شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    مان سيتي يجتاز ليفربول    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي الجنوبي البارز وقائد قوات السلام السابق في حوار غاضب (3-2)
نشر في آخر لحظة يوم 29 - 11 - 2010


حاوره: زين العابدين العجب - تصوير: سفيان البشرى
اللواء التوم النور دلدوم قونجي من قبيلة اندقو من ناحية الأب، موطنهم الأصلي ولاية غرب بحر الغزال، ولكنه ينتمي إلى المسيرية بمنطقة المجلد من ناحية الأم، تلقى تعليمه الأولي بأبيي وعمل بشرطة بحر الغزال في العام 1958، وقد أسس اللواء دلدوم مليشيات «الفراتيت» خلال حكم الراحل جعفر نميري لتتصدى لهجمات الجيش الشعبي على مناطق بحر الغزال، واستمر في التعاون مع الإنقاذ بعد أن رشحه اللواء «م» أبوقرون عبد الله، كقائد لتلك المليشيات، وأصبح قائداً عاماً لقوات السلام السودانية القومية، بدلاً عن مليشيات الفراتيت حتى توقيع اتفاق الخرطوم للسلام في العام 1997، حيث صدر قرار جمهوري في أغسطس من نفس العام بتعيينه ضابطاً بقوات الشعب المسلحة برتبة لواء، ولكن بعد توقيع اتفاق نيفاشا وتسريح الفصائل الجنوبية عاد الرجل للخرطوم وما زال، وقد التقيناه في هذا الحوار وجاءت إجاباته عسكرية الكلمات على هذا النحو:
ماهو تقييمك لموقف المؤتمر الوطني في الجنوب وحديثه المستمر عن الوحدة حتى الآن؟
- المؤتمر الوطني كان كل شيء في يده، ولكنه فرَّط كثيراً من الناحية الأمنية في سحب الجيش من الجنوب وتسليم السلطة للحركة التي كنا نقاتل ضدها، وهذا خطأ.. كذلك من ناحية الثروة لا يمكن أن تعطي أموالك العدو، وإعطاء الحركة الشعبية تسع ولايات جنوبية لتحكمها هذا خطأ، وكان الأجدى أن نعطيها خمسة مقابل أربعة، ونحن كفصائل أكثر الذين تضرروا من هذا الاتفاق بالإضافة لقبائل الفراتيت والمسيرية.
إذن أنت ضد الانفصال ومع الوحدة؟
- أنا ضد الانفصال ومع الوحدة، وحتى إذا حدث انفصال وأنا جنوبي سأبقى في الشمال لضمان العيش المستمر ولن أغير الجنسية السودانية ولن أعيش في الجنوب، خاصة أنني كنت قائداً لفصيل يقاتل الدينكا أو الحركة الشعبية في الجنوب، معنى ذلك أنا وأبنائي وكل القبيلة التي انتمي إليها سنكون أعداء للحركة الشعبية، وسوف تكون هناك إبادة جماعية لقبيلتي.
ألا تتوقع أنك تعامل معاملة الأجنبي إذا حدث انفصال؟
- لا أتوقع ذلك لأن الوالدة تنتمي إلى قبيلة المسيرية ومولودة في كردفان، وكل مراحلي التعليمية كانت في المجلد والفولة، وأنا جنوبي من ناحية الأب ووالدي جاء إلى الشمال منذ عام 1936 وأنا أجيد التحدث بالعربية كشمالي أو مسيري، فأنا لا أتوقع أبداً أن أعامل كأجنبي لأن أهلي كلهم في الشمال.
ما هي مآلات انفصال الجنوب والسلبيات التي يمكن أن تنجم عن ذلك؟
- أولاً بالنسبة للجنوبيين الموجودين في الشمال منذ أكثر من مائة سنة ويمتلكون منازل وأولاد درسوا في الشمال، فهذه الخدمات غير متوفرة في الجنوب، وهم يتحدثون عن ترحيل المواطنين الجنوبيين من الشمال والقاهرة من أجل التصويت والبقاء في الجنوب، ولكن هل وفروا لهم المساكن.. وفي الشمال الآن أكثر من «160» ألف من طلاب الثانويات والجامعات هل وفروا لهم مدارس وجامعات ومستشفيات وغيرها من الخدمات الضرورية، بالإضافة إلى العمال والموظفين الموجودين بالشمال هل وفروا لهم وظائف هناك.. ثانياً سلفاكير الآن هو النائب الأول لرئيس حكومة السودان ويمتلك سلطة في الشمال والجنوب، وهو رئيس حكومة الجنوب.. لماذا أرفض الشمال وأذهب لأكون رئيس حكومة الجنوب فقط! ثم أن هذا الأمر يعطي الشماليين حقاً لا يمتلكونه، لأن الشمال كان ملكاً للشماليين والجنوبيين فأعطينا الشمال للشماليين، وأصبح لهم الحق فيه شرعياً وقانونياً، وهذا خطأ، كذلك لا يوجد مؤتمر للجنوبيين في الشمال. والذين جاءوا من الخارج مجموعة صغيرة جداً لا تزيد عن نسبة 10% و هي التي تريد الانفصال ولم يأخذوا رأي المواطنين، لأنهم يمتلكون السلطة والمال والسلاح الذي يهددون به من يقف في طريقهم.
تحدثت عن أن الشمال سيصبح للشماليين ولكن أيضاً الجنوب سيصبح للجنوبيين؟
- هذا خطأ، لأننا كنا دولة واحدة والإنجليز لم يحددوا حدوداً، وأنا حضرت عهد الإنجليز لأني من مواليد 1942 وأعرف الإنجليز الذين حكموا السودان، ومنهم من كان بكردفان، ولما أرادوا أن يذهبوا تركوا الوضع كما وجدوه، لأنهم يدركون حجم المشاكل التي ستحدث حال فصل الجنوب في ذلك الوقت، وإذا أردنا الحقيقة فإن كردفان كانت ولاية واحدة في زمن الاستقلال باسم كردفان الكبرى، وأنا درست الأولية في أبيي، والحدود التي تتبع لأبيي كانت في قوز أبو نفيسة وهو جنوب الجرف وهو لا يقل عن 36 ميل جنوب أبيي، ودينكا نقوك يعرفون والدي لأنه أول شخص صنع لهم (بنطون)، وكانوا يذهبون بالفلوكة ووالدي كان نجاراً تخرج من الكنيسة سنة 1915، و صنع لهم البنطون من البراميل ليذهبوا به جنوباً إلى قوقريال، وأبيي كانت تجمع المسيرية والدينكا.
بعض المراقبين يرون أن الحركة الشعبية تراهن على البترول في إعداد التنمية وبناء الدولة الحديثة ما رأيك في هذا الحديث؟
- البترول هو فعلاً موجود، ويقولون إنه في الحدود، وهي لم تحدد تبعيتها بعد، سواء للشمال أو الجنوب، وإذا رجعت بك إلى عهد الاستقلال 1956 فإن كردفان كلها كانت ولاية واحدة وبالتالي يحق لها التصويت شمالها وجنوبها في الاستفتاء، فبعد الاستقلال تم تقسيم الولايات إلى خمس وعشرين ولاية.
هل المراهنة على البترول في إحداث التنمية ستنجح؟
- لن تنجح، لأن البترول لوحده غير كافٍ، لأنه لن يستمر إلي عشرين أو ثلاثين سنة، ولا نملك المقومات التي تجعل الجنوب كدولة ناجحة.
من الكاسب إذا حدث انفصال، الشمال أم الجنوب؟
- الشمال هو الكاسب، لأنه هو من كان يقدم الخدمات للجنوب أكثر.
هل نتوقع أن يحدث انفصال؟
- في ظل الوضع الغير آمن في الجنوب ممكن أن يحدث انفصال، لأنه لا توجد حرية للتصويت، خاصة وأن أغلبية السكان هناك بسطاء وأميون، وميليشيات الحركة الشعبية هي التي تأتي بالمواطنين وتدفعهم إلى التصويت للانفصال كما دفعتهم من قبل في الانتخابات السابقة، لكن على الحكومة عدم قبول هذا الأمر وعليها أن تعمل على معالجات أخرى.
ما هي مقترحاتك لهذه المعالجات؟
إذا كانت حكومة الجنوب لا تريد إبادة هؤلاء الجنوبيين من المفترض عليها التفكير فيهم، لأننا نحن كجنوبيين غير موافقين على ما يحدث، وهناك فصائل جنوبية، ونحن الآن لا يقل عددنا عن عشرة ألف موجودين في الخرطوم ولدينا ضباط لا يقل عددهم عن خمسين ضباطاً، ونحن لم ندع للمشاركة في حكومة الجنوب، ونحن أكثر المتضررين لأننا لدينا أبناء وأسر وممتلكات في الجنوب، فكوننا كنا منضمين للقوات المسلحة هذا لا يعني أن نكون ضحية.
لماذا لا تنضم للحركة الشعبية كما فعل الآخرون؟
- كيف انضم للحركة الشعبية من غير اتفاق
هذا يعني أن ليس لديك مانع؟
- لا يوجد مانع، ونحن سبق أن جلسنا مع الحركة الشعبية في نيروبي خارج إطار لجنة المفاوضات.. وأنا لا أمانع في الانضمام للحركة الشعبية، ولكن باتفاق يعطينا حقنا نحن الفصائل الموجودة هنا في الخرطوم نشارك في السلطة، وطلبنا منهم إعطاءنا ثلاث أو أربع ولايات جنوبية نحكمها نحن الفصائل.
ألا ترى أن هناك تناقضاً في حديثك وأنت رجل حريص على وحدة السودان وقلت إنك ستكون موجوداً بالشمال في نفس الوقت الذي لا تمانع فيه بالانضمام للحركة؟
- هذا الحديث إذا وصلنا معهم إلى اتفاق معهم، ونحن سبق أن قابلنا
د.جون قرنق في نيروبي، وكونا لجنة قبل اتفاقية السلام.
هل هناك فصائل جنوبية أخرى؟
- الفصائل الجنوبية كثيرة جداً، وعددها لا يقل عن أربعين فصيلاً، جزء منهم فاولينو ماتيب، ونحن قلنا لهم لا يوجد لدينا مانع في الجلوس معكم وطلبنا منهم 50% من الحكم، أو إذا كان القائد من الحركة الشعبية النائب يكون من الفصائل، وإذا الإدارة من الحركة فالاستخبارات تكون من الفصائل، وطلبنا منهم 50% من القوات المسلحة و50% من الأمن و50% من القوات النظامية و50% من الضباط الإداريين، بالإضافة إلى تقسيم الولايات العشر فطلبنا منهم ثلاث ولايات على أقل تقدير، والسبعة الباقية تقسم بين الحركة والمؤتمر الوطني.
هل تعتقد أن الحركة وهي الممسكة بتلابيب كل هذه الولايات يمكن أن تعطيكم شيئاً؟
- هذا كان في المفاوضات في نيروبي.
لكن هذا لن يحدث وفقاً للواقع و الحال؟
- لن يحدث، إذن نحن مع الوحدة
هذا يعني انكم مع الانفصال إذا استجيب لطلبكم؟
- هو لن يحدث، ولن يفرطوا في ذلك، ولكن إذا نظروا للمصلحة العامة ممكن أن يقبلوا، فأنا أملك الرأي والحق في ولايتي واتخذ ما أراه مناسباً.
يقال إنكم أصبحتم جنرالات من غير جيوش؟
- الجيوش موجودة عندنا و كثيرة جداً ونحن لدينا قوات تدربت في الجيش وتخرجوا في القوات المسلحة وتم توزيعهم في دارفور والشرق وفي الغرب وفي الخرطوم، ثم توزيعهم داخل القوات المسلحة.
أنتم الآن أصبحتم خارج المعادلة السياسية والعسكرية في الجنوب؟
- أصبحنا خارجها بالاتفاق، ونحن كنا نريد أن نكون طرفاً ثالثاً في الاتفاق، وكانوا يقولون لنا أنتم في القوات المسلحة ونحن لن نضيع حقوقكم، وهم تخوفوا إذا ارتضوا بنا طرفاً ثالثاً في الاتفاقية أن ننضم للحركة الشعبية بعد الاتفاق، تخوفوا من هذه المسألة ولكن العكس هو الصحيح، فإذا قبلوا بنا طرفاً ثالثاً كنا سننضم إلى إخواننا في القوات المسلحة أو المؤتمر الوطني، وسنكون ثلثين مقابل ثلث واحد للحركة الشعبية، ولكنهم لم يستوعبوا هذا الحديث،وفي النهاية إذا انفصل الجنوب فإن الجنوبيين مع بعضهم سيتحاربون، ولا دخل للشمال بذلك، هذا هو المفهوم العام، و يجب علينا نحن الشماليين أن نخرج ونتركهم يتحاربون مع بعضهم هذا هو الاتفاق.
بمعنى ماذا؟
- بمعنى أنه إذا حدث انفصال، الشمال لن تكون لديه مشكلة في الحرب، لكن الجنوبيين ستكون بينهم حروب داخلية فيما بينهم.
ü ردت الحركة الشعبية على أنه إذا حدث انفصال ستكون هناك نزاعات وصراعات وانفلاتات أمنية، بأن هذه الانفلاتات هي موجودة الآن؟
- نعم موجودة، ولكن نحن الآن في بلد واحد، وهناك أمل للوحدة، والوضع سيختلف عندما يحدث انفصال وسيكون هناك صراع عنيف بين الجنوبيين ويكون دور الشماليين الضحك على الجنوبيين وهم يتقاتلون، وما يحدث الآن في دارفور هو أن الحركات دارفورية وأبناؤها من دارفور وكذلك الذين يقاتلونهم من دارفور نفسها، وكذلك نحن الجنوبيين إذا حدث انفصال سيقاتل الجنوبيون إخوانهم الجنوبيين، ويتفرج علينا الشمال.
ü هل تتوقع أن تكون الدولتان آمنتين مستقرتين والبعض يتوقع أن ترجع الحرب؟
- أنا أتوقع الاحتمال الأخير، لأن في الشمال نفسه هناك أحزاب غير موافقة على هذه الاتفاقية لأنها لم تشارك فيها، والسودان ليس ملكاً للمؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية، السودان للسودانيين ،وهناك أكثر من أربعين حزباً في السودان، فمن غير المعقول أن يقرر مصير هذا البلد حزبان فقط، والسودان منذ أكثر من 55 سنة عائش من غير تقرير مصير، وهناك أحزاب حكمت قبل هذه الاتفاقية فمن غير المعقول عدم مشاركتها في تقرير مصير البلد، فأنا اتوقع أن الحرب تكون بصورة أكبر.
البعض يتحدث عن دور يوغندي كبير جداً في الضغط على الحركة الشعبية لتدعو للانفصال؟
- يوغندا لديها دور كبير، لكن إخواننا الدينكا الموجودين الآن في السلطة يجب ألاَّ يتوقعوا استمرارهم في الحكم، لأن الإستوائيين لا يرغبون في شيء اسمه الدينكا ونحن أفضل منهم بالنسبة للدينكا.
ما هي أكبر القبائل الإستوائية هل هم الدينكا؟
- لا، القبائل الموجودة في الإستوائية هي التبوسا والمنداريا والباري.
هل هناك شبه اتفاق عسكري أو سياسي بين هذه القبائل يوضح رفضهم للدينكا؟
- لما كان أبيل ألير رئيساً للمجلس التنفيذي العالي، وأنا كنت مساعد أمين للمنظمات الجماهيرية للاتحادي الاشتراكي في مايو، ولما حصلت السيطرة والهيمنة من الدينكا كما يحدث الآن، نحن قمنا بتخطيط كبير جداً وعملنا ضد الدينكا، وأنا كنت أتحرك بين واو وطمبرة وجوبا للتنظيم لمؤتمر كبير جداً، وأنا كنت ضمن الناس النشطين في هذه الحركة، وأطحنا بالدينكا، وأتينا ب(جوزيف طمبرة) وهو كان رئيس المجلس التنفيذي الأعلى في ذلك الوقت.
الحديث باستمرار عن أكثرية الدينكا من ناحية العدد هل هو صحيح؟
- الدينكا ليسو بأغلبية، هذا الكلام غير صحيح، ولكنهم هم القبيلة الوحيدة التي تمسك على زمام السلطة، و«أبيل ألير» كان هو رئيس المجلس التنفيذي الأعلى وهو الذي خطط لأنه دينكاوي.
ماذا فعل أبيل ألير؟
- جعل كل الجيش والبوليس والسجون والمطافيء وحرس الصيد والضباط الإداريين ومدراء الإدارات وكل الذين يمضون على الأوراق، جميعهم من الدنيكا.
هذه الأشياء جميعها فعلها أبيل الير؟
- نعم، وأنا موجود وشاهد على ذلك وعلى علم بكل تاريخه.
كأنك تقول إن أبيل ألير انحاز للدينكا؟
- نعم انحاز للدينكا تماماً، وهو الذي وضع هذه الخطة، وكان هناك أحد أفراد الدينكا كتب أن الفراتيت بعد عشرين سنة لا نريد لهم وجوداً.
من هو الذي كتب هذا الكلام؟ وفي أي شيء كتبه؟
- كتبه بونا ملوال في كتيب صغير، ونحن كنا في ذلك الوقت متحركين وتحصلنا على نسخة من هذا الكتاب.. والمخطط كالآتي: أولاً نحن الفراتيت في بحر الغزال تم تبعيتنا لمحافظتي التوج وقوقريال، وهي معروفة مناطق دينكا، وأُتبعت راجا بأويل وسكان أويل قرابة ربع المليون وفراتيت راجا لا يتعدون الثلاثين ألفاً، وأمر الدينكا بالزواج من الفراتيت والطفل الذي يولد يتم تزويجه من بنات خالاته ولا يتزوج من بنات عماته لتقليل نسب الفراتيت هذا ما فعله بونا ملوال.
إذن أنت تحمِّل بونا ملوال وأبيل ألير مسؤولية كل ما جرى خلال السنوات الفائتة؟
- نعم هم الذين خططوا لهذا،
وأبيل الير الآن لا عمل له فقط يخطط ويعطيهم لينفذوا.. والدينكا متفقون على السيطرة على القبائل الأخرى وإبادتها.
ü هل تتوقع إذا حدث انفصال يمكن للدينكا أن يهيمنوا على القبائل الأخرى؟
- نعم سوف يبيدونها، خاصة القبائل الصغيرة كالفراتيت والشلك في أعالي النيل عددهم لا يساوي نسبة 10%، والأمين العام الذي يتحدث عن الانفصال الآن لو طلب منه الذهاب لأهله وبيته لا يستطيع، لأنه يتحدث عن شيء هو معبأ به.
من الذي يعبيء باقان أموم؟
- لأنه رجل شرقي والآن تحول إلى غربي
يعني التعبئة الآن غربية؟
نعم التعبئة غربية، لكن هو الآن لا يستطيع الذهاب لأهله.
لماذا لا يستطيع؟
- لأن الدينكا هنالك ضده وقتلوا أهله، وهو لا يستطيع عمل أي شيء رغم أنه الأمين العام، وهو وسلفاكير يبحثون عن التاريخ الذي يشهد لهم بفصل الجنوب عن الشمال و«إخوانا الوقعوا هذه الاتفاقية» أيضاً يبحثون عن تاريخ يشهد لهم بأنهم هم الذين حققوا السلام في السودان، لكن الاتفاقية الأولى التي وقعت سنة 1982 أفضل من هذه الاتفاقية وأنا كنت موجوداً، وأول شيء فعلته الاتفاقية هو جمعها للسلاح من الخوارج بواسطة لجنة في واو، رغم أن حركة «أناينا ون» أسسها الفراتيت والدينكا، لكن عندما جاء تنفيذ الاتفاق استولى الدينكا على السلطة وتم إبعاد الفراتيت وعملوا نجارين وخراطين وحدادين وسائقين في المصالح الحكومية، وسيطروا هم على السلطة كلها في الجنوب، لذلك بدأوا التعبئة لحركة تمرد ثانية وهو الذي حدث الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.