راي :محيي الدين عبدالرحمن المبارك رفد الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك المكتبة السودانية بسفر مهم تناول تاريخ كورتي ودورها المهم في تطوير منطقة المنحنى كما ركز السفر على السيرة العطرة لأحد رموز المنطقة العمدة أحمد عمر كمبال ودوره المتعاظم في الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. الكتاب يتكون من 580 صفحة في الحجم المتوسط ويتضمن تسعة فصول تناولت بإسهاب وتركيز معاً تاريخ كورتي وأفردت الفصول حيزاً كبيراً لمسيرة حادي ركبها العمدة أحمد عمر كمبال بتفصيل جاذب للدور الذي اضطلع به عبر مسيرة حياته كقاضي وإداري فذ بجانب علاقاته الاجتماعية بتناول تاريخ كورتي منذ العهد السناري مروراً بالعهد التركي المصري والعهد الإنجليزي المصري والفترة التي أعقبت الاستقلال.. وفي هذا الجانب أبرز الكتاب معلومات تاريخية مهمة مرت بها المنطقة وأسهب المؤلف في كشف دهاليز أحداث تلك المراحل وأسرار الأحداث التي مرت بها منطقة المنحنى بصفة خاصة والسودان بصفة عامة. وكان محور الكتاب رجلاً قامة من قامات الوطن يندر أن يجود بمثله الزمان وأعني به أبو الجميع العمدة أحمد عمر المبارك، فقد كرس سنوات عمره لخدمة منطقة كورتي ومنطقة منحنى النيل بصفة عامة، فالعمدة ملك مقومات القيادة والريادة منذ بواكير عمره، تلك المقومات التي حددها الكاتب الأمريكي ذونلد فيرفث في المقدرة على التواصل الاجتماعي والثقة بالنفس والحزم في اتخاذ القرارات والجرأة على تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات.. بجانب هذه الصفات حباه المولى عز وجل صفات دقة الملاحظة والنظرة الثاقبة والتواضع الجم. وصدور هذا السفر المهم منحني فرصة كنت أتوق إليها السنوات الطوال للحديث عن رمز مهم من رموز الوطن له علينا دين كبير نحن عشرات الآلاف من أبناء المنطقة الذين تلقوا العلم بمدارس كورتي.. وقبل العلم وجدنا الاهتمام في هذا الرمز الكبير ولكن المساحة المتاحة لا تمكننا من الاسهاب في الحديث عنه ويكفينا أن دكتور أبو شوك حمل عنا الكثير بتناول العطاء الثر والمتميز الذي قدمه والد الجميع العمدة أحمد عمر كمبال في كافة المجالات بكل تجرد عبر مسيرة حياته الحافلة. وأختم هذه العجالة بوصف الصديق السفير عبد المحمود عبد الحليم للعمدة أحمد عمر كمبال بأنه رجل الضفتين، وأضيف بأنه والد الجميع من طلاب العلم بالمنطقة الذين وجدوا فيه قبل العلم العطف والسند وكثيراً ما أقول لأنجاله أصدقائي الحميمين دكتور صلاح وعبد الحميد وأبو القاسم إن العمدة ليس والدهم وحدهم، بل هو والدنا جميعاً وإن مسيرته ستظل عطرة على مر السنين وأن فضله سيظل ماثلاً أمامنا وكما يقول أهلنا بشمال الوادي نقول نحن إن لحم أكتافنا من خير العمدة وأهل كورتي الكرام.