنا الحقيقة فإن كردفان كانت ولاية واحدة في زمن الاستقلال باسم كردفان الكبرى، وأنا درست الأولية في أبيي، والحدود التي تتبع لأبيي كانت في قوز أبو نفيسة وهو جنوب الجرف وهو لا يقل عن 36 ميل جنوب أبيي، ودينكا نقوك يعرفون والدي لأنه أول شخص صنع لهم (بنطون)، وكانوا يذهبون بالفلوكة ووالدي كان نجاراً تخرج من الكنيسة سنة 1915، و صنع لهم البنطون من البراميل ليذهبوا به جنوباً إلى قوقريال، وأبيي كانت تجمع المسيرية والدينكا.
بعض المراقبين يرون أن الحركة الشعبية تراهن على البترول في إعداد التنمية وبناء الدولة الحديثة ما رأيك في هذا الحديث؟
- البترول هو فعلاً موجود، ويقولون إنه في الحدود، وهي لم تحدد تبعيتها بعد، سواء للشمال أو الجنوب، وإذا رجعت بك إلى عهد الاستقلال 1956 فإن كردفان كلها كانت ولاية واحدة وبالتالي يحق لها التصويت شمالها وجنوبها في الاستفتاء، فبعد الاستقلال تم تقسيم الولايات إلى خمس وعشرين ولاية.
هل المراهنة على البترول في إحداث التنمية ستنجح؟
- لن تنجح، لأن البترول لوحده غير كافٍ، لأنه لن يستمر إلي عشرين أو ثلاثين سنة، ولا نملك المقومات التي تجعل الجنوب كدولة ناجحة.
من الكاسب إذا حدث انفصال، الشمال أم الجنوب؟
- الشمال هو الكاسب، لأنه هو من كان يقدم الخدمات للجنوب أكثر.
هل نتوقع أن يحدث انفصال؟
- في ظل الوضع الغير آمن في الجنوب ممكن أن يحدث انفصال، لأنه لا توجد حرية للتصويت، خاصة وأن أغلبية السكان هناك بسطاء وأميون، وميليشيات الحركة الشعبية هي التي تأتي بالمواطنين وتدفعهم إلى التصويت للانفصال كما دفعتهم من قبل في الانتخابات السابقة، لكن على الحكومة عدم قبول هذا الأمر وعليها أن تعمل على معالجات أخرى.
ما هي مقترحاتك لهذه المعالجات؟
إذا كانت حكومة الجنوب لا تريد إبادة هؤلاء الجنوبيين من المفترض عليها التفكير فيهم، لأننا نحن كجنوبيين غير موافقين على ما يحدث، وهناك فصائل جنوبية، ونحن الآن لا يقل عددنا عن عشرة ألف موجودين في الخرطوم ولدينا ضباط لا يقل عددهم عن خمسين ضباطاً، ونحن لم ندع للمشاركة في حكومة الجنوب، ونحن أكثر المتضررين لأننا لدينا أبناء وأسر وممتلكات في الجنوب، فكوننا كنا منضمين للقوات المسلحة هذا لا يعني أن نكون ضحية.
لماذا لا تنضم للحركة الشعبية كما فعل الآخرون؟
- كيف انضم للحركة الشعبية من غير اتفاق
هذا يعني أن ليس لديك مانع؟
- لا يوجد مانع، ونحن سبق أن جلسنا مع الحركة الشعبية في نيروبي خارج إطار لجنة المفاوضات.. وأنا لا أمانع في الانضمام للحركة الشعبية، ولكن باتفاق يعطينا حقنا نحن الفصائل الموجودة هنا في الخرطوم نشارك في السلطة، وطلبنا منهم إعطاءنا ثلاث أو أربع ولايات جنوبية نحكمها نحن الفصائل.
ألا ترى أن هناك تناقضاً في حديثك وأنت رجل حريص على وحدة السودان وقلت إنك ستكون موجوداً بالشمال في نفس الوقت الذي لا تمانع فيه بالانضمام للحركة؟
- هذا الحديث إذا وصلنا معهم إلى اتفاق معهم، ونحن سبق أن قابلنا
د.جون قرنق في نيروبي، وكونا لجنة قبل اتفاقية السلام.
هل هناك فصائل جنوبية أخرى؟
- الفصائل الجنوبية كثيرة جداً، وعددها لا يقل عن أربعين فصيلاً، جزء منهم فاولينو ماتيب، ونحن قلنا لهم لا يوجد لدينا مانع في الجلوس معكم وطلبنا منهم 50% من الحكم، أو إذا كان القائد من الحركة الشعبية النائب يكون من الفصائل، وإذا الإدارة من الحركة فالاستخبارات تكون من الفصائل، وطلبنا منهم 50% من القوات المسلحة و50% من الأمن و50% من القوات النظامية و50% من الضباط الإداريين، بالإضافة إلى تقسيم الولايات العشر فطلبنا منهم ثلاث ولايات على أقل تقدير، والسبعة الباقية تقسم بين الحركة والمؤتمر الوطني.
هل تعتقد أن الحركة وهي الممسكة بتلابيب كل هذه الولايات يمكن أن تعطيكم شيئاً؟
- هذا كان في المفاوضات في نيروبي.
لكن هذا لن يحدث وفقاً للواقع و الحال؟
- لن يحدث، إذن نحن مع الوحدة
هذا يعني انكم مع الانفصال إذا استجيب لطلبكم؟
- هو لن يحدث، ولن يفرطوا في ذلك، ولكن إذا نظروا للمصلحة العامة ممكن أن يقبلوا، فأنا أملك الرأي والحق في ولايتي واتخذ ما أراه مناسباً.
يقال إنكم أصبحتم جنرالات من غير جيوش؟
- الجيوش موجودة عندنا و كثيرة جداً ونحن لدينا قوات تدربت في الجيش وتخرجوا في القوات المسلحة وتم توزيعهم في دارفور والشرق وفي الغرب وفي الخرطوم، ثم توزيعهم داخل القوات المسلحة.
أنتم الآن أصبحتم خارج المعادلة السياسية والعسكرية في الجنوب؟
- أصبحنا خارجها بالاتفاق، ونحن كنا نريد أن نكون طرفاً ثالثاً في الاتفاق، وكانوا يقولون لنا أنتم في القوات المسلحة ونحن لن نضيع حقوقكم، وهم تخوفوا إذا ارتضوا بنا طرفاً ثالثاً في الاتفاقية أن ننضم للحركة الشعبية بعد الاتفاق، تخوفوا من هذه المسألة ولكن العكس هو الصحيح، فإذا قبلوا بنا طرفاً ثالثاً كنا سننضم إلى إخواننا في القوات المسلحة أو المؤتمر الوطني، وسنكون ثلثين مقابل ثلث واحد للحركة الشعبية، ولكنهم لم يستوعبوا هذا الحديث،وفي النهاية إذا انفصل الجنوب فإن الجنوبيين مع بعضهم سيتحاربون، ولا دخل للشمال بذلك، هذا هو المفهوم العام، و يجب علينا نحن الشماليين أن نخرج ونتركهم يتحاربون مع بعضهم هذا هو الاتفاق.
بمعنى ماذا؟
- بمعنى أنه إذا حدث انفصال، الشمال لن تكون لديه مشكلة في الحرب، لكن الجنوبيين ستكون بينهم حروب داخلية فيما بينهم.
ü ردت الحركة الشعبية على أنه إذا حدث انفصال ستكون هناك نزاعات وصراعات وانفلاتات أمنية، بأن هذه الانفلاتات هي موجودة الآن؟
- نعم موجودة، ولكن نحن الآن في بلد واحد، وهناك أمل للوحدة، والوضع سيختلف عندما يحدث انفصال وسيكون هناك صراع عنيف بين الجنوبيين ويكون دور الشماليين الضحك على الجنوبيين وهم يتقاتلون، وما يحدث الآن في دارفور هو أن الحركات دارفورية وأبناؤها من دارفور وكذلك الذين يقاتلونهم من دارفور نفسها، وكذلك نحن الجنوبيين إذا حدث انفصال سيقاتل الجنوبيون إخوانهم الجنوبيين، ويتفرج علينا الشمال.
ü هل تتوقع أن تكون الدولتان آمنتين مستقرتين والبعض يتوقع أن ترجع الحرب؟
- أنا أتوقع الاحتمال الأخير، لأن في الشمال نفسه هناك أحزاب غير موافقة على هذه الاتفاقية لأنها لم تشارك فيها، والسودان ليس ملكاً للمؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية، السودان للسودانيين ،وهناك أكثر من أربعين حزباً في السودان، فمن غير المعقول أن يقرر مصير هذا البلد حزبان فقط، والسودان منذ أكثر من 55 سنة عائش من غير تقرير مصير، وهناك أحزاب حكمت قبل هذه الاتفاقية فمن غير المعقول عدم مشاركتها في تقرير مصير البلد، فأنا اتوقع أن الحرب تكون بصورة أكبر.
البعض يتحدث عن دور يوغندي كبير جداً في الضغط على الحركة الشعبية لتدعو للانفصال؟
- يوغندا لديها دور كبير، لكن إخواننا الدينكا الموجودين الآن في السلطة يجب ألاَّ يتوقعوا استمرارهم في الحكم، لأن الإستوائيين لا يرغبون في شيء اسمه الدينكا ونحن أفضل منهم بالنسبة للدينكا.
ما هي أكبر القبائل الإستوائية هل هم الدينكا؟
- لا، القبائل الموجودة في الإستوائية هي التبوسا والمنداريا والباري.
هل هناك شبه اتفاق عسكري أو سياسي بين هذه القبائل يوضح رفضهم للدينكا؟
- لما كان أبيل ألير رئيساً للمجلس التنفيذي العالي، وأنا كنت مساعد أمين للمنظمات الجماهيرية للاتحادي الاشتراكي في مايو، ولما حصلت السيطرة والهيمنة من الدينكا كما يحدث الآن، نحن قمنا بتخطيط كبير جداً وعملنا ضد الدينكا، وأنا كنت أتحرك بين واو وطمبرة وجوبا للتنظيم لمؤتمر كبير جداً، وأنا كنت ضمن الناس النشطين في هذه الحركة، وأطحنا بالدينكا، وأتينا ب(جوزيف طمبرة) وهو كان رئيس المجلس التنفيذي الأعلى في ذلك الوقت.
الحديث باستمرار عن أكثرية الدينكا من ناحية العدد هل هو صحيح؟
- الدينكا ليسو بأغلبية، هذا الكلام غير صحيح، ولكنهم هم القبيلة الوحيدة التي تمسك على زمام السلطة، و«أبيل ألير» كان هو رئيس المجلس التنفيذي الأعلى وهو الذي خطط لأنه دينكاوي.
ماذا فعل أبيل ألير؟
- جعل كل الجيش والبوليس والسجون والمطافيء وحرس الصيد والضباط الإداريين ومدراء الإدارات وكل الذين يمضون على الأوراق، جميعهم من الدنيكا.
هذه الأشياء جميعها فعلها أبيل الير؟
- نعم، وأنا موجود وشاهد على ذلك وعلى علم بكل تاريخه.
كأنك تقول إن أبيل ألير انحاز للدينكا؟
- نعم انحاز للدينكا تماماً، وهو الذي وضع هذه الخطة، وكان هناك أحد أفراد الدينكا كتب أن الفراتيت بعد عشرين سنة لا نريد لهم وجوداً.
من هو الذي كتب هذا الكلام؟ وفي أي شيء كتبه؟
- كتبه بونا ملوال في كتيب صغير، ونحن كنا في ذلك الوقت متحركين وتحصلنا على نسخة من هذا الكتاب.. والمخطط كالآتي: أولاً نحن الفراتيت في بحر الغزال تم تبعيتنا لمحافظتي التوج وقوقريال، وهي معروفة مناطق دينكا، وأُتبعت راجا بأويل وسكان أويل قرابة ربع المليون وفراتيت راجا لا يتعدون الثلاثين ألفاً، وأمر الدينكا بالزواج من الفراتيت والطفل الذي يولد يتم تزويجه من بنات خالاته ولا يتزوج من بنات عماته لتقليل نسب الفراتيت هذا ما فعله بونا ملوال.
إذن أنت تحمِّل بونا ملوال وأبيل ألير مسؤولية كل ما جرى خلال السنوات الفائتة؟
- نعم هم الذين خططوا لهذا،
وأبيل الير الآن لا عمل له فقط يخطط ويعطيهم لينفذوا.. والدينكا متفقون على السيطرة على القبائل الأخرى وإبادتها.
ü هل تتوقع إذا حدث انفصال يمكن للدينكا أن يهيمنوا على القبائل الأخرى؟
- نعم سوف يبيدونها، خاصة القبائل الصغيرة كالفراتيت والشلك في أعالي النيل عددهم لا يساوي نسبة 10%، والأمين العام الذي يتحدث عن الانفصال الآن لو طلب منه الذهاب لأهله وبيته لا يستطيع، لأنه يتحدث عن شيء هو معبأ به.
من الذي يعبيء باقان أموم؟
- لأنه رجل شرقي والآن تحول إلى غربي
يعني التعبئة الآن غربية؟
نعم التعبئة غربية، لكن هو الآن لا يستطيع الذهاب لأهله.
لماذا لا يستطيع؟
- لأن الدينكا هنالك ضده وقتلوا أهله، وهو لا يستطيع عمل أي شيء رغم أنه الأمين العام، وهو وسلفاكير يبحثون عن التاريخ الذي يشهد لهم بفصل الجنوب عن الشمال و«إخوانا الوقعوا هذه الاتفاقية» أيضاً يبحثون عن تاريخ يشهد لهم بأنهم هم الذين حققوا السلام في السودان، لكن الاتفاقية الأولى التي وقعت سنة 1982 أفضل من هذه الاتفاقية وأنا كنت موجوداً، وأول شيء فعلته الاتفاقية هو جمعها للسلاح من الخوارج بواسطة لجنة في واو، رغم أن حركة «أناينا ون» أسسها الفراتيت والدينكا، لكن عندما جاء تنفيذ الاتفاق استولى الدينكا على السلطة وتم إبعاد الفراتيت وعملوا نجارين وخراطين وحدادين وسائقين في المصالح الحكومية، وسيطروا هم على السلطة كلها في الجنوب، لذلك بدأوا التعبئة لحركة تمرد ثانية وهو الذي حدث الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.