في الوقت الذي تسعى فيه ولايات دارفور عبر ولاتها وإداراتها الأهلية للملمة الجراح الناجمة عن آثار الحروبات القبلية، التي كادت أن تعصف بالأخضر واليابس بتدميرها لبنياتها الأساسية والخدمية والصحية والتعليمية، إلا أن الترتيبات الداخلية لزعماء القبائل جاءت في الوقت المناسب لدمل جراح أهل دارفور وتجفيف دموع الغلابة التعابة منهم..فلا خلاف حول مضار استطالة الحرب على الإستقرار والطمأنينة وتعطيل التنمية وزراعة البغض والكراهية، وفى ذلك دليل على قلة قدرات الإصلاح والوعى وغياب الحكمة وانسداد البصيرة لدى الأطراف والمجتمع. فالمؤتمر الذي عقد مؤخراً لتنصيب السلطان أحمد بن حسين أيوب بن علي دينار سلطاناً لعموم دارفور، كان بمثابة مؤشر صريح لاهتمام أجهزة الدولة والسلطة الإقليمية بترتيب البيت الدارفوري الداخلي، ونظراً لما يتمتع به الفور من مزايا إجتماعية وثقل تأريخي وآني بما في ذلك حقيقة أنهم أشد من تضرر بالحرب، فإن مؤشرات التوفيق والنجاح في قيادة دفة دارفورعالية.. فعفوهم الذي أقر به السلطان سيُعجل بالوفاق والإلفة الإجتماعية وأي دور جاد منهم سيحمل الأطراف الممتنعة خصوصاً فاقدة الثقة بالحضور إلى التفاوض، فرؤية السلطان الشبابية تحمل أفكاراً جديدة في مسار السلام الوطنى.. فقد أشار السلطان (أحمد دينار) بضرورة وقف الإعتداءات بتعاقد إجتماعي ملزم (أخلاقياً)، كخطوة سابقة للعفو والتقدم نحو المصالحة بضروراتها وبناء المستقبل معاً بالميثاق عبر شركاء المشروع الممثلين من الولايات والسلطة الإقليمية والحكومة الإتحادية واليوناميد والفعاليات الشعبية (هيئات الشورى والإدارات الأهلية والأحزاب السياسية والمجتمع المدني)، وأكد أن الهدف من هذه المبادرة هي التغلب على العقبة التي جعلت حتى الآن إتفاقيات السلام المبرمة جزئية بسبب عدم مشاركة وتوقيع كل الحركات عليها، بالإضافة إلى دعوة القوى السياسية الممتنعة من المشاركة في الحوار الوطني الذي دعى إليه رئيس الجمهورية للمشاركة كإستحقاق..وقال إن البداية تكون ببناء الثقة التي تعزز بوقف شامل للعداء من الأطراف ومن الفئات الموالية للأطراف. وأوضح (دينار) حجم التحدي والإستهداف الموجه إلى السودان، والتحدي الذي يواجه الإدارات الأهلية، لأنها صمام الأمان بالسودان مستدركاً بأن النزاع في دارفور مسبب لأزمات الوطن الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والأمنية، وله تداعياته على العلاقات الخارجية وأوضح بأنه نزاع مركب الأطراف مابين القبائل بعضها البعض، ومابين الحكومة والحركات المسلحة والقوى السياسية المعارضة، وذلك بتعميق الكراهية في النفوس أو بالتأثير المباشر للنزاعين (القبلي والسياسي).وقال إن التصالح ضرورة من ضروريات الدين والوطن على الأفراد والكيانات، وبالتالي دافعاً لكيان الفور للتحرك والإسهام لإنهاء الحرب بصدق، ونبذ الحرب كأداة مجربة تفاعلاً مع دعوة رئيس الجمهورية للحوار حول أزمات البلاد وعلى رأسها تحقيق السلام. أكد (دينار) أن برامجه في الأيام القادمة تتركز في الطواف على معسكرات النزوح واللجوء بدارفور، للوقوف على معاناة أهله ومواساتهم، بالإضافة إلى وضع رؤية موحدة يتوافق عليها أهل المعسكرات للمرحلة المقبلة بإبداء حسن النوايا وتثبيت الثقة في نفوسهم للإنطلاق بتنفيذ البرامج الموضوعة. وقال ملامح برنامجه العام إنحصر في زيارة تجمعات الأهل في دارفور وبقية أقاليم السودان، وإيجاد مركز عام لإنطلاقة أنشطة السلطنة منها وتحقيق مشروع السلام، وتبني إعمار المساجد وخدمات المياه والتعليم والصحة مواساة لضحايا الحرب في دارفور، وتعزيز قناعات المواطنين بالعيش معاً، تحقيقاً للسلام الإجتماعي والترحم المئوي على الشهيد السلطان علي دينار.